شهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، الثلاثاء، افتتاح المدينة الصناعية الغذائية «سايلو فودز» بمدينة السادات فى محافظة المنوفية، وعدد من المشروعات الأخرى بعدد من مدن الدلتا، وذلك بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول محمد زكى، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والقائد العام للقوات المسلحة، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة. وأكد الرئيس، خلال الافتتاح، أنه حان الوقت لزيادة سعر رغيف العيش الذى يكلف الدولة «65 قرشًا» وتدعمه وتبيعه للمواطن ب5 قروش، فمن غير المعقول أن يُباع 20 رغيفًا من الخبز بثمن سيجارة واحدة، وهو أمر لابد أن يتوقف. وأضاف الرئيس: «الدولة تبذل كل جهد ممكن من أجل تحويل حياة المصريين للأفضل وتوفير حياة راقية ومتقدمة، وحين نتوقف عند بعض الموضوعات مثل رغيف الخبز يقول البعض لا يجب أن نقترب من هذا الموضوع، وأنا أقول لن تسير الأمور بهذه الطريقة، لأننا فى بلد تحترم مواطنيها وتحافظ على مصالحهم أمام الله سبحانه وتعالى، وبالتالى لا يجوز أن أبيع رغيف العيش بعملة غير معروفة لأبنائنا- 5 صاغ». وأشار إلى أن رغيف الخبز المدعم لا يمكن أن يستمر بسعره الحالى، فى ظل تحرك الدولة لتنمية الريف من خلال مبادرة «حياة كريمة»، بالإضافة إلى خطة تحسين التغذية المدرسية، وهذا يتطلب مساهمة المواطنين مع الحكومة من أجل تنفيذ هذه المشروعات القومية التى تهدف إلى تحويل الحياة فى مصر إلى حياة راقية ومتقدمة، كما حث المصريين على ضرورة مراقبة النظام الصحى والغذائى لأولادهم ورعايتهم والحرص على ممارستهم الأنشطة الرياضية، حفاظًا على صحتهم. وخلال تعقيبه على كلمة وزير التربية والتعليم، لفت إلى خطورة «السِّمنة» لدى الأطفال، خاصة أن هناك ما يقرب من 4 ملايين طفل يعانون منها، وشدد على ضرورة أن يكون لدى المواطنين ثقافة المراقبة الحقيقية لأوزان أولادهم، وقياس مدى الكفاءة الصحية المرتبطة بنظام غذائى وصحى من خلال تناول مأكولات صحية، وممارسة أنشطة رياضية مناسبة طبقًا لهوايات الطالب، وكذلك على ضرورة مراعاة عمّال المصانع لأوزانهم، معتبرًا أن الحديث فى هذا الأمر لا يهدف إلى أن يسبب الحرج، بل من الضرورى أن يصبح ثقافة عامة لدى المجتمع. وعن قضية الزيادة السكانية، تساءل: «هل نحن بحاجة إلى كثرة الإنجاب أم إلى عدد نستطيع أن نرعاه؟»، معلقًا: «كلما نتحدث عن الزيادة السكانية يقول البعض إن الرزق على الله.. صحيح الرزق على الله.. وكلنا فى مصر والعالم نعيش بفضل ربنا علينا، لكن الله أمرنا بالتفكر والتدبر والأخذ بأسباب الحياة.. تعداد السكان زاد خلال ال10 سنوات الأخيرة نحو 10 ملايين نسمة، فهل نحن بحاجة إلى عدد أطفال كثيرين يعيشون فى ظروف معيشية صعبة أم عدد مناسب يتمتع بجودة عالية من المعيشة؟»، منوهًا بأن هناك 8 ملايين طفل يعانون من (الأنيميا)، ما يعنى أنهم لا يتبعون نظامًا غذائيًا جيدًا، بالإضافة إلى مسألة «التقزم» التى تحدث عنها وزير التربية والتعليم، كما ربط هذه الزيادة السكانية بارتفاع الأسعار لتغطية حجم الطلب المتزايد، لاسيما أن استمرار الزيادة السكانية بتلك المعدلات سيلتهم أى إنجازات تتحقق. وتطرق إلى قضية التعدى على الأراضى الزراعية، معتبرًا أنها مشكلة ترتبط بالنمو السكانى، ما يزيد من الطلب على المسكن، وهناك ثقافة فى الريف أن الأهالى يرغبون فى العيش مع أبنائهم، ما يتطلب بناء طوابق متعددة للمسكن أو اللجوء لاقتطاع أراضٍ زراعية جديدة، ونوه بدور الأسرة إلى جانب الحكومة فيما يتعلق بقضية الزيادة السكانية، باعتبارها أمرًا غير جيد، حيث إن استمرار التحدث عن هذا الأمر الهدف منه التنبيه إلى خطورته وأهميته، وتابع: «الدولة سيطرت على منظومة الوجبات الغذائية المدرسية- التى صاحبتها شائعات بوجود حالات تسمم- حيث ستقوم بتوفير وجبات يومية صحية جيدة تُقدم لأولادنا فى المدارس، تعكس مدى اهتمامنا بهم وأهميتهم لدينا، بتكلفة تبلغ نحو 8 مليارات جنيه، وهى كلفة من الصعب تدبيرها، لكن على الحكومة اتخاذ خطوات مهمة لتغطية تلك النفقات، وسنضيف اللبن لهذه الوجبات، ما يرفع تكلفة الوجبة الواحدة إلى ما بين 6 أو 7 جنيهات، حيث سيتم استقطاع مبلغ من كل وزارة لتمويل هذا المشروع». من ناحية أخرى، أكد حرص الدولة على توازن الأسعار رغم «جائحة كورونا» وارتفاع درجات الحرارة وتأثيرها على الإنتاج الزراعى من الفاكهة والخضروات، خاصة أنها تمتلك القدرات لتقديم الخدمات والأنشطة وتوفير الاحتياطات اللازمة من السلع الاستراتيجية لفترات تكفى 6 أشهر، كما أن الهدف من التطوير الكبير لمصانع جديدة فى «قها» و«إدفينا» امتلاك منتجات غذائية عالية الجودة من الخضروات والفاكهة فى وقت الأزمات، بما يحقق التوازن فى أسعار السوق، مطالبًا وزارة الصحة بعمل التوعية الصحية اللازمة فى وسائل الإعلام للفتيات الراغبات فى الإنجاب. وقال: «اسمحوا لى أن أشكر الشركة وجهاز الخدمة الوطنية والقوات المسلحة على هذا الإعداد الجيد للمشروع الذى نتمنى أن يُستكمل بالانتهاء من مصانع إنتاج الألبان والجبن خلال إبريل المقبل، حتى نتمكن من إمداد الأطفال فى المدارس بكل المنتجات التى تحدثت عنها وزيرة الصحة، ووجه بضرورة العمل بشكل متوازن لتوفير 8 مليارات جنيه للتغذية المدرسية، وأكد أن القطاع الخاص مرحب به بأى نسبة يريدها فى كل المشروعات.. أنا محتاجهم.. محتاج القطاع الخاص لتحقيق التنمية للدولة، كما أرحب بأى رأى مختلف، فأى إجراء يتم اتخاذه ونحن مستقرون، وأن النظام الذى يريد الإصلاح لا يصدر قرارات بها استثناءات.. عايزين نحقق السلامة لبلدنا.. طالما إديتونى المسؤولية شيلوا معايا».
