وقع الرئيس عبدالفتاح السيسى على وثيقة المشروع المصرى لتنمية الريف ضمن مبادرة (حياة كريمة)، وكرم مجموعة من المسؤولين والمتطوعين الذين أثروا في مسيرة المشروع. وقال، خلال كلمته على هامش فعاليات المؤتمر الأول للمشروع القومى (حياة كريمة) لتنمية قرى الريف المصرى، التي أقيمت في استاد القاهرة، الجمعة: «إننى إذ أعلن انطلاق هذا المشروع الطموح مستعينا على تنفيذه بالله وبثقتى في قدرات المصريين- دولةً وشعبًا فإننى أعتبره تدشينًا للجمهورية الجديدة، الجمهورية المصرية القائمة بثباتٍ ورسوخ على مفهوم الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة التي تمتلك القدرات الشاملة: عسكريًا، واقتصاديًا، وسياسيًا، واجتماعيًا وتعلى مفهوم المواطنة وقبول الآخر وتسعى لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية وتتطلع لتنمية سياسية تحقق حيوية للمجتمع المصرى قائمة على ترسيخ مفاهيم العدالة الاجتماعية والكرامة والإنسانية». وأوضح السيسى أن المساس بأمن مصر القومى خط أحمر، ولا يمكن اجتيازه، «شاء من شاء وأبى من أبى»، مشددا على أن الجنوح إلى السلام لا يعنى السماح بالمساس بمقدرات الوطن، «الذى لن نسمح لأحد بأن يقترب منه»، موجها حديثه للمصريين بضرورة ألا يقلقوا بشأن قضايا المياه، قائلا «لا يليق بنا أن نقلق أبدا.. عيشوا حياتكم». وأضاف أن مصر تتعامل دائما في كل القضايا بعقل راشد وتخطيط عميق بعيدا عن الوهم أو «دغدغة» مشاعر المصريين، معتبرا أن قلق المصريين بشأن موضوع المياه «مشروع». وطمأن الرئيس السيسى الشعب بالقول: «لدينا خيارات متعددة للحفاظ على أمن مصر القومى»، مؤكدا أن مصر تسعى لجعل نهر النيل نهرا للشراكة والخير. وتابع: «أكدنا دائما استعداد مصر لنقل الخبرات في مشاريع الكهرباء والإنتاج الزراعى لكل أشقائنا في القارة الإفريقية». وشدد الرئيس السيسى على أن تحرك مصر في مجلس الأمن الدولى بشأن قضية سد النهضة الإثيوبى جاء لوضع القضية على أجندة المجتمع الدولى، مضيفا أن مصر طالبت باتفاق قانونى ملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة. ولفت الرئيس إلى أن المشاريع التي تنفذها الدولة تستهدف الحفاظ على كل نقطة مياه، موجها رسالة إلى الأشقاء في السودان وإثيوبيا بضرورة العمل على التوصل لاتفاق قانونى ملزم بشأن سد النهضة، «لكى نعيش في خير وسلام». أوضح أن مصر أصبحت تمتلك من الأدوات السياسية والقوة العسكرية والاقتصادية ما يعزز من إنفاذ إرادتنا وحماية مقدراتنا. وأكد الرئيس أن مصر القوية الديمقراطية والحديثة والمدنية هي التي تليق بالمصريين، معربا عن امتنانه للشعب المصرى لما بذله من جهود سعيا لتحقيق البناء والتطوير. وقال السيسى إن مصر دائما مستعدة لنقل خبراتها والتعاون في مشاريع الكهرباء ومشاريع الإنتاج الزراعى للأشقاء في القارة الإفريقية، فمصر لديها قدرات مختلفة، متاحة للأشقاء الأفارقة شريطة عدم الاقتراب من المياه الخاصة بمصر. وأضاف أن مصر لا تسعى- أبدا- للتهديد أو التدخل في شؤون الدول، لكنها تسعى- دائما- للتعاون والقبول بالتنمية التي ستنتج من توليد الكهرباء للإثيوبيين، مع التأكيد على أنه لا مساس بالمياه الخاصة بمصر. وأكد مواصلة مصر التحرك في مسار السعى لإيجاد اتفاق قانونى ملزم بين الدول الثلاث (مصر والسودان وإثيوبيا) فيما يتعلق بعملية ملء وتشغيل سد النهضة. وتابع أن مستقبل البلاد والشعوب يتم من خلال العمل والاتحاد، حيث إن «الدولة نجحت في مواجهة التحديات عندما كنا معا على قلب رجل واحد». وأوضح: «أنا والجيش في مقدمة المدافعين عن أي تهديد يواجه مصر، وقبل ما يحصل أي حاجة لمصر، يبقى لازم أنا والجيش نروح علشان حاجة تحصل لمصر غير كده مفيش». وطمأن الرئيس السيسى المصريين، بأن الأمور ستكون على ما يرام، وأن خطط الدولة تسير بشكل مدروس بفضل الله، داعيا إلى نبذ القلق وعدم الالتفات إلى أي أحاديث تغاير الواقع.. قائلا «كل الأمور تسير بخير بسلام وأمان.. وأرجو متسمعوش كلام حد؛ لكن أنا دائما صادق وأمين ومخلص معكم وشريف وأنا مازلت على العهد». وأكد الرئيس السيسى أنه والجيش المصرى، الذي شرف بقيادته في لحظات عصيبة من تاريخ الوطن، انحاز بشكل مطلق لإرادة الشعب المصرى العظيم. وأعرب عن فخره بما حققه المصريون في استعادة مصر ممن أرادوا انتهاك قدسية أرضها وسلبوا هويتها تدفعهم في ذلك مفاهيم مغلوطة وأيديولوجيات متطرفة. وقال: «على قدر ما كانت التحديات والصعوبات، التي واجهت الدولة جراء قرار شعبنا باستعادة مصر من شرذمة البغى والضلال التي تتاجر بالوطن والدين، بقدر ما كان العزم على خوض غمار التحدى، وتحقيق النصر المبين في معركتى البقاء والبناء». وشدد الرئيس السيسى على ثقته المطلقة في قدرات المصريين ويقينه في النصر، مشددا على أن زاده في رحلة العمل على رأس فريق إنقاذ الوطن هو التجرد والإخلاص، حيث لم يخش غير الله ولم يكن له هدف سوى الوطن. وأكد صدق يقينه وثقته بعبقرية هذا الشعب الباسل، الراسخة في مكنون شخصيته، حيث استلهمت الشخصية المصرية عراقتها وقوتها وجذورها الحضارية وراحت تثبت للعالم كله قدرتها على صناعة المجد، ولم تخش من اقتحام التحديات ولم تيأس بفعل آلات إعلامية تسعى لإحباط العزائم ولم يثنها إرهاب غاشم عن أهدافها. وأشار الرئيس السيسى إلى أن التحديات كانت كبيرة، لكنها أبدًا لم تكن أكبر أو أقوى من إرادة المصريين على مواجهتها والعبور بالوطن نحو آفاق المستقبل. وتابع أن الدولة أعادت بناء المؤسسات الوطنية الدستورية، وشكلت الغرف التشريعية الممثلة للشعب المصرى، وعلى التوازى كان السباق مع الزمن لبناء مصر المستقبل وتعظيم قدراتها وأصولها؛ فكانت المشروعات القومية الكبرى رمزًا يعبر عن إرادة المصريين في البناء، وتعددت ما بين مدن جديدة تتسع لجميع المصريين في كل ربوع الوطن وإسكان اجتماعى يوفر المسكن الملائم لشباب مصر وتطوير للمناطق الخطرة وغير الآمنة، للقضاء على العشوائيات وتحديث شامل لشبكة الطرق القومية وزيادة للرقعة الزراعية وصولًا اليوم إلى انطلاق المشروع الوطنى الأعظم لتنمية الريف المصرى (حياة كريمة)، والذى يسعى إلى رفع مستوى المعيشة لأكثر من أربعة آلاف قرية مستهدفا تحقيق تنمية مستدامة وتحسين جودة الحياة لحوالى 58 مليون مواطن خلال السنوات الثلاث القادمة بموازنة تقارب 700 مليار جنيه أو يزيد. وجدد الرئيس السيسى العهد للشعب المصرى ببدء جمهورية جديدة مولودة من رحم ثورة 30 يونيو العظيمة، عازما على المضى قدمًا نحو المزيد من العمل والبناء، ممتلكا القدرة الشاملة مستمرا في تحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية، داعما المزيد من المساحات المشتركة بين أبناء الوطن موفرا كل السبل لشباب مصر؛ لتحقيق مستقبل يليق بهم في وطنهم العظيم.
