عادة ما ينصح الخبراء بالمواظبة على أداء التمارين الرياضية لتحسين أداء الأوعية الدموية ومن ثم الحفاظ على صحة القلب، وتقليل مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية، إلا أن دراسة نشرتها الهيئة الوطنية للطب والمعاهد الصحية الأمريكية تؤكد أن ثمة علاقة بين ممارسة التمارين الرياضية ومخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية. هل هناك ارتباط بين الرياضة والنوبات القلبية؟ ووفقا لورقة بحثية أعدها مجموعة من الخبراء ب«الهيئة الوطنية للطب والمعاهد الصحية الأمريكية» ونشرتها مجلة «Circulation» قد يكون هناك ارتباط بين ممارسة الرياضة وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والنوبات القلبية رغم إقرار الباحثين بأن الأشخاص الذين يمارسون نشاطا ترفيهيا معتدل الكثافة لمدة 150 دقيقة أسبوعيا لديهم خطر أقل بنسبة 14% للإصابة بأمراض القلب التاجية مقارنة بأولئك الذين لا يمارسون الرياضة. ويؤكد الباحثون أن هناك أدلة متزايدة على أن المستوى الشديد وطويل الأمد للمجهود قد تزيد من مخاطر النوبات القلبية الحادة؛ إذ وجد الباحثون أن هناك عامل خطر محتملا يهدد القلب والأوعية الدموية في المستقبل، بالنظر إلى الارتباط المعروف بين فرط النشاط وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأشارت الدراسة المنشورة ب«US National Library of Medicine National Institutes of Health» إلى أن الإفراط في ممارسة التمارين عالية الكثافة يمكنها أن تزيد مخاطر الإصابة بالسكتة القلبية المفاجئة (SCA) أو الموت القلبي المفاجئ لا سيما لدى أولئك (SCD) الأفراد المصابين بأمراض القلب الكامنة. وأظهرت الدراسات الأولية أن حجم المجهود أو شدة التدريبات طويلة المدى مرتبطة بالعديد من حالات «سوء التكيف القلبي المحتملة». نسبة ضئيلة! وتوصلت دراسة كندية، شملت مشاركين رياضيين تتراوح أعمارهم بين 12 و45 عاما، إلى أن 74 حالة أصيبت بالسكتة القلبية المفاجئة من بين 18.5 مليون شخص، خلال سنوات من المراقبة، ما أدى إلى حدوث 0.76 حالة لكل 100 ألف رياضي سنويا، لكنها نسبة ضئيلة بالقياس على ممارسي الرياضات في صفوف الأصحاء. وقال الموقع الطبي لمؤسسة «كليفلاند كلينك Cleveland Clinic» الأمريكية في وقت سابق إن التدريبات المكثفة وطويلة الأمد والمنافسات الرياضة في أحداث التحمل يمكن أن تؤدي إلى إتلاف نظم القلب وتعزيز مخاطر الاضطرابات. وتابع الموقع الطبي: «الأشخاص الذين يعانون من عوامل الخطر الجينية معرضون بشكل خاص لهذه الحالة». ووجدت دراسة أمريكية أجريت على عدائي «الماراثون» أنه في أعقاب الانتهاء من الجري لمسافات ممتدة، تحتوي عينات دماء الرياضيين على مؤشرات حيوية مرتبطة بمخاطر تلف القلب. وبناء عليه حذر الباحثون من أن التمارين عالية الكثافة يمكنها أن تعزز مخاطر السكنة القلبية السكتة المفاجئة أو الموت القلبي المفاجئ لدى المصابين بأمراض قلبية كامنة كما أنها تعزز مخاط الإصابة باضطرابات ضربات القلب، خاصة بالنسبة للأقلية التي تعاني من اعتلال عضلة القلب الضخامي أو أمراض القلب التاجية.