قال الرئيس الجزائرى، عبدالمجيد تبون، إنه لا يفكر فى الترشح لولاية رئاسية ثانية، مشيرًا إلى أن جهوده تتركز على إعادة بناء مؤسسات الدولة، وجعل الجمهورية «ملكًا للجميع»، وأضاف «تبون» فى مقابلة مع مجلة «لوبوان» الفرنسية نشرته، الخميس، أن بلاده تنتظر اعترافًا فرنسيًا كاملًا بجرائم استعمارها للجزائر وما تعرض لها مواطنوها من جرائم قتل وإبادة، وأوضح أن الجرائم الفرنسية شملت الإبادة ونهب الثروات، مرورًا بمجازر 8 مايو 1945، وصولًا لثورة التحرير. ولفت إلى أنه «فى تاريخ الاحتلال الفرنسى للجزائر، هناك 3 مراحل مؤلمة لنا، وهى بداية الاحتلال وما تزامن معه من قتل وتشريد طيلة أكثر من 4 عقود، حيث أُبيدت قبائل بأكملها وأُحرقت بلدات وقرى، ومقابل ذلك تم زرع استيطان قام على تجريد الجزائريين من ممتلكاتهم وأراضيهم، ثم مرحلة مجازر 8 مايو 1945 وما خلفته من ضحايا تجاوزوا 45 ألف قتيل، وأخيرًا مرحلة حرب التحرير». ودعا «تبون» السلطات الفرنسية إلى تنظيف مواقع التجارب النووية التى أجرتها فى صحراء الجزائر بين عامى 1957 و1966 إبان فترة الاستعمار. واستشهد «تبون» فى تصريحاته بما قاله الرئيس الجزائرى الراحل هوارى بومدين لنظيره الفرنسى، جيسيكار ديستان: «نحن نريد قلب الصفحة، لكن لن نمزقها أبدًا»، مشيرا إلى أن «تحقيق هذا الأمر يتطلب القيام بأفعال»، وعن إمكانية لجوء الجزائر لطلب تعويضات من فرنسا على تجاربها النووية، قال «تبون» إن الجزائريين، شعبًا وسلطة، يقدّرون ويبجلون شهداءهم، مضيفًا: «نحن لسنا شعبًا متسولًا نحن نطلب من فرنسا تطهير المواقع النووية ومعالجة ضحايا تلك التجارب، لأن نتائجها لاتزال تخلّف ضحايا». وشدد «تبون»، فى حديثه مع المجلة الفرنسية، على أنه لن يترشح لمنصب رئيس الجمهورية ثانية، لافتًا إلى أن مهمته تتمثل فى «تمكين البلد من الوقوف مجددًا وإعادة بناء المؤسسات وجعل الجمهورية ملكًا للجميع»، وأثنى «تبون» على المؤسسة العسكرية ورئيس أركان الجيش، قائلا: «خلال فترة مرضى، هناك من اعتقد أن البلد سيغرق، لكن بفضل الجيش ووفائه، وعلى رأسه رئيس الأركان، الفريق السعيد شنقريحة، تم تجاوز تلك المرحلة»، حسب ما نقلت صحيفة «النهار» الجزائرية. ولفت «تبون» إلى أن الجيش الجزائرى لا يمارس السياسة، مستدلًا بأنه خلال بداية مسيرات الحراك الشعبى «كان هناك ممن يقدمون أنفسهم كديمقراطيين من كانوا يطالبون الجيش بالتدخل، لكنه رفض وفضل حماية سلمية الحراك».