أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن أزمة سد النهضة تدعو للقلق، لكن المفاوضات تحتاج إلى صبر، وعلى الشعب المصرى أن يثق فى قيادته السياسية. وأضاف الرئيس، خلال افتتاحه، أمس، عددًا من المشروعات التنموية والحيوية بهيئة قناة السويس بمحافظة الإسماعيلية، أن الحفاظ على حقوق مصر فى مياه نهر النيل، أمر لا يمكن لأحد تجاوزه أو التفريط فيه، لكن يجب ألا نتعجل، فكل شىء له ترتيبه وتدابيره، والتفاوض عملية شاقة وصعبة، ونحن نضغط، وكما رأيتم استقبلنا الفترة الماضية المبعوث الأمريكى للقرن الإفريقى، جيفرى فيلتمان، كما استقلبنا الرئيس الكونغولى فليكس تشيسكيدى، رئيس الاتحاد الإفريقى لبحث مسألة سد النهضة». وتابع: «أعلم أن الشعب المصرى يشعر بالقلق وأنا كذلك، وهذا طبيعى، لكن يجب أن تتأكدوا أن مسار التفاوض يحتاج إلى صبر وتأن، ولا يجب استعجال النتائج، لكن يجب أن تكونوا واثقين فى بلدكم وفى قدرتها»، مضيفًا: «إن الجهود والحركة مستمرة من أجل الوصول إلى حل لهذه المسألة الحساسة والمهمة جدًا جدًا». وقال، مخاطبًا الشعب المصرى: «إن القلق الذى تشعرون به مُقدّر ومشروع.. وأنا سعيد به، لأن اهتمامكم ببلدكم أمر رائع، لكن تأكدوا أن حقوقنا لن يتم التفريط فيها». وأوضح الرئيس السيسى أن «ما عرض، أمس، من العمل على تحسين حركة المجرى الملاحى فى الجزء الجنوبى الذى حدثت فيه مشكلة (السفينة البنمية)، وهى وصلة ال50 كيلو الأخيرة، سواء ال10 كيلومترات الموجودة داخل البحيرات المُرة أو على امتداد الجزء الآخر حتى خليج السويس». وتابع: «أتمنى أن تقوم هيئة قناة السويس بهذا العمل، فتوجد لدينا كراكات كبيرة وعملاقة وهناك كراكة ستنضم للأسطول، أغسطس المقبل». وأضاف: «إننا نستطيع كهيئة، بمواردنا ومعداتنا، أن نقوم بهذا العمل، ويمكن الاستعانة ببعض الشركات لتنفيذه فى مدة أقصاها 24 شهرًا، وكلما كانت المدة أقل سيكون أفضل لنا، لكن لا أريد أن ألزمكم بذلك، فأنا لا أريد أن أحشد موارد ضخمة جدًا لعملية التوسعة، ونريد أن نستغل إمكانيات الهيئة وليس لدينا مانع من الاستعانة ببعض الشركات للمساعدة فى عملية التكريك والتوسعة بالجزء الجنوبى». وأشاد الرئيس عبد الفتاح السيسى بمحتوى الدراما المصرية التى قدمت خلال شهر رمضان، والتى تناولت أحداثا كثيرة وفترات صعبة تجاوزناها فى تاريخ مصر بفضل تضحيات الشعب المصرى. وقال: «إن كل أسرة قدمت شهيدا فى قطاعات الدولة، سواء من الجيش، الشرطة، القضاء، والمساجد والكنائس، فقد شاركت وقدمت ثمنًا تم تسديده لمكافحة الإرهاب الذى تحدثنا عليه من قبل». وأعاد الرئيس التذكير بما كان قد نبه إليه سابقًا، يوم 24 يوليو 2013، من أن هناك «إرهابا محتملا»، فى الوقت الذى لم تكن هذه الرؤية ظاهرة للشعب المصرى، لكن الدولة كانت لها رؤية وتقدير موقف ودراسات تُجرى للتعامل مع مثل هذه المواقف وتستشعر المستقبل، ومواجهة التحديات المحتملة وقابلناها بالفعل». وأكد الرئيس أنه بفضل التضحيات سينتهى هذا الأمر وتتحسن الأمور و«سيأتى علينا وقت ليس بعيدًا، نؤكد فيه أن هذا الأمر تم تجاوزه تمامًا». وأكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أنه سيتم تطوير المنطقة الجنوبية من المجرى الملاحى لقناة السويس خلال 24 شهرًا بإمكانيات وموارد هيئة قناة السويس، ودعا القطاع الخاص للمشاركة مع الدولة فى إنشاء الأسطول المصرى للصيد وبأحدث التجهيزات التكنولوجية حتى يكون قادرًا على الصيد فى مياهنا الإقليمية والمياه الدولية. وقال الرئيس، إن القطاع الخاص مرحب به للمساهمة فى إنشاء مشروع 100 سفينة صيد مجهزة بأحدث التجهيزات التكنولوجية ووسائل الإنقاذ وأحدث تكنولوجيات ومعدات الصيد الحديثة من أجل المساهمة فى توفير احتياجات الشعب المصرى من الثروة السمكية وزيادة فرص العمل للشباب.
