أخبرنا القرآن الكريم عن العديد من القصص على مر التاريخ لنستخلص منها الدروس والعبر، من هذه القصص، قصص الذين ظلموا وطغوا فى البلاد التى يحكمونها فأذاقوا رعاياهم أشد العذاب مثل قوم إرم وفرعون وملئه وقوم لوط والملك دقلديانوس الذى أحرق المسيحيين فى الأخدود العظيم وسمى عصره بعصر الشهداء، وكذلك قوم ثمود.. ومن خلال هذا القصص نستنتج أن هؤلاء الطغاة يشتركون فى سمة معينة وهى الإفساد فى الأرض، لأنه لا يستطيع الطاغى أن يطغى إلا إذا أفسد شعبه ومسؤوليه حتى يتمكن من السيطرة على الجميع.. فالكل يتذوق الحرام ويتمتع به!! وهناك من يحل الحرام ويحرم الحلال، ويترك القوى ويعاقب الضعيف.. كما أن الحاكم يفسد من حوله حتى يصير الجميع فاسدين، وبذلك تنكسر أعينهم، وتموت ضمائرهم، ولا يستطيعون محاسبته على إجرامه وطغيانه.. هو يهبهم ويعطيهم العطايا.. ويترك أيديهم تعيث فى الأرض فساداً، طالما أنهم يطيعون أوامره، ويؤمنون حكمه، ويزيحون الذين يزعجهم هذا الظلم والفساد حتى يستتب له الأمر والنهى!! دائماً ما كان يقف مع الحاكم رجال العسس الذين يتلصصون على الناس فى الشوارع والحوانيت والبيوت، فينكلون بالمعارضين، ويقومون بتعذيب الأبرياء على مرأى ومسمع من الناس حتى ترتجف الأبدان وتنخلع القلوب وترتعد الفرائص إذا ما فكرت الرعية فى الوقوف ضد هذا الطاغى!! أمثلة الطغاة كثيرة ومتنوعة، فكل إنسان يمتلك السلطة والصلاحية، وتوكل إليه المناصب، ويقوم بتكدير الناس، هو ظالم وطاغ كالمدير فى العمل، ورب الأسرة داخل أسرته، والوزير فى وزارته، الجار الظالم مع جيرانه، والقاضى المرتشى، والضابط الذى يستغل منصبه للتنكيل بالأبرياء، كل هؤلاء لهم حسابهم فى الدنيا.. وإن لم يذوقوه فى الدنيا فالله لن يتركهم فى الآخرة.