شدد الرئيس عبدالفتاح السيسى على أن المساس بحصة مصر من مياه النيل «خط أحمر»، لا يستطيع أحد تجاوزه، محذِّرًا من أن أي تجاوز في هذا الإطار سيؤثر على استقرار المنطقة بكاملها. وقال الرئيس، خلال جولته بالمجرى الملاحى لقناة السويس، أمس، على متن سفينة «سينا»: «لا أحد يستطيع أن يُقدم على هذه الخطوة، ومن يرد أن يفعل فليرنا ماذا يمكنه أن يفعل، وهذا ليس تهديدًا لأحد، إنما تأكيد على حقنا في المياه.. معركتنا هي معركة تفاوض، والأسابيع المقبلة ستشهد تحركات في هذا الاتجاه، والأمور تحكمها القوانين الدولية ذات الصلة بالمياه العابرة للحدود، ونتمنى أن نصل إلى اتفاق قانونى ملزم ومنصف». وأضاف الرئيس، أثناء احتفالية الهيئة بنجاح إعادة تعويم السفينة البنمية، بحضور الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أسامة ربيع، رئيس الهيئة، أن قناة السويس أحد العناصر الأساسية لنظام التجارة العالمى، حيث يمر بها ما بين 12% و13% من حجم التجارة العالمية، موجهًا الشكر والتقدير لكل عناصر الهيئة التي نجحت في التعامل مع تلك الأزمة الكبيرة، دون وقوع خسائر في الأرواح ولا في «جسم السفينة أو حمولتها». وأشار الرئيس إلى أن قناة السويس قادرة وباقية ومنافسة، رغم ما يتردد من آن لآخر عن البحث عن بدائل لها، خاصة أنها ترسَّخت في وجدان صناعة التجارة العالمية، وثمَّن وقوف المصريين إلى جانب بلدهم في أثناء الأزمة، رغم الظروف والتحديات، متابعًا: «رد فعل المصريين يطمئننى.. كانوا يساندون ويتابعون الأزمة بصمت وبدعاء، وكأن الأمر يتعلق بأحد أبنائهم أو شأن من شؤونهم الخاصة، وبمجرد انتهاء الأزمة- بفضل الله وجهودكم- عكس رد الفعل مدى حبهم لوطنهم، رغم الظروف والمشكلات العديدة». وأوضح الرئيس أن 103 سفن عبرت أمس الأول قناة السويس، كما عبرت 90 سفينة أخرى أمس، وبالتالى فإن ال400 سفينة التي كانت تنتظر على مدى ال6 أيام الماضية ستنتهى من عبور القناة خلال 3 أيام. إلى ذلك أشار «ربيع» إلى أنه لأول مرة في العالم يتم تعويم سفينة حاويات عملاقة جانحة تبلغ حمولتها ما يقرب من ربع مليون طن بنجاح كامل وحرفية، دون الحاجة لتفريغ حمولتها، مؤكدًا أن هذه العملية أصبحت خير دليل على تراكم الخبرات والقدرات لدى الهيئة، وهو ما يجعلها الأكثر أمنًا، والأقل تكلفة، والأعلى في اقتصاديات التشغيل والنقل والعبور، والأدنى تسجيلًا للحوادث البحرية بمختلف أنواعها. ولفت رئيس قناة السويس إلى أن هذه الملحمة الوطنية ستخلد كمشهد مضىء في تاريخ قناة السويس الممتد لأكثر من 150 عامًا، لما تتضمنه من جهد وتحدٍّ على عدة أوجه، خاصة أن السفينة يبلغ طولها 400 متر، أي ما يزيد على عرض القناة البالغ 250 مترًا فقط في هذه المنطقة، وبعرض 59 مترًا، بحمولة 224 ألف طن، وعلى متنها ما يقرب من 18 ألفًا و300 حاوية بارتفاع بلغ 52 مترًا، مؤكدًا أن الحادث- بلاشك- سيخضع للبحث والتحقيق الدقيق، لمعرفة أسباب وقوعه وتحديد المسؤولية.
