قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، إن مساندة الرئيس عبدالفتاح السيسى، وحرصه على التواصل ساعة بساعة والاطلاع على جهود تعويم السفينة «إيفر جيفن»، يعد مفتاح النجاح والظهير المادى والمعنوى الذي كان بمثابة المدد الحقيقى لإتمام هذا الإنجاز غير المسبوق، والدافع الكبير لكل المشاركين فيه لمواصلة مهمتهم حتى تحقيق النجاح دون كلل أو تعب، لافتا إلى أن الأمر بلا شك سيخضع للبحث والتحقيق الدقيق لمعرفة أسباب الحادث وتحديد المسؤولية. وأضاف «ربيع»، خلال زيارة «السيسى» إلى هيئة قناة السويس، أمس: «نشعر بمزيد من الفخر ونحن نستقبل الرئيس على ضفاف قناة السويس شريان الخير الذي ساهم بقوة في تدفق حركة التجارة العالمية والمواد الخام وانتظام سلاسل الإمداد في مختلف ربوع العالم»، لافتًا إلى أن هذه الملحمة الوطنية ستخلد كمشهد مضىء في تاريخ قناة السويس الممتد لأكثر من 150 عاما، لما تتضمنه من جهد وتحد على عدة أوجه، خاصة أن السفينة يبلغ طولها 400 متر، أي ما يزيد على عرض القناة البالغ 250 مترًا فقط في هذه المنطقة، بينما يبلغ عرضها 59 مترًا بحمولة إجمالية 224 ألف طن وعلى متنها ما يقرب من 18 ألفا و300 حاوية بارتفاع بلغ 52 مترًا. وتابع: «منذ اللحظة الأولى لوقوع الحادث وجنوح السفينة داخل المجرى الملاحى لقناة السويس بادرنا على الفور بوضع عدة سيناريوهات للتعامل مع الأزمة، مع الأخذ في الاعتبار حجم الصعوبات التي قابلتنا في تنفيذ عملية تعويم السفينة، منها الأبعاد الضخمة للسفينة فيما يخص طولها وعرضها وحجم حمولتها، والطقس السيئ خلال ال4 أيام الأولى وحتى انتهاء اليوم الأخير، سواء في شدة الرياح والأتربة التي كانت عائقًا كبيرًا، بالإضافة إلى المد والجزر الذي مثل عائقًا أيضًا في عملية التعويم». وأوضح أن إجراءات التدخل السريع بدأت بتغيير مواعيد القوافل بالكامل بعد أن أغلقت السفينة مجرى القناة، وكان ورائها 37 سفينة تم وضعها في منطقة الغاطس، كما تم الدفع بغرفة إنقاذ تابعة للهيئة لعمل تجربة شد مع عمليات الغطس لرسم القاع من الأسفل وجس الأعماق، إذ كانت السفينة تقف على تابلتين في المقدمة والمؤخرة، وهذا أمر في منتهى الخطورة على سفينة بهذا الحجم، ما يعرضها للشروخ، ثم تم تشكيل غرفة العمليات في اليوم الثانى ووضع خطة العمل وهى عبارة عن 3 سيناريوهات (عمليات شد ودفع بين القاطرات، وعمليات تكريك لتوسيع المكان أسفلها وخلخلة المياه حتى يكون هناك عمق في المقدمة والمؤخرة، أو تخفيف الحمولة والذى يتكلف تكلفة عالية جدًا). ونوه بأن هناك كراكة هولندية جديدة تصل القاهرة في 7 إبريل المقبل، إلى جانب القاطرة حسين طنطاوى، والتى ستكون جاهزة أغسطس المقبل، بالإضافة إلى إنشاء 5 قاطرات جديدة، بينها 3 في الصين و2 في الترسانة المصرية، لافتًا إلى أنه لأول مرّة في العالم يتم تعويم سفينة حاويات عملاقة جانحة تبلغ حمولتها ما يقرب من ربع مليون طن بنجاح كامل وحرفية، دون الحاجة لتفريغ حمولتها والذى كان سيتطلب عدة أسابيع. وأشار إلى أن عملية تعويم «إيفر جيفن» أصبحت خير دليل على تراكم الخبرات والقدرات لدى الهيئة، وهو ما يجعلها الأكثر أمنًا والأقل تكلفة والأعلى في اقتصاديات التشغيل والنقل والعبور والأدنى تسجيلًا للحوادث البحرية بمختلف أنواعها.
