لا تتوقف التساؤلات عن فيروس كورونا المستجد «كوفيد -19»، خاصة مع انتشار الموجة الثانية على مستوى العالم، وجدوى العزل، وتأثير البروتوكول العلاجى، واللقاح الجديد سواء الصينى أو الأمريكى، بجانب تأثير الفيروس على الأطفال والشباب، وجدوى التحاليل والأشعات، وبالرغم من انتشار الكثير من المعلومات إلا أن هناك بعض المعلومات الخافية عن البعض، من بينها ضرورة استكمال علاج المصابين لمدة شهرين عقب انتهاء البروتوكول، للوقاية من الجلطات الرئوية، وأهمية زيارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة لعودة حاستى الشم والتذوق، وأخذ تعليمات لمرضى الجيوب الأنفية، مع ضرورة منع ال«فيس شيلد» للأطفال والاكتفاء بالكمامة لمن تتعدى أعمارهم 5 سنوات. وقال الدكتور أيمن السيد سالم، أستاذ ورئيس قسم الصدر بقصر العينى جامعة القاهرة، ل«صحتك بالدنيا»، إن العزل لمصابى كورونا لابد أن يكون لحين اختفاء الأعراض بالكامل، وخاصة انخفاض درجة حرارة الجسم، ووصولها للمعدل الطبيعى، وعادة يكون العزل من 7 إلى 10 أيام، مع الالتزام الكامل بالتعليمات الطبية والبروتوكول العلاجى، ثم بعدها يتم استكمال العلاج لمدة شهرين كاملين، للوقاية من الجلطات الرئوية، عن طريق أدوية مسيلة للدم، وهنا لا ننصح بممارسة الرياضة عمومًا لحين الاستشفاء الكامل ورجوع الجسم لطبيعته، مؤكدا أنه لا مانع من ممارسة التدريبات للاعبى الرياضات المختلفة، بعد الشفاء من الفيروس، لامتلاكهم لياقة بدنية عالية؛ ولكن عليهم التدريب بصورة فردية بعيدا عن التجمعات؛ ولا يفضل مشاركتهم فى المباريات، وإن كانت كرة القدم أقلها خطورة من اليد والسلة، ولابد من مراجعة دقيقة من متخصصى مكافحة العدوى. وأضاف سالم: «الأطباء يطلبون من المرضى إجراء فحوصات لمعرفة مدى قابليتهم للتجلط، لسرعة اتخاذ قرار حيالها، وتكرار التحليل غرضه معرفة تحرك نسب الفحوصات، فإذا ارتفعت الأرقام كل عدة أيام، فيتبين وجود عملية التهابية مستمرة عند المصاب بالفيروس»، موضحا أن مؤشر التجلط هو واحد من الاختبارات التى تحدد إذا كانت هناك جلطة أو احتمالية حدوثها، ولكن لا ينفى وجود الفيروس، ويكون التحليل مهمًّا من البداية، ويتم إجراؤه للشباب أيضًا لأن لديهم العرضة التشخيصية والعلاجية نفسها وليس كل الحالات تصاب بالمضاعفات. وأكد سالم أن الأهم من تشخيص الحالة هو تشخيص «شدة الإصابة»، والغالبية العظمى إصابتهم «خفيفة»، ولا يوجد تجمع فيروسات ومعظم الحالات تظهر سلبية، ولا تراكم للمادة الوراثية لتعطى إيجابية، مشيرا إلى أن نزلات البرد قد تكون نتيجة عدوى ميكروبية، وليس لها أعراض فيروسية مثل تكسير الجسم أو ارتفاع درجة الحرارة، وإن تأثر حاستى الشم والتذوق يكون مع كوفيد -19 فقط، لأن البرد ينتهى بعد مدة 3 أو 4 أيام، ولو زاد على هذه الأيام فمن الطبيعى التفرقة بينه وبين كورونا. وقال أستاذ الصدر: «المعروف عن الأعراض الجديدة ل(كوفيد - 19) فى موجته الثانية، فقدان حاستى الشم والتذوق مع الإرهاق العام للجسم؛ بالإضافة إلى باقى الأعراض كالرشح والانسداد الأنفى وارتفاع درجة الحرارة سواء كانت بسيطة أو ملحوظة، وللعلم فالعوامل المؤثرة فى سرعة انتشار الفيروس، متعلقة بنشاطه، منها البرودة والأماكن المغلقة، وسوء التهوية والرطوبة، وتغيرات الهواء، ومن الملاحظ أنه يوجد تطور سريع فى الحالات المصابة لكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، من خفيفة إلى متوسطة ثم شديدة؛ ولذلك يجب الحرص الشديد معهم». وأكد الدكتور أيمن السيد سالم، أن البروتوكول العلاجى المصرى لكورونا يعتمد الأبحاث العلمية العالمية مع بعض التطوير المناسب للحالة حسب شدة الأعراض، وتستعمل كافة الأدوية التى تستخدم فى الخارج، لافتا إلى أن استمرار وجود الفيروس يكون حسب تحليل مسحة الpcr ويستخدم للكشف عن وجود المادة الوراثية بدون الغلاف الخارجى للفيروس، وهذا ليس علامة على استمرار المرض ولا يمكن أن يكون مصدرا للعدوى، فالتحليل يحدد اسم الفيروس المصاب به الشخص، ويؤكد التشخيص، ومع تزايد حالات الإصابة ب كوفيد -19 أصبحت الأعراض تستخدم فى التشخيص بدقة شديدة، خاصة أن دقة تحليل ال pcr لا تزيد على 60 %، وقد يتأخر مما يؤخر الخطوات العلاجية. وحول تساؤل البعض عن خطورة ارتداء مرضى الجيوب الأنفية للكمامة على جهازهم التنفسى، نصح سالم بضرورة زيارة طبيب أنف وأذن وحنجرة، وفقا لحالة المريض، فقد ينصح ببعض الأدوية لهم، مشيرا إلى أن زيارة طبيب الأنف ضرورة أيضا عند فقدان حاستى الشم والتذوق، خاصة أنه لا يوجد حتى الآن علاج محدد عند فقدهما. وبالنسبة للأطفال، شدد رئيس قسم الصدر بقصر العينى، على أنه يجب عدم الهلع عند الاشتباه فى إصابة الطفل بكورونا، وعرضه فورا على طبيب الأطفال، مع إبعاده عن أى مصدر للعدوى وتكرار غسل اليدين بالماء والصابون بشكل دورى لمدة 30 ثانية فى المرة الواحدة، وارتداء الكمامة بصورة متقطعة للأطفال ممن هم فوق 5 سنوات. وقال: هناك خطورة أيضا من استخدام الأطفال ل«الفيس شيلد» أو قناع الوجه، لأنه لا يمنع العدوى، فالطفل حركته كثيرة، وبالتأكيد سيقوم بلمس الأسطح الخارجية للقناع، وبذلك يكون مصدرا للعدوى، وللعلم فهو يتم استخدامه فى المستشفيات والعيادات الطبية مع ارتداء الكمامة الطبية فى الوقت نفسه. ونصح الدكتور أيمن السيد سالم، المترددين فى أخذ لقاح الفاكسين، بتناوله، خاصة أن التطعيم ضد أى مرض يعتبر تنشيطًا لجهاز المناعة، فإذا أصيب الشخص مرة أخرى، فلن تظهر عليه الأعراض، وإذا اشتدت عليه فستكون خفيفة جدًّا، ومن يتناول اللقاح لا ينقل المرض إلى شخص آخر، ولكن بالتأكيد هناك حالات نادرة، لافتا إلى أن اللقاح الأمريكى المصنوع من النانو تكنولوجى مقصود منه منع حدوث العدوى الثانية.
