وسط هموم، وضحايا كورونا، هناك ملفات وقضايا عربية يجب أن تحصل على اهتمام الجامعة العربية.. أقول ذلك رغم مرور قرن كامل من الزمان على قضية فلسطين- التى قامت الجامعة أساسًا من أجلها فى منتصف القرن الماضى.. وهى ملفات أطرحها أمام معالى أحمد أبوالغيط، الأمين العام الحالى للجامعة، رغم عمق القضايا العربية التى تقع على كاهله.. ولكن ولأن أحمد أبوالغيط من نوعية رجال المهام الصعبة وعاش وعرف وخبر الكثير من القضايا والمهام.. فإننا نضع هذه الملفات أمام الجامعة التى يجب أن تطور مهامها لتواكب التطور الهائل الذى يحدث الآن فى المنطقة.. وأعلم أن معاليه- فعلًا- يفكر فيها. * هناك ملف لواء الإسكندرونة السورى الذى ابتلعته تركيا منذ ثلاثينيات القرن الماضى وأصبح خنجرًا فى صدر الوطن العربى السورى.. وانظروا إلى خريطة هذا اللواء وكيف يغوص داخل العزيزة سوريا. * وهناك ملف جزر الإمارات «أبوموسى وطنب الكبرى والصغرى» التى استولت عليها إيران عام 1971 وانتزعتها من أرض دولة الإمارات.. وهى تمثل قواعد تعدها إيران للوثوب داخل مشرق الوطن العربى. * وهناك إمارة عربستان- ومركزها منطقة عبدان- التى استولت عليها إيران الشاهنشاهية. وهى إمارة عربية الهوى والسكان وكانت تحكمها أسرة يعيش بعضها الآن فى دولة الإمارات وغيرها.. ومع هذا الملف نتذكر ملف منطقة لنجة العربية جنوب ساحل إيران على الخليج العربى وكانت تديره أسرة القواسم أبناء دولة الإمارات لسنوات عديدة. * وملف مدينتى سبتة ومليلية المغربيتين ومازالت إسبانيا تديرهما بعد ضمهما بالكامل إلى الأرض الإسبانية منذ كان المغرب تقتسمه فرنسا باحتلالها مناطق الداخل وكانت إسبانيا تحتل منطقة الساحل تحت مسمى الريف المغربى.. منذ عقود ولهما ممثلون فى البرلمان الإسبانى.. وقد حاورت الملك الحسن الثانى حولهما عام 1978 ونشرت هذا الحوار- أيامها- فى جريدة الاتحاد فى أبوظبى، ويومها قال لى الملك الحسن إنه حصل على وعد من إسبانيا بإعادتهما للمغرب عندما تسترد إسبانيا منطقة جبل طارق من بريطانيا.. وكنت يومها أغطى أحداث البوليساريو من داخل المغرب «الصحراء» وداخل الجزائر. ■ وملف أوجادين وهى أرض عربية تتنازع عليها الصومال وإثيوبيا وغيرهما وتقيم فيه أغلبية عربية. ■ ■ تلك بعض الملفات العربية، وهى مشاكل حقيقية.. تحتاج إلى إحياء وإعادة تقرير مصير.. وأراها يمكن أن تتولاها الجامعة العربية التى يجب أن تطور مهامها ولا تقصرها على الملف الفلسطينى الذى تغيرت طبيعته فى الفترة الأخيرة.. وهى مهمة أراها حيوية الآن أمام معالى أحمد أبوالغيط، الأمين العام الحالى للجامعة، وهو رقم 8 بين أمناء الجامعة العربية، وكان أولهم عبدالرحمن عزام باشا «45-1952»، وكان أطولهم فى نفس الموقع عبدالخالق حسونة من 52 إلى 1971.
