طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى رجال الشرطة والقوات المسلحة باستمرار اليقظة والجهد لمحاصرة وتطويق أى محاولة يائسة لزعزعة أمن واستقرار الوطن أو المساس بمكتسبات الشعب المصرى. وقال الرئيس السيسى، فى كلمته، أمس، خلال احتفال وزارة الداخلية بعيد الشرطة ال69: «نحتفل اليوم بعيد الشرطة الذى يوافق ذكرى غالية فى سجل الوطنية المصرية، وهى معركة الإسماعيلية المجيدة، التى تجسدت فيها بطولات رجال الشرطة، وقيم التضحية والفداء والاستبسال دفاعا عن تراب الوطن، وكانت وبحق ملحمة كفاح ونضال، ستظل على مر العصور شاهدة على نبل البطولة، وشرف الصمود». وأضاف أن «احتفالنا اليوم مناسبة نستدعى فيها من ذاكرة الوطن الثرية المعانى والقيم، التى ضحى أبطالنا من أجلها بأرواجهم الغالية، ومن أسمى تلك القيم والمعانى قيمة الكبرياء الوطنى، ولنتذكر معا شهداء الشرطة الذين ضحوا بأرواحهم لرفع راية مصر عالية، حيث رسمت معركة الإسماعيلية لوحة خالدة تلاحمت فيها بطولات الشرطة والشعب أثناء تصديهم للعدوان»، مشيراً إلى أن هذه المعركة أكدت للعالم أجمع أن المصريين يد واحدة أمام العدوان الغاشم وأصبح هذا اليوم عيدا يحتفل به المصريون بكل طوائفهم وثقافاتهم كل عام، ويظل الكبرياء الوطنى والرصيد الحضارى العميق هو الدافع القوى لمسيرة الوطن وأجياله المتعاقبة نحو مستقبل وواقع أفضل. وتابع الرئيس: «إننا وإذ نتذكر بطولات رجال الشرطة، فى الماضى، فإننا نتوجه فى الوقت ذاته بأسمى عبارات التحية والتقدير والاحترام لبطولاتهم فى الحاضر»، منبها إلى أن المتغيرات العالمية والإقليمية المحيطة تمضى فى تسارع محموم، لتعصف باستقرار الأوطان ومقدرات الشعوب وأمنهم واستقرارهم وتزيد من مخاطر الإرهاب وشراسته، بعد أن أصبح أداة صريحة لإدارة الصراعات وتنفيذ المخططات والمؤامرات. وأشار الرئيس السيسى إلى أنه «فى خضم تلك المخاطر والتحديات الجسيمة كان الوضع المستقر لمصر تجسيدا للإرادة الجمعية الصلبة للدولة وشعبها العظيم وكان حصادا لتضحيات أبنائها الأوفياء من رجال الشرطة بجانب إخوانهم البواسل من القوات المسلحة المدركين لمسؤوليتهم تجاه وطنهم بالقضاء على آفة الإرهاب». وأكد أن تحقيق تقدم وازدهار فى كافة المجالات يحتاج من الأساس إلى بيئة آمنة ومستقرة، وأرض ثابتة، وسط خوض معركة لا تقل ضراوة أو أهمية عن معركة البناء من أجل تحقيق التنمية الشاملة وخلق مستقبل أفضل للأجيال القادمة. وقال: «عقدنا العزم وعاهدنا الله وواعدناكم على أن نفعل ما هو فى مصلحة وطننا وشعبنا دون النظر إلى أى عوامل أو مصالح أخرى، وانتقلنا بخطى ثابتة بفضل الله ومساندة الشعب المصرى العظيم من مرحلة ترسيخ استقرار الدولة وتثبيت أركانها إلى مرحلة البناء والتعمير والتنمية». وأضاف: «نستكمل الآن بجدية واجتهاد ما بدأناه من مشروعات تنموية كبرى، انطلقت فى جميع أنحاء البلاد لتغير الواقع المصرى إلى ما نطمح إليه من تنمية شاملة ومستدامة، ونحصد ثمار العمل الدؤوب على الإصلاح الاقتصادى فى مؤشرات تتحسن باضطراد على رغم من تداعيات جائحة كورونا، والتى سببت صعوبات جمة وهيكلية لمعظم الاقتصادات الناشئة على مستوى العالم أجمع»، مجدداً التأكيد على أن «تلك هى الخطوة الأولى على طريق التطور والتنمية لوضع وطننا الغالى فى المكانة التى تليق به». وأشار الرئيس السيسى إلى أن «الاحتفال بعيد الشرطة يتواكب مع احتفال مصر بذكرى ثورة 25 يناير، تلك الثورة التى قادها شباب مخلصون متطلعون لمستقبل وواقع أفضل، وأقول لشباب مصر إن وطنكم يحتاج إلى سواعدكم الفتية وجهودكم الصادقة لاستكمال طريق الإصلاح والبناء والتنمية ولتحقيق آمال كل المصريين فى مستقبل مشرق يوفر لجميع المواطنين فرصا متساوية فى الحياة الكريمة». وبعث السيسى برسالة تقدير وعرفان لكل رجال الشرطة الساهرين على أمن مصر، على امتداد مواقع العمل الأمنى فى كافة أرجاء البلاد، وهم يواصلون الجهد والعطاء والتضحية لأداء رسالتهم العظيمة فى الحفاظ على أمن واستقرار الوطن. كما وجه تحية وفاء وتوقير لشهداء معارك النضال الوطنى وفى ملاحم العمل الأمنى، ووجه حديثه لأبنائهم وعائلاتهم قائلا: «إن مصر لم ولن تنساكم أبدا». كما وجه الرئيس السيسى التحية للشعب المصرى العظيم، الذى يعى قيمة الأمن والأمان والاستقرار ويحافظ عليها ويقدر لرجال الشرطة مجهوداتهم المخلصة فى خدمة هذا الوطن. وأكد الرئيس أن الدولة وضعت كل الموارد اللازمة لتنفيذ مشروع تطوير الريف المصرى على الوجه الأكمل، معرباً عن أمله أن يتم الانتهاء من تطوير أكثر من 3500 قرية، ونحو 35 ألف تابع، خلال 3 سنوات. وقال الرئيس السيسى إن هذا المشروع الذى أطلقته الحكومة يمثل تحديا كبيرا، لأنه يمس حياة نحو 55 مليون مواطن، معربا عن أمله أن يتم الانتهاء من هذا المشروع وقد تغير واقع الريف المصرى إلى الأفضل. وجدد الرئيس السيسى تأكيده على أهمية هذا المشروع، مطالبا الجميع بالتكاتف فى جميع المحافظات «نحن سنتحرك لتحسين أوضاع أهلنا فى كل قطعة من ريف مصر»، مؤكدا أن الدولة وضعت كل الموارد المطلوبة ولكن يبقى حجم العمل الضخم والتحدى الحقيقى لتنفيذ المشروع خلال تلك المدة الزمنية، وهناك فرصة كبيرة للصناعة الوطنية للمشاركة فى المشروع. وأضاف الرئيس السيسى أنه عقد أمس اجتماعا مع وزير الكهرباء ورئيس مجلس الوزراء للحديث عن حجم المطالب التى تم حصرها حتى الآن فيما يخص قطاع الكهرباء بالريف والذى يحتاج فى الريف إلى نحو 70 مليار جنيه، فيما يحتاج المشروع بالكامل ل500 مليار جنيه، لتطوير قطاعات الكهرباء والصحة والإسكان والصرف الصحى، مطالبا أصحاب المصانع الوطنية بالمساهمة فى هذا المشروع الذى سيمنح فرصة كبيرة لدفع الصناعة المصرية إلى الأمام خلال السنوات الثلاث المقبلة. ولفت الرئيس السيسى إلى أن مشروع تطوير الريف لن يكون قائما على شركات المقاولات فقط، سواء من القطاع العام أو الخاص، ولكن كل الدولة مدعوة إلى المساهمة فى المشروع وتضافر الجهود لإنجاز هذا العمل وإخراجه فى ظل حجم الجهد والموارد التى خصصتها الدولة من أجله، «وليس من المنطقى تخصيص كل تلك الأرقام لهذا المشروع ويبقى الناتج غير جيد». وطالب الرئيس السيسى كل قطاعات الدولة بضرورة المشاركة فى هذا المشروع الضخم، وتنبيه المسؤولين عن كل كبيرة وصغيرة، والدولة ستستمع وستراجع كل الأفكار الواردة إليها بخصوص هذا المشروع. وتابع: «الدولة ستدخل قرى غير منظمة ولا يوجد بها تخطيط، وبالتالى فنحن نريد عملا وجهدا كبيرا فى هذا التحدى»، مجددا تأكيده على أن الدولة جادة وعازمة على إنجاز هذا المشروع والقضاء تماما على فكرة «الريف غير المنظم» فى 3 سنوات. وأعرب الرئيس السيسى عن خالص شكره لوزارة الداخلية على الجهد المبذول والتضحيات التى تُقدم وستُقدم للحفاظ على أمن الوطن وحمايته، مثمنا التضحيات التى يقوم بها المواطنون والجيش والشرطة للحفاظ على أمن واستقرار هذا الوطن.