كان القيادي الفلسطيني جورج حبش أحد أعمدة المقاومة الفلسطينية في ستينيات وسبعينيات القرن العشرين، وكان رفاقه وأنصاره يلقبونه ب«الحكيم» وهو مؤسس الجبهة الشعبية لتحريرفلسطين وولد في 2 أغسطس 1926 بمدينة اللد لعائلة من الروم الأرثوذكس، وهاجر من فلسطين في حرب 1948ودرس الطب بالجامعة الأمريكية في بيروت، وتخرج عام 1951متخصصا في طب الأطفال وعمل بالعاصمة الأردنية عمّان وافتتح عيادة في 1952 ولحق به وديع حداد وأصبح الأردن مركزا للإشراف على تأسيس حركة القوميين العرب. وبعد قيام الوحدة بين مصر وسوريا وتصاعد المد الناصرى والتفاف الجماهير العربية حول عبدالناصر- رأى «حبش» أن عبدالناصر يمثل القيادة الأم للجماهير العربية، وأن واجب الحركة تعبئة الجماهير للنضال تحت الراية والشعارات الناصرية. وفى 1957 سافر لدمشق وصدرت بحقه عدّة أحكام، فسافر لبيروت، وفى ديسمبر 1967 أسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مع وديع حداد وأبوعلى مصطفى وآخرين، وكان أمينها العام، وروج للعمليات الفدائية النوعية اللافتة، حيث كان يؤمن بالمقاومة المسلحة، وتبنى تنظيمه مطلع سبعينيات القرن الماضى مهاجمة عدد من السفارات الإسرائيلية بالخارج. تبنت الجبهة الشعبية بزعامته المسؤولية عن خطف طائرات في الأردن عام1970مما أدي لأحداث «أيلول الأسود» بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش الأردنى في وزارة وصفى التل واغتاله الفلسطينيون في القاهرة في 1970 وخرج الفدائيون من الأردن، وانتقل حبش إلى لبنان، وحاولت إسرائيل اعتقاله وقتله أكثرمن مرة، وقد أعلن انسحاب تنظيمه عام 1974من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية احتجاجا على سياسة الرئيس الفلسطينى ياسرعرفات، وانتقل لدمشق بعد حصار بيروت وخروج المقاتلين الفلسطينيين منها عام 1982وفى 2000 ترك موقعه لأبى على مصطفى الذي اغتاله الموساد في 27 أغسطس 2001. وعاد حبش للأردن في 2003 لتلقى العلاج بمستشفياتها، وكان من أشد المعارضين لاتفاق أوسلو، وتوفى «زى النهارده» في 26 يناير 2008، ودفن بالأردن.