واصل المئات اعتصامهم أمام مجلس الوزراء، الأحد، لليوم الثالث على التوالى. وردد المتظاهرون هتافات تندد بقيام سيارة أمن مركزى بدهس الشاب أحمد سيد سرور، السبت، كما أعلنوا دخولهم فى اعتصام مفتوح حتى الاستجابة لجميع مطالبهم المتمثلة فى تنحى المجلس العسكرى، وتسليم السلطة لسلطة مدنية وتشكيل حكومة إنقاذ وطنى، ورفض اختيار الجنزورى رئيساً للوزراء. افترش المتظاهرون الأرض ونصبوا الخيام وأقاموا الحواجز لمنع دخول الأمن أو الشرطة العسكرية، وشكلوا لجاناً شعبية لحماية المداخل المؤدية إلى مكان الاعتصام، فيما استمرت اللجان الشعبية فى أداء عملها ومنع دخول متظاهرين جدد إلا بعد تفتيشهم، لحماية المعتصمين، خوفا من دخول أى مندسين أو بلطجية، لإحداث أعمال شغب وافتعال المشاكل. وقال على حمدى، أحد المعتصمين، إن شباب المتظاهرين من الثوار قرروا وضع خطة للرد على قرار المجلس العسكرى بتكليف الدكتور كمال الجنزورى برئاسة مجلس الوزراء وتشكيل حكومة الإنقاذ الوطنى، حيث توجه نحو عشرة آلاف متظاهر مساء الجمعة للتمركز بشارع مجلس الشعب وغلقه من ناحيتى قصر العينى ونوبار، وغلق مداخل مبنى مجلس الوزراء لمنع «الجنزورى» من الوصول إلى مكتبه، على غرار ما حدث أثناء ثورة 25 يناير عندما اتبع الثوار السيناريو نفسه لإقالة الفريق أحمد شفيق من رئاسة مجلس الوزراء، والذى ظل يدير حكومته من وزارة الطيران حتى تنحى مبارك. فيما حرص موظف بالإدارة التعليمية بالقناطر، رفض ذكر اسمه، على التواجد أمام بوابة مجلس الوزراء مع أفراد أسرته حاملين لوحات تندد بسياسات المجلس العسكرى وترفض الدكتور كمال الجنزورى لأنه أحد أركان النظام السابق، على حد قوله. وطالب أحمد مصطفى حسين، أحد المعتصمين أمام مجلس الوزراء، المجلس العسكرى بتسليم السلطة للمدنيين، فى ظل ما تشهده البلاد من أحداث تؤكد رفض جموع المصريين استمرار «العسكرى» فى السلطة. وفى الوقت نفسه، قام أطباء المستشفيات الميدانية بشارع مجلس الشعب بمتابعة المصابين من المتظاهرين المتواجدين أمام مجلس الوزراء، وقامت لجان الإعاشة بتوزيع وجبات الإفطار على المعتصمين. وقام عدد من الشباب بتنظيف الشارع، حرصا على المظهر الحضارى للاعتصام. وقال عمرو الجندى، منسق حركة شباب 6 أبريل عن مدينة الخانكة، إن أهم مطلب للمعتصمين حالياً هو رحيل المجلس العسكرى. ورفض سيد مجاهد، موظف بالمعاش، أحد المعتصمين، ترشيح الدكتور كمال الجنزورى لرئاسة حكومة الإنقاذ الوطنى، وقال: «أنا ضد أى وجه مرتبط بالحزب الوطنى حتى لو كان ملاك نازل من السما».
