بعد اعتقال نجل العقيد الليبى معمر القذافى «سيف الإسلام»، بدا أن هناك نزاعاً بين السلطات الليبية والمحكمة الجنائية الدولية حول مكان محاكمته، حيث أكد وزير العدل فى الحكومة الليبية الانتقالية محمد العلاقى السبت، أن سيف الإسلام سيحاكم فى ليبيا بتهم خطيرة عقوبتها الإعدام، فى حين أن المحكمة الجنائية الدولية لا تأخذ بعقوبة الإعدام وطالبت منظمة العفو الدولية بمحاكمة عادلة لسيف الإسلام «دون إعدامه». وأشار «العلاقى» إلى أن ليبيا تدعو المنظمات الدولية والمحلية إلى حضور محاكمة سيف الإسلام الذى سيحاكم وفقا للمعايير الدولية. وفى المقابل، أكدت المحكمة الجنائية الدولية،السبت، أن ليبيا «ملزمة» بالتعاون معها وتسليمها سيف الإسلام القذافى، وأعلنت عن إرسال مدعيها إلى طرابلس للبحث فى مصيره مع السلطات الليبية الجديدة، بينما دعت منظمة العفو الدولية حكام ليبيا إلى نقل سيف الإسلام إلى المحكمة الجنائية الدولية ليحاكم فيها. وقالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى منظمة العفو الدولية، حسيبة حاج صحراوى، إنه يجب تسليم سيف الإسلام إلى المحكمة الجنائية الدولية، ويتعين ضمان أمنه وحقوقه. وحملت المنظمة، التى تتخذ من لندن مقرا، المجلس الوطنى الانتقالى مسؤولية حماية سيف الإسلام، خاصة بعد مقتل والده المثير للجدل وشقيقه المعتصم القذافى، لذا فهو يستطيع مواجهة العدالة على جرائمه المزعومة فى محاكمة عادلة «دون عقوبة الإعدام». من جانبه، رحب وزير الخارجية البريطانى، وليام هيج، بإلقاء القبض على سيف الإسلام، مؤكدا أنه يجب أن تتم محاكمة سيف الإسلام على أفعاله ويواجه المحاكمة على التهم الموجهة له، بما فيها محاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية. وفى إطار آخر، اهتمت الصحف الأجنبية بنبأ اعتقال سيف الإسلام القذافى، وتساءلت صحيفة «إندبندنت» البريطانية فى تقرير لها الاحد عما إذا كان سيتم السماح لسيف الإسلام بالحديث عن علاقات نظام والده بالغرب أم لا، ملقية الضوء على الجدل حول محاكمة سيف الإسلام فى ليبيا أو تسليمه للمحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى التى سبق أن أصدرت مذكرة اعتقال بحقه. وكشفت الصحيفة عن أنه إذا نجا سيف الإسلام من القصاص العنيف والفورى، فإنه «يشكل مستودع أسرار مثيراً للمشاكل عن تعاملات نظام القذافى مع الغرب»، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الأسبق تونى بلير، وبيتر ماندلسون وشخصيات شهيرة، كانوا على علاقة به. وتساءلت الصحيفة إن كان سيسمح لسيف الإسلام التحدث عن دوره فى تعاملات بلاده مع الغرب، بداية من صفقات النفط إلى الإفراج عن المقرحى المتهم فى حادثة لوكيربى، فى حال أراد هو التحدث عن تلك الأسرار. وأوضحت «إندبندنت» أن سيف الإسلام كان مبعوثا لنظام القذافى، وأنه قد تفاوض فى الصفقة التى انتهت بتخلى بلاده عن برامجها للتسلح فى مقابل العودة للأسرة الدولية، فى عامى 2002 و2003. ونشرت «صنداى تايمز» أيضا تقريرا عن علاقة سيف الإسلام بأحد ممولى حزب العمال البريطانى، وقالت إن عمران خاند، هو الذى رتب تبرع سيف الإسلام بمبلغ 1.5 مليون جنيه إسترلينى لكلية الاقتصاد جامعة لندن بعد تخرجه فيها. وأضافت أنها وجدت دليلا على العلاقة بين سيف الإسلام وعمران، الذى تبرع بالآلاف لحزب العمال وقت زعامة تونى بلير له.
