كانت القسطنطينية عاصمة للإمبراطورية الرومانية، خلال الفترة من 330 إلى 395، وعاصمة الدولة البيزنطية من 395 إلى 1453، أما أصلها التاريخى فيعود إلى 658 ق.م، إذ كانت قرية للصيادين عرفت باسم «بيزنطة»، وفى 335 جعلها الإمبراطور قسطنطين عاصمة للإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية). وأصبح يطلق عليها القسطنطينية على اسم الإمبراطور قسطنطين، مؤسس الإمبراطورية، وكان بها مقر بطريركية الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية (كنيسة آيا صوفيا) وتقع القسطنطينية في المدخل الشرقى لأوروبا على خليج (الدردنيل). وكانت بمثابة البوابة الشرقية للمرور إلى أوروبا، وقد تكررت محاولات المسلمين لفتح هذه المدينة منذ عهد عثمان بن عفان ومن بعده معاوية بن أبى سفيان على مدار سبع سنوات، لكنه لم ينجح ثم سليمان بن عبدالملك إلا أنّه لم يوفق أيضا. وفى العهد العثمانى، تكررت المحاولات، وقاد هذه المحاولات السلطان بايزيد الأول ومراد الثانى إلى أن نجح السلطان العثمانى محمد الفاتح في فتحها «زي النهارده» فى 29مايو 1453. ويُعد فتح القسطنطينية من الملاحم الإسلامية العظيمة، فقد كان من الصعوبة اقتحامها نظرًا لموقعها الحصين، كما كانت محاطة بالمياه من أغلب جوانبها، كما أن السور الذي تحصَّن به حكامُ المدينة كان منيعًا بدرجة كبيرةولقد كانت الإصلاحات المختلفة التي قام بها محمد الفاتح نقطة الانطلاق لفتح القسطنطينية. وقد بدأ «الفاتح» حصارالمدينة، ونوَّع من خططه للتعجيل بالفتح، ولتذليل الصعوبات التي تواجه جيشه، فاستخدم المدافع كبيرةالحجم التي استعان في تصنيعها بمهندسين من خارج دولته ،كما تم نقل سفن الجيش المسلم برًّا للالتفاف حول المتاريس والسلاسل التي وضعها البيزنطيون في مدخل ميناء القرن الذهبى لكى تعوق السفن العثمانية، ثم جاء الهجوم الأخير بعد أن ضعفت المدينة من جراء القصف المتواصل من مدافع المسلمين.