يعتبر الأزهر أقدم جامعة إسلامية عرفها العالم منذ القرن الرابع الهجرى (العاشر الميلادى)، وما زالت تمارس دورها التعليمى والفكرى إلى الآن، وفى 1872 صدر أول قانون نظامى للأزهر حدد كيفية الحصول على الشهادة العالمية وحدد موادها، وفى 1930 صدر القانون رقم 49 الذى نظم الدراسة فى الأزهر ومعاهده وكلياته، وفى 5 مايو 1961 صدر القانون رقم 103/1961 بتنظيم الأزهر والهيئات التى يشملها، وبمقتضاه قامت فى رحابه جامعته العلمية، التى تضم عدداً من الكليات العلمية لأول مرة، وفوق هذا الدور الدينى والتعليمى فقد كان الأزهر منارة وطنية لها دورها الوطنى البارز والفاعل، فقد كان منطلقا للكثير من الثورات التى ناهضت الاستعمار والاستبداد منذ ثورتى القاهرة الأولى والثانية ضد الحملة الفرنسية وصولاً إلى خطبة الزعيم عبدالناصر على منبره عند وقوع العدوان الثلاثى على مصر، أما عن سيرة الجامع الأزهر نفسه فقد أنشئ فى الفترة من 970 - 972، عندما تم فتح مصر على يد جوهر الصقلى قائد جيوش المعز لدين الله، أول الخلفاء الفاطميين بمصر، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع فى 970م فى بناء الجامع الأزهر وأتمه فى رمضان 361 الموافق 972م وافتتح للصلاة فى مثل هذا اليوم 22 يونيو من العام ذاته 972، فكان بذلك أول جامع أنشئ فى مدينة القاهرة، وأقدم أثر فاطمى بمصر، واختلف المؤرخون فى أصل تسميته الأزهر، والمرجح أن الفاطميين سموه الأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء، بنت الرسول، التى ينتسبون لها، وقد كان الأزهر وقت إنشائه مؤلفاً من صحن مكشوف له ثلاثة أروقة أكبرها رواق القبلة الذى يتألف من خمسة صفوف من العقود، وتعاقبت عليه أعمال التجديد ولحقت به الكثير من التطويرات المعمارية على مدى عهود متعاقبة فى عهد الحاكم بأمر الله، وعهد الآمر بأحكام الله، وبعدما تولى صلاح الدين سلطنة مصر منع إقامة صلاة الجمعة، وفى 17 ديسمبر 1267 أقيمت صلاة الجمعة فيه مرة أخرى فى عهد الظاهر بيبرس سلطان مصر، بعد أن انقطعت فيه نحو قرن وفى 1468 جدد فيه السلطان قايتباى وفى 1509 أنشأ السلطان قنصوة الغورى المنارة ذات الرأسين، وتواصلت الإضافات والتجديدات فى عهود إبراهيم بك ومحمد على باشا والخديو إسماعيل والخديو توفيق والخديو عباس الثانى والملك فاروق.