كعادتنا عندما نفرح تكون فرحتنا مَبتورة و عندما نحلم نفاجيء بما يجهض الحلم قبل أن يكتمل. فرحنا عندما سمعنا بخبر القبض علي المجرم الهارب حسين سالم في أسبانيا و عندما عرفنا بالمساعي الجدية لتسليمه لمصر حتي يمثل أمام القضاء و لكن قبل أن تمر 24 ساعة، بدأت المنغصات تتوالي: أولاً المجرم يحمل الجنسية الأسبانية و ثانياً إنه تنازل عن الجنسية المصرية و ثالثاً أنه نُقل إلي المستشفي بسبب وعكة صحية مثله مثل صديقة المخلوع و مثل سوزان ثابت، و أخيراً خبر الإفراج عن المجرم بكفالة 27 مليون يورو. و هكذا تحولت الفرحة التي لم تتم إلي غضب شديد و كأن الشعب المصري مكتوب عليه أن لا يفرح أو يجد ما يهدئ من روعه و يرد له حقه. هذا الرجل المجرم الذي تنازل عن الجنسية المصرية أثبت أنه كان يعمل في ظل و رعاية المخلوع عمل الجواسيس و الخونة المرتزقة ليستنزف دماء المصرين و أموالهم بلا ضمير يُردعه و لا خلق يَمنعه. و كما قالوا: الطيور علي أشكالها تقع، فهذه هي عينة أصدقاء المخلوع و عائلته، فالندل الذي تخلي عن هويته و شلة الفاسدين في طرة هم في حقيقتهم الوسط القذر و البيئة النتنة التي قبعت علي نفوس المصريين طويلاً و جاءت الثورة المجيدة لتخلصنا و تحررنا منها. و إذا كان الذي لا حُسن فيه و الذي لا سَلمه الله يمتلك هذه الأموال الطائلة و المنتجعات السياحية في أسبانيا و مصر و غيرهما من الدول، فهل كان المخلوع و أولاده يملكون أقل منه و هم من سهلوا له الإستيلاء علي هذه الثروة الطائلة علي حساب تجويع شعب بأكمله؟ أم كان المخلوع (اللهم لا تبارك له فيما سرق) و جمال (قبح الله وجهه) و علاء (أحطه الله) عندهم من الأموال ما تؤهلهم لصداقة ندل مثل حسين سالم و أندال مثل مساجين طرة؟ أما الأن و قد أُجهضت الفرحة بالقبض علي المجرم الهارب فالأمل مازال موجوداَ في حكومة مصر الجديدة للضغط علي الحكومة الأسبانية حتي يتم تسليم هذا المتهم و إن وصل الأمر لقطع العلاقات مع أسبانيا التي لها سفارة في مصر يعرف الثوار طريقها جيداً و إن كانوا يريدون أن يأتي لهم القائمين علي شئونهم بحقوقهم. تتطلع الأنظار الأن إلي رئيس وزرائنا الشريف و وزير خارجيتنا النبيل حتي يحولوا دون أن يدفع الشعب المصري ثمن حرية من سرقه و باعه بالرخيص. عظيمة يا مصر بقلم د. ياسر الدرشابي