البطل والمتفرجون ما أكثر البرامج الإعلامية والمقالات الصحفية والندوات والجلسات والاستبيانات الاليكترونيه التى تداعب مزاج المشاهد والقارىء عندما يعلن مقدم الحلقه او الكاتب عن ندوه للرأى بعنوان ( ماذا تريد من مواصفات فى الرئيس القادم لمصر ).... هنا اتخيل المواطن المصرى على القهوه وفى البيتيجلس امام التلفاز او ممسكا بالجريده او متصفحا للانترنت وقد ظهرت عليه معالم ( الرحرحه ) وهو يتناول كوب من الشاى او يتناول بعض المسليات او ينام مسترخيا على السرير وفى كل الاحوال فالرساله قد وصلت .......لقد نجحت ايها الشعب الصبور المكافح فى ثورتك وما عليك الآن الا ان تختار شخص ما يكون رئيسا للجمهوريه بل لك ان تضع له مواصفات من تفصيلك بالشكل واللون والكتالوج المطلوب وبين حين وآخر فاصل اعلانى ربما يتماشى مع الروح العامه للنقاش ولكن اكثر الاعلانات الذى يثير تعجبى هو اعلان (الشورت اتقطع ) ...... هل هو تهديد لمن سياتى رئيسا للجمهوريه ؟ .... هل هو اسقاط على حالتنا نحن ؟ ........ هل الشورت اتقطع فعلا ؟ ..... هنا ربما تاتى الموسيقى التصويريه من صنع المتفرجين بين من (يشخر ) ومن (يقزقز ) ومن (يكركر) ومن يغلق التلفاز كان الامر لايعنيه او انه اكتفى بهذا القدر من المسرحيه او الفيلم الذى يشاهده وربما يكون غير ممتع . فى المقابل وعلى بعض قنوات اخرى يظهر احد الذين اعلنوا عزمهم الترشح للرئاسه وهو يسرد كيف سيقوم بكذا وكذا وكيف سينجز كذا وكيف سيجعل الفقراء اصحاب املاك على غرار (فدادين خمسه خمس فدادين) وكيف سيعلى العداله والحريه والرفاهيه.... كله كلام فى المطلق يصلح لمثل هذه المقاله او حتى لكتب تغص بالنظريات والابتكارات اللفظيه والمعنويه والعبارات التى تطير بنا فوق السحاب ثم نحتاج الى كوب ماء فنجده ماءا ملوثا ونحتاج الى نفس عميق فنجده ملىء بابخرة المصانع ورائحة المجارى وعادم السيارات . اكاد اسمع احتجاجات الالكثيرين على كلماتى حيث انى اسفه دورهم واحقيتهم وحريتهم فى وضع معايير ومواصفات للرئيس القادم ولكنى اعتذر من الجميع لانى حتى هذه الكلمات لا أكاد ابين فانا لا أصادر على الناس ولكنى ارى الصوره اقرب الى الاستغراق فى اختيار السياره ومواصفاتها دون ان نحدد الى اين الطريق وماهو هدفنا وهل نحن مشاركون فى الرحله ام اننا سنختار السياره ثم تنطلق وتتركنا فى المكان والزمان كما حدث من قبل ثم ندرك بعد فتره اننا مازلنا لم نبارح اماكننا وانه يجب ان نبحث عن سياره اخرى . هكذا ارتضينا ان نكون فى مقاعد المتفرجين دائما وان نرشح البطل وندفعه الى حلبة النزال ثم نجلس بين ناقد وناقم ومغيب وصاحب نظريه وصاحب قلم وصاحب قناه تلفزيونيه وصاحب مرض وصاحب عجز ومستسلم وحاقد ثم بعد ذلك كله ثائر .... وربما يكون هناك من يقول اننا نملك ان نغير كيفما نشاء فميدان التحرير موجود والملايين موجوده وصناديق الاقتراع تحت ايدينا ..... هذا صحيح لو اننا لانعمل شىء سوى السياسه والتغيير والمليونيات ولو ان الوقت والمال والجهد كلها ليست اطراف فى المعادله وبالتالى سنترك العالم يبنى قصورا من التطور والعلم والتكنولوجيا لنتفرغ لترميم بيتنا ونوقف عجلة الزمن عند الثوره والتغيير فقط ...... لقد غيرنا النظام ولكننا لم نتغير فمازالت افكارنا كما هى ومازالت معطياتنا كم هى ومازالت مرئياتنا للمستقبل تحت وطأة الحاضر وكانى استحضر هنا صورة من صور تاريخ الشعب المصرى عندما ثار على خورشيد باشا ثم اتى بمحمد على رغم انى اعتبره كما يعتبره الكثيرين مؤسس مصر الحديثه الا اننى اتعجب لفعل الشعب المصرى نفسه وكاننا كتب علينا ان نعيش تحت مظلة البطل وضمن افكاره وضمن ارادته وضمن امكانياته وقدراته العقليه والعمليه . اننى اريد ان نحدد اهدافنا ومسارنا وسبيلنا الى تحقيق تلك الاهداف ...... لا إنجاز بدون اهداف ويجب ان تتوحد اهدافنا ويكون عليها توافق من الشعب كله ........ اريد ان نوفر اى صوره من صور التوافق على تلك الاهداف ونضع اليات لتحديد وتوثيق هذه الاهداف ونرسم لها خارطة طريق واضحه وهيئه اومجلس اوكيان ليجسد اهداف المستقبل ويصيغها فى صورة قرارات اوتوصيات ملزمه لكل من يحكم مصر ولا اقصد هنا الجدل الدائر بخصوص الدستور اولا ام الانتخابات اولا فالدستور صياغه قانونيه للمنهج وتالمبادىء ولكنى اقصد اعلان للاهداف والاسس بل وللمشاريع القوميه وللامن القومى ولطموحاتنا لكل نواحى الحياه مجدولة بجدول زمنى يشارك فيه الجميع لا ان يضعه هذا الفصيل اوذاك بما يناسب مرئياته هذا الاعلان هو نقطة البدايه وهو الذى سيحدد لكل القوى السياسيه ولكل المرشحين الخطوط العريضه لبرامجهم التى تحقق مطالب الشعب لا ان يضعوا لنا الاهداف والاحلام والبرامج والخطط كما ارى ان يتم توزيع المسئوليات على مؤسسات الدوله لا ان يعتمد الجميع على شخص او حتى مجموعة اشخاص ان احسنوا احسنا وان اساءوا اسأنا ..... هذه بلدنا ويجب ان نكون الفاعلين فيها ونحن من سيقود نهضتها وتقدمها ولذلك يجب ان نكون مشاركين لا متفرجين .