كشفت نتائج مسح النشء والشباب فى المناطق العشوائية بالقاهرة الكبرى، الذى أعده مجلس السكان الدولى، بالتعاون مع الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، تحت رعاية مجلس الوزراء، وبالتعاون مع الأممالمتحدة، أن نسبة 69% من سكان المناطق العشوائية تم ختانهن، مقارنة بنسبة 56.9% من الإناث فى المناطق الحضرية لإقليم القاهرة الكبرى. وذكرت نتائج المسح، التى تم الإعلان عنها فى مؤتمر صحفى، أمس، غاب عن حضوره وزراء التضامن الاجتماعى والإسكان والبيئة والتخطيط والشباب، أن المناطق العشوائية فى مصر هى مناطق تقطنها نسبة كبيرة من الشباب، وتمثل هذه الشريحة طاقة هائلة يمكن أن تسهم فى تحسين تلك المناطق إذا أُحسن توظيف تلك الطاقة واستغلالها بصورة جيدة، وقال إنه يجب أن تضم برامج تنمية العشوائيات مكونا لتمكين الشباب وتنمية مهارات القيادة لديهم، حيث إن الشباب لاعب رئيسى فى أى برامج تخص المناطق العشوائية، ويُعد إشراكهم عاملاً أساسياً لنجاح تلك البرامج. وقالت نتائج المسح إن نسبة الذكور فى المناطق العشوائية الذين أكدوا استخدام أحد الزوجين وسائل تنظيم الأسرة هى 61%، مقارنة بحوالى 35% من الذكور فى المناطق الحضرية الرسمية لإقليم القاهرة الكبرى، بينما بلغت نسبة استخدام وسائل تنظيم الأسرة 75.5% بين الإناث فى المناطق العشوائية، مقابل 63% بين الإناث فى المناطق الرسمية للقاهرة الكبرى. وأشار المسح إلى أن نسبة كبيرة من الشباب تبرر العنف ضد المرأة، وذلك فى سياقات معينة، حيث يعتقد أكثر من ثلثى الشباب فى المناطق العشوائية (70%) ممن تتراوح أعمارهم بين 15- 29 عاما أن الرجل من حقه أن يضرب زوجته إذا تحدثت مع رجل آخر. ووافقت نسبة 60% من الشباب فى المناطق الحضرية الرسمية لإقليم القاهرة الكبرى على ذلك، كما وافق51% من الشباب فى المناطق العشوائية على أن المرأة تستحق أن تتعرض للتحرش الجنسى فى حالة ارتدائها ملابس «استفزازية»، مقارنة بنسبة 47% فى المناطق الحضرية الرسمية لإقليم القاهرة الكبرى. وبلغت نسبة استخدام الشباب للإنترنت، وفقاً لنتائج المسح، أكثر من 60% للشباب فى الفئة العمرية 15- 29 العام الجارى، فى المناطق العشوائية، مقارنة بنحو أقل من 55% فى مسح 2014 للشباب فى الفئة العمرية نفسها فى المناطق الحضرية الرسمية لإقليم القاهرة الكبرى. وقال المسح إن «ظاهرة الخناقات فى العشوائيات منتشرة جدا، حيث بلغت نسبة الشباب الذين أكدوا ذلك 78%، وأشارت نسبة 60% إلى أنه عادة ما يتم استخدام الأسلحة البيضاء فى أثناء الشجار، وأكد نحو 59% من الشباب انتشار حوادث السرقة، كما أن 48% ذكروا أن حوادث البلطجة والقتل منتشرة». وأضاف: «85% من شباب المناطق العشوائية يتعاطون المخدرات، وأكد نحو ثلثى العينة أن ظاهرة تعاطى وتجارة المخدرات تفاقمت فى الفترة الأخيرة، وأشار نحو 81% إلى انتشار ظاهرة المعاكسات والتحرش». وفيما يتعلق بالخصائص المعيشية، أكد المسح أن نحو 99% من الشباب قاطنى المناطق العشوائية يعيشون فى مناطق متصلة بالصرف الصحى ومياه الشرب والكهرباء، وأن 82% منهم تجمع القمامة لديهم من المنازل أو فى صناديق القمامة. وشدد المسح على أنه «طبقاً لنتائج هذا المسح، فإن الفرق بين شباب العشوائيات والشباب الذين يسكنون المناطق الحضرية الرسمية يكمن فى جودة الخدمات، خاصة فيما يتعلق بجمع القمامة، وكذلك المشكلات الأمنية والاجتماعية، مثل تعاطى المخدرات والعنف والتحرش الجنسى، ويُعد الشعور بعدم الأمان والتعرض للعنف من أهم المشكلات التى يمكن أن تؤثر على حياة الشباب اليومية وسلامتهم، لذلك فهى جديرة بالاهتمام من قِبَل المسؤولين وصانعى القرار». وقالت نهلة عبدالتواب، ممثل مجلس السكان الدولى، إن هدف المسح معرفة التحولات فى حياة الشباب بالمناطق العشوائية، وتوفير قاعدة بيانات لصانعى القرار لرسم سياسات مبنية على معلومات صحيحة حول الشباب لتقديم الدعم لهم من خلال صناعة قرار صحيح، ولبناء سياسة ناجحة حول تنمية العشوائيات. وقال اللواء أبوبكر الجندى، رئيس الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، إن العشوائيات انتشرت بشكل كبير فى القاهرة الكبرى، نتيجة بحث الشباب بالمحافظات عن فرص عمل نتيجة افتقادها فى محافظاتهم، مشيراً إلى أن الدولة تفكر فى كيفية استرجاع هؤلاء الشباب إلى محافظاتهم، من خلال حوافز معينة لهم بتلك المناطق وزيادة نسبة الأنشطة الاقتصادية، حتى تستطيع تفريغ القاهرة الكبرى من هذا العدد الكبير من العشوائيات. وأشار إلى أن «الجهاز يسعى إلى إجراء مسح شامل لمعرفة أعداد سكان العشوائيات، ولكن المشكلة تكمن فى كيفية تعريف أو توصيف المناطق العشوائية، حيث إن هناك أبراجا سكنية تصل إلى 14 دوراً، وتُدرج فى العشوائيات نتيجة قدرتها على (لى ذراع) الدولة فى توصيل المرافق لها، بينما فى السابق كانت العشوائيات عبارة عن (عشش) من الصفيح»، وشدد على أن الدولة مهتمة جداً بتطوير العشوائيات ومساعدة القاطنين فيها للوصول إلى حياة أفضل. وقال الدكتور طلعت عبدالقوى، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، إن القضية السكانية من أهم القضايا التى تخص المجتمع المصرى، مشيرًا إلى أن معدل النمو السكانى وصل 2.5% سنويا، وهو من أعلى المعدلات على مستوى العالم، بل يمثل 5 أضعاف معدل النمو فى أكبر دولة من حيث عدد السكان. 60% من شباب المناطق العشوائية يستخدمون الإنترنت. 60% يؤكدون استخدام الأسلحة البيضاء فى المشاجرات. 59% يؤكدون انتشار حوادث السرقة. 81% يؤكدون انتشار ظاهرة المعاكسات والتحرش. 99% يعيشون فى مناطق متصلة بالصرف الصحى ومياه الشرب والكهرباء. 82% تجمع القمامة لديهم من المنازل أو فى صناديق القمامة.
