بقلم د. ياسر الدرشابي // يقال أن "كل لبيب بالإشارة يفهمُ" و كذلك يقال إن القراءة بين الأسطر قد تكون ذات دلالات و معاني كثيرة قد تكون أكثر كثيراً من قراءة ما علي الأسطر نفسها. منذ اليوم الأول للثورة و مع صدور البيان الأول للمجلس الأعلي و حتي الأن نتلقي إشارات متتابعة من المجلس قد نفهمها أحياناً و لكن قد يَصعب أو يتعذر علينا فهمها في كثير من الأحيان. فمثلاً عندما قَََََََدم المجلس الأعلي التحية العسكرية لشهداء الثورة في الأيام الأولي التي تولي فيها شئون البلاد، كانت هذه إشارة لنا لكي نهدأ و نطمئن و نعرف أن المجلس العسكري يري شهداء الثورة علي أنهم شهدائه الأبطال و معني ذلك أنه يقدر ما قاموا به من عمل و سوف يقوم بدعمه و إستكماله. و عندما خاطب المجلس الأعلي شعب مصر مرة بعد مرة واصفاً هذا الشعب بالعظيم كانت هذه إشارة بأن الجيش يقدر ما يقوم به الشعب من أعمال و ما يتطلع إليه من أهداف. و أخيراً قالها المجلس الأعلي.. عندما وصف ثورة 25 يناير بأعظم ثورات العصر. فماذا بعد ذلك؟ لقد قالها المجلس العسكري صريحة واضحة و هو القائم علي شئون البلاد صاحب الأمر و النهي فيها، قالها في بيان رسمي، إنها أعظم ثورات العصر في إشارة إن مساندة الثورة و مكاسبها هي الإستراتيجية التي يتخذها و يتبعها المجلس الأعلي و الجيش معه و هي الإستراتيجية التي وجدها المجلس مصلحة عليا للبلاد ، و هي كذلك إشارة واضحة لكل من يعمل في الإتجاه المعاكس ضد الثورة و الثوار بأنه يعمل ضد مصلحة البلاد العليا. و حديثاً في كلمة المشير أثناء حفل تخرج دفعة جديدة من ضباط الشرطة قال إنه لا يحب من يجلس في بيته صامتاً و إنه يري أن علي كل مصري أن يعبر عن رأيه بصراحة و وضوح. و كذلك في واحدة من مداخلات وزير العدل علي إحدي القنوات الفضائية توجه بدعوة صريحة للشباب أن يحموا الثورة و مكتسباتها؟ و أمس صرح أحد قيادات القوات المسلحة في مداخلته في برنامج أخر كلام للإعلامي القدير يسري فوده بأنه يرحب بأن ينزل الشعب يوم 27 مايو الجمعة القادمة للتعبير عن الرأي طالما كان ذلك بأسلوب سلمي متبعين النهج الصحيح. ماذا نقرأ بين كل هذه الأسطر؟ ماذا نستطيع أن نستنتج؟ هل يطلب منا المجلس الأعلي ان نساعده بالتواجد في الميادين و بإستمرار الضغط في الشارع فيجد المجلس المبررات الكافية ليقاوم ما قد يكون واقعاً عليه من ضغوط هائلة داخلية و خارجية و هي التي تحول دون تحقيق كل ما نطالب به في الوقت المناسب الذي نريده؟ و هل يكون هذا تفسيراً كافياً لتحقيق المكاسب كلما زاد الضعط الشعبي و إقتربت أيام الجمعة؟ من قرأ هذا الكلام و إستطاع أن يقرأ شيئاً بين الأسطر في بيانات المجلس الأعلي و كان مخلصاً محباً لهذا الوطن العظيم فهو يعلم ما يجب عليه فعله و ما ينتظره هذا الوطن منه. أما من إستطاع قراءة الأسطر و ما بينها من ضعاف النفوس و مؤيدي رمز الفساد و الطغيان من القتلة و المجرمين فعليه أن يحذر و ينتبه بان أي عمل ضد الثورة و الثوار هو في واقع الأمر عمل ضد مصلحة البلاد العليا. عظيمة يا مصر بشعبك و جيشك و ثورتك.