شارك الآلاف من أبناء شمال سيناء، أمس، فى تشييع جثمان شهد أحمد كمال، طالبة كلية الصيدلة فى جامعة قناة السويس، بعد وصول جثمانها من القاهرة. وأدى أبناء شمال سيناء صلاة الجنازة على طالبة الصيدلة فى مسجد النصر بمدينة العريش، حيث تم دفن جثمانها فى مقابر الأسرة بمنطقة سوق الخميس بالعريش، وردد المشاركون فى الجنازة هتافات وصفوا فيها طالبة الصيدلة بشهيدة العلم. كانت الطالبة شهد، 20 سنة، تغيبت منذ عدة أيام بعد خروجها من أبواب الجامعة فى مدينة الإسماعيلية، حيث قامت أسرتها بتحرير محضر بالواقعة. وعثرت الأجهزة الأمنية على جثتها فى مياه نهر النيل بنطاق قسم شرطة الوراق بمديرية أمن الجيزة، حيث تبين أنها ترتدى ملابسها كاملة. وأشارت التحريات الأولية لعدم وجود شبهة جنائية فى الواقعة، فيما لا يزال سبب الوفاة غير معلوم، خاصة بعد العثور على بعض متعلقاتها على ضفاف النيل. وأمرت نيابة الوراق بتشريح جثة الطالبة لبيان أسباب الوفاة، كما أمرت النيابة بالتصريح بالدفن عقب بيان الصفة التشريحية للجثة وتسليمها إلى ذويها. واستعجلت النيابة تقرير الطب الشرعى بشأن سبب الوفاة، فيما أظهر تقرير مفتش الصحة أن سبب الوفاة إسفكسيا الغرق، ولا توجد شبهة جنائية وراء الوفاة، أو آثار تعدٍ على جسدها، كما أنه عثر عليها بكامل ملابسها التى اختفت بها، 6 نوفمبر الجارى. ورجحت التحقيقات انتحار الطالبة الجامعية وقفزها بمياه النيل، وتحفظت على هاتف الفتاة الذى عثر عليه داخل حقيبتها أعلى الطريق الدائرى، بالقرب من النيل، وفحصه وبيان المتصلين على الفتاة، تمهيدًا لاستدعائهم وسماع أقوالهم. وانتدبت النيابة خبيرًا من مصلحة الطب الشرعى لتوقيع الكشف الطبى على الجثمان، وإعداد تقرير وافٍ بشأن الوفاة، ولم يرد التقرير إلى الآن، إذ دون الطبيب الشرعى بتصريح الدفن: «قيد البحث». وقالت التحقيقات إن تقرير مفتش الصحة أفاد بأن وفاة «شهد» بسبب إسفكسيا الغرق، ولا توجد ثمة إصابات ظاهرية على جسدها. واستمعت النيابة لأقوال شهود العيان، وقالوا إنهم شاهدوا الطالبة الجامعية تتحرك تجاه الطريق الدائرى بمنطقة الوراق: «رايحة وجاية كتير»، ثم جلست بعض الوقت أمام كورنيس النيل بالوراق، واختفت فجأة، ثم عرفوا فيما بعد بانتشال جثمانها من مياه النيل. ولم يتهم والد شهد- مدرس- خلال التحقيقات، أحدًا بالتسبب فى وفاة نجلته، مشيراً إلى أن ابنته كانت تُعانى من مرض «الوسواس القهرى وتُعالج لدى أحد الأطباء النفسيين فى الإسماعيلية»، موضحًا أنه لا يعرف سبب «ذهابها لمنطقة الوراق واختفائها منذ خروجها من الجامعة قبل 3 أيام وقفزها بمياه النيل». وشرح الأب للنيابة، أنه مُقيم بمدينة العريش شمال سيناء، وابنته طالبة بجامعة قناة السويس، ولديها مقر مؤقت بمدينة الإسماعيلية «علشان تكون قريبة من الجامعة»، وفوجئ بعدم ذهاب نجلته لسكنها واختفائها وحرر محضرًا باختفائها، وتابع أن ابنته كانت تعانى من ظروف نفسية بسبب فسخ خطوبتها. واستمعت النيابة لأقوال عدد من الأطباء بمستشفى إمبابة العام، الذين استقبلوا جثمان «شهد»، وقالوا إن الأخيرة وصلت للمستشفى متوفاة، ولم يكن جثمانها عليه إصابات ظاهرية. واكتست مدينة العريش بالسواد، حيث تسببت الوفاة فى صدمة للجميع، فيما تؤكد أسرتها أن الفتاة طبيعية للغاية وأنها متفوقة علميا، ولا توجد للأسرة خلافات مع أى أحد. بدوره أعلن ممدوح العيادى، نقيب محامى شمال سيناء، تشكيل لجنة من محامى شمال سيناء للوقوف عما إذا كانت هناك شبهة جنائية فى وفاة الطالبة شهد. وقال نقيب المحامين فى بيان: «تقرر متابعة ظروف وملابسات هذه الواقعة التى أدخلت الألم والحزن على كل أسرة سيناوية من خلال تشكيل لجنة من محامىّ شمال سيناء للوقوف عما إذا كانت هناك شبهة جنائية ومتابعة الملابسات والتحقيقات بشأن تلك الواقعة التى أدمت قلوبنا جميعا».