مهمة ثقيلة تنتظر المحافظون الجدد، تبدأ من المشكلات اليومية للمواطنين الذين يترددون بسببها على الإدارات والمصالح الحكومية فى المحافظات المختلفة، هؤلاء الذين يبحثون مع كل تغيير فى دولاب الدولة التنفيذى عن بارقة أمل تفتح آفاقا جديدة للقضاء على بعض من معاناتهم. الملفات الشائكة التى تنتظر المحافظين تبدو للعيان فى تفاصيل الحياة اليومية، من ارتفاع الأسعار، لضبط الأسواق، ومنع التلاعب فى أقوات الناس، فيما ينتظر العاطلون عن العمل فرصة للرزق، وينتظر المرضى تحسنا فى خدمات المستشفيات، إلى جانب مشكلات الإدارات التى يقتلها الروتين، ويهيمن عليها تعطيل مصالح المواطنين، ومشكلات ملف النظافة وتراكم القمامة ومخلفات البناء، فضلا عن ملف التعديات على أراضى الدولة. «المصرى اليوم» ترصد أهم الملفات الشائكة التى تواجه المحافظين الجدد.. ففى القليوبية يواجه اللواء عبدالحميد الهجان، المحافظ الجديد عددا من المشكلات التى تعد تراكمات لسنوات مضت، فى مقدمتها تدنى الخدمة الصحية فى المحافظة بسبب تطوير 5 مستشفيات مركزية دفعة واحدة، هى مستشفيات الخانكة وكفر شكر وقها والقناطر الخيرية وطوخ المركزى. ويواجه المحافظ ملفات أخرى شائكة منها الباعة الجائلون والأسواق العشوائية وانتشار العقارات المخالفة، إلى جانب كم كبير من المشاكل والمشروعات التى يشتكى منها المواطن. وفى الإسكندرية هناك ملفات شائكة تعانى منها المحافظة على مدى سنوات مضت، لكن يعول أهالى المدينة كثيرا على اللواء محمد الشريف، المحافظ الجديد، للقضاء عليها وإيجاد الحلول اللازمة للتعامل معها خلال الفترة المقبلة خاصة أن هذه المشاكل والأزمات تقف حجر عثرة أمام المحافظين السابقين والمحافظ الحالى، ومن أبرز هذه الملفات المبانى المخالفة والباعة الجائلون والإشغالات وأزمة المرور والتكدس. وفى الدقهلية تحاصر الأزمات التى تعرض لها الدكتور كمال جاد شاروبيم، المحافظ السابق، الدكتور أيمن مختار، المحافظ الجديد، وتجعله مطالبا بحل تلك المشاكل المزمنة بالمحافظة خاصة النظافة، بالإضافة إلى تزايد مخالفات المبانى والتعديات على الأرض الزراعية خلال فترة توليه المسؤولية. الأزمات التى تواجهه تمثلت فى اصطدام «شاروبيم» بنواب البرلمان، والثانية ملف إزالة التعديات على أملاك الدولة وتقنين الأوضاع، بالإضافة لعدم الانتهاء من تنفيذ الخطة الاستثمارية رغم قرب انتهاء نصف السنة المالية. وفى بنى سويف، طالب الأهالى، المحافظ الدكتور محمد هانى غنيم، بإنجاز عدد من الملفات المعلقة، فى مقدمتها المشروع القومى للصوب الزراعية، الذى وجه رئيس الجمهورية بإنشائه على مساحة 51 ألف فدان. وقال الدكتور عبدالرحمن برعى، عضو مجلس النواب، إن هناك خطوات اتخذها المحافظ السابق، منها إعداد خطة لاستثمار أراضى الدولة لتحقيق نقلة تنموية فى مختلف المجالات، إذ إن المحافظة تمتلك ميزات نسبية فى هذا الشأن، نظرا لما يتوافر بها من أراضٍ متميزة فى الاستثمار الزراعى والصناعى والسياحى. وأضاف أن مشروع الصوب الزراعية الذى بدأت القوات المسلحة فى إنشائه يحتاج لمتابعة مستمرة، لمعاونة القوات المسلحة فى إزالة أى معوقات لصالح المشروع. وأوضح أحمد عبدالجواد، قيادى فى حزب حماة الوطن، أن مشروع تطوير كورنيش النيل، بدأ العمل فيه منذ 6 أشهر، ولابد من الانتهاء منه، كما أن كوبرى بنى سويف الموجود بميدان المديرية، والذى يقسم المحافظة قسمين بسبب شريط السكة الحديد، لايزال حلما ينتظره آلاف المواطنين. وفى كفر الشيخ، يأتى ملف شبكة الصرف الصحى بدسوق، والتى تم تنفيذها منذ عدة سنوات وبها مخالفات جسيمة، فى مقدمة الملفات التى تنتظر اللواء جمال نورالدين، المحافظ الجديد. كما أن تنفيذ محطة مياه الكشلة، من المشاكل المعلقة التى يجب الانتهاء منها. ويعانى قطاع الصحة بالفيوم نقصا شديدا فى الإمكانيات بالمستشفيات الحكومية وأهمها توقف وحدة جراحات القلب المفتوح بمستشفى طامية المركزى رغم مرور عامين على افتتاحه، إلى جانب مشاكل أخرى فى إنهاء مشروعات الصرف الصحى بالقرى والتى بدأ فيها العمل منذ عام 2010، وتوقفت لعدم توفر الموارد المالية ومنها قرى «فرقص وسرسنا والسعيدية» ويواجه المحافظ الجديد، الدكتور أحمد الأنصارى، مشاكل تهالك الطرق بالمراكز والمدن والقرى وكذلك مشاكل التعليم وارتفاع الكثافة فى الفصول الدراسية ومقاومة بعض العاملين فى التربية والتعليم لنظام التعليم الجديد سواء ترك بعض المدرسين الفصول الدراسية فى الصفين الأول والثانى الثانوى العام، فضلا عن عدم الالتزام بشرح المناهج فى المدارس حتى تستمر الدروس الخصوصية. وهناك مشاكل أخرى تتعلق بغرق المقابر ببعض القرى والمشكلة الأهم هى تلوث مياه بحيرة قارون. وفى البحر الأحمر، تراكمت مشاكل عدة فى انتظار المحافظ الجديد، اللواء عمرو حنفى، وينتظر المواطنون والعاملون بالقطاع السياحى، الكثير من المشروعات الخدمية خاصة عقب إنشاء عدد من المشروعات وأهمها مساكن بديلة للعشوائيات فى مدن المحافظة وتطوير الأماكن القديمة بالغردقة وإنشاء أكبر مزرعة لتوليد الكهرباء بالرياح بجبل الزيت، وبعض المشروعات الأخرى فى مدن المحافظة. وأبرز الملفات التى تنتظر المحافظ الجديد، هى جذب أكبر كم من الاستثمارات السياحية، خاصة أن المحافظة تتميز بصناعة السياحة فى المقام الأول، كما ينتظر المواطنون فى مدن المحافظة إقامة مشروعات تتناسب مع طبيعة كل مدينة، وأيضا الانتهاء من شبكة الصرف الصحى فى بعض المدن. وأول الملفات التى تراكمت، المشروعات التى لم تستكمل وعلى رأسها مشروع الصرف الصحى بمدينة الغردقة عاصمة المحافظة، وبها نحو 26 منطقة ما بين سياحية وشعبية، تخلو من هذه الخدمة، وتعانى من طفح المجارى وارتفاع المياه الجوفية بالإضافة إلى عدم تشغيل مشروع الصرف الصحى بمدينتى القصير ومرسى علم. إلى جانب بعض المناطق التى أجريت لها بعض أعمال البنية التحتية دون صرف كذلك ملف تطوير المناطق العشوائية. وينتظر استكمال منشآت فرع جامعة جنوب الوادى بالغردقة، والتى تشمل 5 كليات لم يتم العمل فى الإنشاء إلا فى كلية واحدة فقط ما عطل بدء الدراسة العام الدراسى الحالى فى كلية الألسن. وفى مطروح، ينتظر اللواء خالد شعيب، المحافظ الجديد ملف المغالاة فى تسعير تقنين وضع اليد على أراض أملاك الدولة، وملف القمامة، ومشكلة مشكلة نقص مياه الشرب خاصة فى فصل الصيف. وفى أسيوط، ينتظر الأهالى تدخلا حاسما من اللواء عصام سعد، المحافظ الجديد، لمشاكل المحافظة المتراكمة منذ سنوات، بعد فشل المحافظين السابقين فى إيجاد لوضع حلول لهذه المشكلات. الملف الأهم والذى عانت منه المحافظة طوال الفترة الماضية، هو تدنى مستوى شبكة مياه الصرف الصحى وتوقف أكثر من 14 مشروعا للصرف الصحى عن العمل بقرى ومراكز المحافظة وهو الأمر الذى يحتاج لتدخل حاسم، خاصة أن بعض المدن تعوم على بحيرات من مياه الصرف الصحى منذ عقود. وينتظر «سعد» ملف الخدمة الصحية المتدنية فى كافة المراكز وتشمل مستشفيات منفلوط وأبوتيج التى لم يتم الانتهاء منها حتى الآن، على الرغم من الشروع فى الهدم وبناء أجزاء لم تكتمل، فمركز منفلوط لا يوجد به مستشفى عام منذ 4 سنوات وكثافته السكانية تصل ل500 ألف نسمة، ويعتمد على مستشفى صغير للولادة تقدم من خلاله كافة الخدمات الصحية والأمر كذلك فى أبوتيج، ناهيك عن عدم تواجد الأطباء معظم الوقت فى المستشفيات التى تحتاج إلى إعادة انضباط.
