واصلت نيابة حوادث جنوبالجيزة، أمس، تحقيقاتها مع الأم المتهمة بتعريض حياة نجلها للخطر، والاعتداء عليه بالضرب ونشر فيديوهات بشأن الواقعة على مواقع التواصل الاجتماعى. وكانت النيابة أمرت باحتجازها 24 ساعة لحين ورود تحريات أجهزة الأمن بشأن الواقعة، كما قررت إيداع الطفل (المجنى عليه) بإحدى دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى. وكشفت تحقيقات النيابة، بإشراف المستشار يحيى الزارع، المحامى العام، وسامر أبو العزم، مدير النيابة، أن قوة من مديرية أمن الجيزة، ووفدا من المجلس القومى للأمومة والطفولة، توجهوا إلى منزل الأم المتهمة «تهانى.إ»، فى منطقة الطالبية، وألقى القبض عليها، وكان برفقتها الطفل المجنى عليه (مروان- 5 سنوات)، وتبين أن المجلس هو صاحب البلاغ ضد الأم عقب انتشار الفيديوهات بشأن تعذيب الطفل وإجباره على إرسال رسالة لوالده الذى انفصل عن الأم المتهمة، مفادها: «تعالى خدنى، أمى مش عاوزة تربينى». واستمعت النيابة فى بداية التحقيقات لأقوال «عادل نافع»، موظف بشركة مصر للبترول بالسويس، والد الطفل، وطليق المتهمة، وحكى أنه لم ير ابنه المجنى عليه منذ عامين ونصف العام، وبذل مساعى كثيرة ليتمكن من رؤية الطفل ولكن دون جدوى، وسبق أن اتفق مع طليقته على أنها ستربى الطفل على أن يرسل لها مبلغا شهريا، ومؤخرًا زادت الخلافات بينهما بشأن هذا المبلغ. وسألت النيابة الأب: «لماذا لم تقم دعوى قضائية لرؤية الطفل؟»، فقال: «المحامى قال لى: (الدعوى ملهاش لازمة)»، مشيرًا إلى أنه عرف بالواقعة من خلال نجله الأكبر من زوجة ثانية يُدعى «محمد»، إذ أرسلت المتهمة «تهانى» الفيديوهات للأخير عبر «الواتس آب»، وقالت له: «إبعت الفيديوهات دى لأبوك». وذكر والد المجنى عليه أن المتهمة لم ترسل إليه تلك الفيديوهات بشكل مباشر «لأنى عامل لها بلوك»، لافتًا إلى أنه عندما تلقى الفيديوهات عن طريق نجله الأكبر، كان فى بورسعيد، وحضر للنيابة العامة بعد التواصل معه لسماع أقواله، وأبدى أسفه بعد مشاهدته للفيديوهات «تعبت نفسيًا». وأكد «محمد»، الأخ غير الشقيق للمجنى عليه، ما ورد بأقوال أبيه، مستعينًا برسائل «الواتس آب» ليثبت صحة أقواله، وتحفظت النيابة على تلك الرسائل. وبسماع أقوال المتهمة بررت جريمتها قائلة: «كنت عاوزه أبعت رسالة لوالد الطفل إنه يربيه معايا.. وكنت مضغوطة نفسيًا وعصبيًا.. والطفل كان عامل مشاكل مع الجيران وعلشان كده ضربته، وقلت له قول لأبوك: (تعالى خدنى)». وهيأت النيابة الطفل المجنى عليه لسماع أقواله، بحسب مصدر قضائى: «وكيل النائب العام اشترى ل(مروان) شنطة مليئة بالحلوى، وقام بالتحدث إليه برفق، وإفهامه أنه كأنه فى نزهة». وحكى الطفل للنيابة: «ماما بتضربنى لما بعمل حاجات تضايقها.. وصورتنى لما ضربتى علشان أقول ل(بابا): (تعالى خدنى)». وقال الطفل: «أنا بحب ماما.. وممكن أعيش معاها». واستدعت النيابة خبيرين، أحدهما نفسى والثانى اجتماعى، بغرفة منفصلة عن التحقيقات، لإعداد تقرير وافٍ بشأن حالة المتهمة والمجنى عليه. وذكرت مصادر قضائية أن القرار بإيداع الطفل إحدى دور الرعاية جاء بسبب احتجاز الأم بقسم الشرطة لحين عرضها على النيابة: «لا يجوز احتجاز الصغير بالقسم»، كما أنه لا يجوز للأب استلام الطفل: «مروان ليس فى حضانة الأب». وأشارت مصادر مقربة من الأب إلى أنه ينوى رفع دعوى أمام محكمة الأسرة، لضم الطفل لحضانته وإسقاطها عن الأم المتهمة. ومن المقرر إعداد جلسات تأهيل نفسى واجتماعى- تحت إشراف النيابة- للأم وطفلها خلال الأيام المقبلة. وأظهرت التحقيقات أن الفيديو محل الواقعة مدته دقيقة و38 ثانية، يظهر خلاله الطفل مروان، وأمه تطالبه بالاتصال بوالده: «قوله تعالى خدنى.. روح عيش معاه، رميك زى الكلب»، سرعان من انتشر كالنار فى الهشيم وسط مطالبات بضرورة محاسبتها».
