أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، اتصالًا هاتفيًا مع البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان. وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى للرئاسة، إن الرئيس قدم التهنئة إلى البابا بمناسبة عيد الميلاد المجيد والعام الميلادى الجديد، متمنيًا له التوفيق والنجاح فى رسالته لنشر التسامح الدينى والسلام فى العالم. وأكد الرئيس على تقدير مصر لجميع القيادات الدينية الدولية على مستوى العالم باختلاف أطيافهم، خاصةً قيادات الفاتيكان، وعلى العلاقات القوية التى تجمع مصر بهم، فى ظل نهج مصر لإرساء قيم التعايش وحرية العبادة واحترام الآخر، مشيرًا إلى أن ذلك النهج يهدف إلى ترسيخ ثقافة ستنطلق من مصر لتنتشر فى المنطقة بطبيعة الحال. وأشار الرئيس إلى أنه فى المقابل هناك ضرورة على الجانب الآخر لتفهم خصوصية واختلاف ثقافة المنطقة بما تضمه من مبادئ، وهو الأمر الذى يتطلب التفاعل مع تلك الثقافة بفهم عميق فى إطارٍ من القبول والاحترام. من جانبه، أشاد البابا بجهود مصر اللافتة الهادفة إلى تحقيق التقارب والتعايش والتفاهم بين أبناء كل الديانات، وهو ما تجسد على أرض الواقع فى ممارسات عديدة، كان أبرزها افتتاح كاتدرائية ميلاد المسيح فى العاصمة الإدارية الجديدة بجوار مسجد الفتاح العليم، وهى خطوة حملت العديد من الدلالات الرمزية ورسائل المحبة والسلام للعالم أجمع عكست إرادة سياسية حقيقية لدى الدولة المصرية لترسيخ مبدأ المواطنة ومفهوم قبول الآخر. من جهة أخرى، توجه الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، أمس، على رأس وفد رفيع إلى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتهنئة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، بعيد الميلاد المجيد، وأعرب «الطيب» عن خالص تهانيه للبابا وجميع الإخوة المسيحيين بمناسبة أعياد الميلاد، مؤكدًا أن مشاعر التراحم والود والزيارات المتبادلة بين المسلمين والمسيحيين نابعة من التعاليم الدينية التى أوصت بالتآلف والتواصل، موضحًا أن وصايا جميع الأنبياء أكدت على ضرورة الأخوة بين الناس على اختلاف أديانهم وأعراقهم. وأضاف شيخ الأزهر أن الرياح الغربية تهب بعادات وتقاليد تقتلع المرأة الشرقية من جذورها، محذرًا من العديد من الاتفاقيات الغربية التى تهدف لهدم الأسرة وتفكيك المجتمع الشرقى، فى مقدمة لهدم جميع الأديان، معتبرًا ذلك بمثابة غيوم سوداء قادمة تهدد العادات والتقاليد الشرقية، وأن التعويل دائمًا ما يكون على عمق الشعب المصرى فى مواجهة ذلك. من جانبه، أعرب البابا عن ترحيبه وخالص تقديره لتهنئة الإمام الأكبر، موضحًا أن مشاعر الحب والود المتبادلة نعمة من الله على المصريين، وأن الأعياد بمثابة جسور تربط بين الجميع كأحباء يعيشون على أرض واحدة، ولهم تاريخ مشترك ووطن يفتخرون به. وأضاف: «المحبة والفرحة والسلام هى أعظم وأسمى هدايا يمكن أن تقدم للإنسان، فبالمحبة تتماسك المجتمعات ويعيش الإنسان فى حالة راحة ورضا مع نفسه ومع الآخرين، وبالسلام يتحقق أمن واستقرار المجتمعات، أما الفرحة فهى الهدية التى بها يَسعد الإنسان ويُسعد من حوله، ودورنا أن نقدم روح الفرح والسعادة لمن حولنا، فبها يتحقق الرضا ويزيد الإنتاج».