«عاش فى كبرياء وإبداع.. ورحل فى صمت».. هكذا هو الفنان التشكيلى ورسام الكاريكاتير إيهاب شاكر، الذى غيبه الموت مساء أمس الأول عن عمر يناهز 86 عامًا. و«إيهاب شاكر» أحد أهم فنانى الحركة التشكيلية المصرية، وهو صاحب ثقافة موسوعية وفكر حر متجدد وأسلوب فنى شديد التفرد وخيال جامح، وهو مؤلف وشاعر وموسيقار وفنان تشكيلى بدرجة فيلسوف. كان «إيهاب» دائم البحث والتجريب منذ ميلاده فى أغسطس 1933، وتتلمذ فى طفولته على يد الفنان الإيطالى كارلو مينونى ثم التحق بمدرسة ليوناردو دافنشى وحصل على بكالوريوس الفنون الجميلة قسم تصوير عام 1957، وبدأ العمل فى الصحافة عام 1953 بجريدة الجمهورية، وبدأ يرسم الكاريكاتير اليومى لأول مرة بالتعاون مع مأمون الشناوى من سنة 1954 - 1957، وانضم لأسرة روزاليوسف عام 1960 وأقام معارض شخصية بمصر والخارج، وله العديد من المشاركات بمعارض جماعية. ومثّل الراحل مصر فى العديد من الفعاليات الفنية الدولية المتخصصة فى فنون الطفل. ونال العديد من الجوائز، من بينها: جائزة سوزان مبارك (الثانية) عن الكتابة لكتاب «الملك بير» 2005، وتم تكريمه من الدولة على رسومه الصحفية عبر مشواره الصحفى 2004، ونال جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة «رقصة الهوى» بالمهرجان القومى للسينما المصرية 1996.. وعبر مسيرته الإبداعية التى امتدت لأكثر من ستين عاما والتى بدأها فى 1955 بتأليف الكتب والشعر والموسيقى، وفى أعماله عمد إلى مزج الخامات المتعددة بكفاءة وبراعة وتنوع.. ولأنه عاشق الموسيقى، فإن أعماله جميعها تضج بالإيقاع الذى حقق التوازن فى المعادلة البصرية، بل تؤكد وحدة الفنون. وتحت عنوان «إيهاب شاكر.. زوربا المصرى» كتب عنه الفنان التشكيلى والناقد والقاص عزالدين نجيب يقول:«كان مُزاوِجًا بين متناقضات عدة تبلغ حد المفارقة، بين الموضوع الشعبى والأسلوب الحداثى، بين العفوية الطفولية والسيطرة العقلاية، بين الرؤية الواقعية والشطحات السريالية، بين التشخيصية الأسطوانية والتبسيط المحرف الذى يشارف التجريد، بين المبالغة العبثية الساخرة والتأملية الحكيمة المتفلسفة». ويظل الفنان إيهاب شاكر قامة إبداعية وقيمة فنية مرموقة تركت أثرًا بارزًا فى المشهد الإبداعى، وكتب عنه الفنان خالد سرور، يقول: «إنه فنان البهجة، وإحدى العلامات فى سجل الحركة التشكيلية المصرية، وأحد أبرز العطّائين فى مناحى الإبداع التى سجلت اسمه من نور فى حقول التصوير والرسم والكتابة والرسوم المتحركة والكاريكاتير، وهو فنان حقيقى وهب نفسه لرسالته التى شغف بها، فاستحق هذه المكانة المتميزة التى أثمرتها موهبته الفذة ورؤيته شديدة الخصوصية». ولعالم الفنان إيهاب شاكر سحرٌ خاص، وعنوانٌ لا يخطئه خيال ووجدان المشاهد، عالم تتغذى مكوناته من موروث حضارى وشعبى ثرىّ ومتنوع، عالم سبح فى جماليات المشهد بعيدًا عن أطر تقليدية حاكمة، تحرر من كل شىء متّبعا إحساسه ومشاعره وفكرته. وقال عنه إيهاب اللبان: «إيهاب شاكر أحد أهم فنانى الحركة التشكيلية المصرية، صاحب ثقافة موسوعية وفكر حر متجدد، واتسم بموهبة خارقة». كان الشاعر الكبير كامل الشناوى فى عام 1954 قد كتب عنه يقول: «جاءنا بالرسم فأذهلنا جميعًا.. كانت الخطوط تنبض وتتحرك وتقفز، ولمحنا وراء هذه الخطوط طاقة ضخمة. وقال عنه الكاتب الراحل الكبير أحمد بهاء الدين: «الفنان (إيهاب) اسم ستذكره الحياة الفنية كثيرًا، والذى لا يمكن فى رأيى اختصاره فى مجرد رسام كاريكاتير، حيث كان يرسم خاليًا من أى افتعال، ولكنه مزيج غريب من البساطة والتحرر.. من القاموس العادى للرسم والتجريد.. من الفولكلورية والعصرية.. من قوة الألوان وشجاعتها ورهافة الحس.. إنه طريق جديد تمامًا بين أغنى وأعقد طرق الفن التعبيرى ولوحاته عاطفيةً رومانسيةً حديثةً غنيةً جدًا فى اللون».