بدأت إيران ردها الانتقامى على مقتل الجنرال قاسم سليمانى بضربة جوية أمريكية، فى بغداد، بإطلاق عشرات الصواريخ الباليستية على قاعدة عين الأسد الأمريكية فى الأنبار غرب العراق. رجحت وكالة «تسنيم» التابعة للحرس الثورى الإيرانى استخدام الصاروخين البالستيين من طراز «ذو الفقار» و«فاتح» فى الهجوم على القاعدتين، ولفتت وسائل إعلام إيرانية إلى أن صواريخ أعلى من نوع «قيام» استخدمت فى الهجمات. و«قيام» هو صاروخ باليستى إيرانى أرض-أرض متوسط المدى، ذو وقود سائل، يعد من الجيل الجديد للصواريخ الباليستية التى صنعت محليا عبر مصانع وزارة الدفاع وإسناد القوات المسلحة وفق تصاميم إيرانية خاصة، وهو أول صاروخ دون أجنحة تنتجه البلاد. يصل مدى «قيام 1» إلى 800 كيلومتر، ويصل ارتفاع أقصى تحليق له لمسافة 195 كيلومترًا، ويعمل بالوقود السائل عبر عملية احتراق من مرحلة واحدة، ويزن رأسه المتفجر 645 كيلوجرامًا من المواد شديدة الانفجار، ويبلغ قطره 880 ملليمترًا، ولا يتجاوز وزنه 6380 كيلوجرامًا، ويمكن ل«قيام» حمل رؤوس نووية متنوعة. تم تصميم صاروخ «قيام 1» بحيث يقلل من إمكانية الكشف عنه من قبل المنظومات المضادة للصواريخ، وأدت إزالة الأجنحة من هذا الصاروخ إلى زيادة سرعته فى العمليات وخفض مدة إعداد الصاروخ للإطلاق بصورة ملحوظة وتنويع أماكن الإطلاق، فضلًا عن قدرته على المناورة والتخفى عن بعض أنظمة الرادار. ويعتقد أن العدد الأكبر من الصواريخ المستخدمة فى الهجوم الانتقامى الإيرانى على القواعد الأمريكيةبالعراق، كانت صواريخ من طراز «فاتح 313»، وهو صاروخ باليستى قصير المدى إيرانى الصنع ويعمل بالوقود الصلب، وهو جيل جديد من أسرة صواريخ الفاتح ويعد من أدق الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى من هذا الصنف. ويبدو الصاروخ «فاتح 313» متطابقا تقريبا مع الجيل السابق من الصاروخ «فاتح 110»، باستثناء تغييرات طفيفة تجعل الصاروخ الأحدث أخف وزنا ويعمل بوقود صلب ومزود بمجسات جديدة متطورة تجعله يصل إلى مدى 500 كم. أما الصاروخ الباليستى «ذو الفقار»، فمداه أعلى من الصاروخ «فاتح 313» وأقل قليلا من «قيام 1»، فيبلغ 700 كيلومتر، واستخدمه الحرس الثورى الإيرانى لأول مرة فى يونيو 2017 ضد تنظيم «داعش» فى محافظة دير الزور. وهو صاروخ أرض-أرض، يطلق بشكل مائل، وليس عموديا، ويمتلك رأسا حربيا انشطاريا، حيث يمكنه إصابة الأهداف المتفرقة على الأرض ومدرجات المطارات وغيرها. ويطلق «ذو الفقار» من قاعدة إطلاق ثابتة أو متحركة إلى هدفه على مرحلة واحدة، ويتمير أن الرادار لا يكشفه. وتمتلك إيران المئات من الصواريخ الباليستية القصيرة والمتوسطة المدى التى تطورها منذ الثمانينيات مستخدمة مكونات سوفيتية وكورية شمالية وصينية. وتقول إنها حددت المدى الأقصى لهذه الصواريخ ب 2000 كيلومتر، ولم تختبر صواريخ متجاوزة لهذا الحد من المدى. ومع ذلك، تنقل صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن خبراء قولهم، إن إيران تعمل على تقنيات قد تفتح الطريق أمامها فى نهاية المطاف لتطوير صواريخ طويلة المدى، بما فى ذلك الصواريخ العابرة للقارات، لتقترب بذلك من قدرات برنامج الصواريخ الأمريكية. وتستمر الصواريخ الإيرانية فى التحسن من حيث المدى والسرعة والتدمير، وفى حالة التصعيد العسكرى، يمكن أن تستخدم إيران قوتها الصاروخية فى استهداف أماكن بعيدة. فمن ضمن الصواريخ المتطورة التى تمتلكها إيران صاروخ «سومار» الذى يصل مداه إلى 2500 كم، وحينما أزيح الستار عن هذا الصاروخ وإضافته رسميا إلى الترسانة فى عام 2015، كتبت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية «إن إنتاج واستخدام هذا الصاروخ من قبل إيران، يمکّنها من ضرب أهداف، لا فى الشرق الأوسط فقط، بل فى جنوب وشرق أوروبا». ومن الصواريخ طويلة المدى أيضًا، صاروخ «عماد»، وهو باليستى أرض-أرض، يعتبر من جيل الصواريخ الباليستية بعيدة المدي، ويتراوح مداه بين 1700 و2500 کم.
