عاود آلاف المحتجين العراقيين، أمس، التظاهر فى ساحات الاعتصامات فى بغدادوالبصرةوالمحافظاتالجنوبية، رفضا للأوضاع الاقتصادية المتردية، وتأخر تكليف شخصية مستقلة لتشكيل الحكومة المقبلة، وشهدت الاحتجاجات مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن فى بغدادومحافظاتالجنوب، مما أسفر عن مقتل متظاهرين وإصابة العشرات، بعد يوم من محاولة قوات الأمن فض اعتصامات بغداد والناصرية والبصرة، بينما دعت مفوضية حقوق الإنسان العراقية إلى وقف العنف والحفاظ على سلمية التظاهرات. وذكرت مصادر أمنية عراقية، فى تصريحات نقلتها وكالة «رويترز»، أمس، أن قوات الأمن العراقية أطلقت الغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية فى تجدد للاشتباكات مع المحتجين فى بغداد ومدن أخرى، بعد سعيها، أمس الأول، لفض اعتصام فى قلب العاصمة العراقية، وجاءت أحدث محاولة من السلطات لمواجهة المحتجين واستعادة النظام بعد إعلان رجل الدين الشيعى مقتدى الصدر أنه سيتوقف عن المشاركة فى المظاهرات المناهضة للحكومة، إلا أنه دعا، أمس، إلى خروج مظاهرات جديدة ضد السفارة الأمريكية فى بغداد. وقالت مصادر أمنية وطبية إن متظاهرين قتلا وأصيب آخرون على الأقل فى العاصمة، ونجح المحتجون فى اقتحام موقع الاعتصام فى ساحة التحرير بالعاصمة، واندلعت مواجهات وسط بغداد واستخدمت الشرطة الرصاص الحى ضد المتظاهرين فى ساحة الطيران، وأطلقت الغاز المسيل للدموع على المحتجين قرب ساحة التحرير، فيما حاصرت حشود طلابية وزارة التعليم. وقال شهود عيان إن المحتجين يسعلون ويحاولون غسل وجوههم وأعينهم للتخلص من آثار الغاز المسيل للدموع، بينما قدم مسعفون فى الصليب الأحمر العراقى إسعافات أولية لأن سيارات الإسعاف لم تتمكن من الوصول للموقع. وأسفرت المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن فى مدينة الناصرية بمحافظة ذى قار، جنوب البلاد عن إصابة 50 محتجا على الأقل، بينهم 4 بالرصاص الحى، وقالت مصادر فى الشرطة وشهود عيان إن الاحتجاجات تواصلت فى كربلاء والنجف والبصرة والديوانية فى تحد لمحاولات قوات الأمن لفض الاعتصامات. وقال مصدر طبى لم يذكر اسمه لموقع «سكاى نيوز»، أمس، إن 50 متظاهرا أصيبوا بجروح، فى إطلاق نار وغاز مسيل للدموع من قبل قوات الأمن بمحافظة ذى قار، وكان المتظاهرون فى المحافظة قطعوا جسورا رئيسية وسط مدينة الناصرية، قبل أن تعيد القوات الأمنية السيطرة عليها. وفى محافظة بابل وسط العراق، ذكرت مصادر، أن الآلاف تظاهروا وسط المحافظة، وأغلقوا أبرز طرقها الرئيسية دعما للمحتجين، بينما قرر مجلس الأمن الوطنى العراقى، نقل الملف الأمنى فى محافظات الوسط والجنوب إلى وزارة الداخلية. وشهدت البصرة أقصى الجنوب تظاهرات حاشدة للطلاب، تنديدا بفض قوات الأمن للاعتصام الرئيسى فى المدينة، وإحراق خيام المحتجين.