قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إنه طالب المؤسسات الدينية منذ عدة سنوات، وفى مقدمتها مؤسسة الأزهر، بأن تولى الأهمية القصوى لتجديد الخطاب الدينى، لأن أى تقاعس أو تراخٍ فى هذا الصدد سيؤدى لترك الساحة لأدعياء العلم وأشباه العلماء ليخطفوا عقول الشباب ويزينوا لهم استباحة القتل والنهب والاعتداء على الأموال والأعراض، ويدلسوا عليهم أحكام الشريعة السمحة، وينقلوا لهم الفهم الخاطئ المنحرف فى تفسير القرآن الكريم، والتشويه المتعمد للسُنة المطهرة. وأعرب الرئيس فى كلمة ألقاها نيابة عنه الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أمس، فى المؤتمر العالمى للأزهر، والذى جاء بعنوان «مؤتمر الأزهر العالمى للتجديد فى الفكر الإسلامى»، عن أمله فى أن ينتهى المؤتمر إلى حلول عملية لمختلف المشكلات والقضايا الفقهية والتشريعية، التى ينقسم حولها المسلمون وتُشعل فتيل الاختلاف بينهم، موجهًا الحديث للعلماء والحضور بالمؤتمر: «حين نطالبكم بتجديد الخطاب الدينى، فإن ذاكرتنا تعى وتستوعب نهج النبى الكريم فى هذا الإطار.. والتجديد الذى نتطلع إليه ليس فى ثوابت الدين أو العقيدة، فلا يوجد مسلم يؤمن بالله وكتبه ورسله يطلب تحليل الحرام أو إباحة الكبائر، ولا يعارض أى تشريع جديد القرآن والسنة الصحيحة أو المقاصد العليا للشريعة». وأوضح الرئيس السيسى أن التجديد هو التجديد فى فقه المعاملات، و«نحن متفقون على أن كثيرًا من أحكام هذا الفقه تغيرت على مدى 10 قرون على الأقل، فلماذا يُحرم جيلنا من هذه الأحكام التى تُيسر الحياة مع التحديات التى نواجهها وتتغير كل يوم وكل لحظة، وأنتم أهل هذا العلم والمتمكنون من ضوابطه وشروطه أدرى الناس بأن من رحمة الله أن شرّع لنا أحكامًا ثابتة لا تجديد فيها، وأحكامًا تتغير تبعًا للتطور، والفتوى هى الأخرى تتغيّر من بلد إلى بلد، ومن عصر إلى عصر، ومن شخص لآخر»، مشددًا على ضرورة التجديد لإنقاذ الإسلام والمسلمين. وقال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى الكلمة الافتتاحية للمؤتمر الذى حضره نخبة من كبار القيادات والشخصيات السياسية والدينية البارزة على مستوى العالم، وممثلون من وزارات الأوقاف ودور الإفتاء والمجالس الإسلامية من 46 دولة إسلامية، إن المسلمين يجب أن ينتبهوا إلى أن التجدُّد أو التجديد هو قانون قرآنى خالص توقَّف عنده طويلًا كبارُ الأئمة. وأضاف «الطيب» أن «ما تشهده الساحة الثقافية الإسلامية وغير الإسلامية يُظهر عدم الجديَّة فى تحمُّل مسؤولية التجديد تجاه شبابنا وتجاه أمتنا، فقد صمت الجميع عن ظاهرة تفشِّى التعصُّب الدِّينى على مستوى التعليم والدعوة والإرشاد».