استيقظ سكان البوابة الثانية بمنطقة حدائق الأهرام بالجيزة، صباح أمس، على فاجعة، إذ عُثر على جثامين صاحب شركة مقاولات وزوجته وطفلتهما الرضيعة، ذات الأشهر السبعة، داخل عقار سكنى، فجثتا الأب والرضيعة وُجدتا داخل «منور» بالعقار، وجثة الأم وُجدت فى شرفة الشقة. أجهزة الأمن وفريق تحقيقات نيابة الهرم أكدوا أن هناك روايتين حول الحادث، ومازالت المعاينات قائمة بمسرح الجريمة للبحث عن دليل للوصول إلى الحقيقة الكاملة. الرواية الأولى لفريق التحقيقات، وهى الأرجح، أن الزوج، ويُدعى «أشرف»، 45 سنة، انتحر بعد التخلص من زوجته «إيمان»، 35 سنة، وطفلتهما «نجوى»، والدليل تأكيد الزوج لزوجته، قبل الواقعة ب3 أسابيع: «عاوز انتحر واتخلص من حياتى»، وذلك لتراكم الديون عليه، التى بلغت ملايين الجنيهات. وأفادت معاينة مسرح الجريمة بأن الطفل «أدهم»، 9 سنوات، نجل الضحيتين، هو الناجى الوحيد، إذ كان نائمًا وقت ارتكاب الجريمة، واستيقظ على أصوات ارتطام أبيه وشقيقته الرضيعة ب«المنور»، ووالدته مسجاة على الأرض داخل البلكونة، فتوجه إلى الجيران وحارس العقار لإبلاغهم بما حدث، أما الرواية الثانية للحادث فهى أن هناك جناة تخلصوا من الضحايا بدافع الانتقام. وجاء، فى أقوال أقرباء الأسرة، أن الزوج كانت عليه ديون كثيرة متراكمة، وتعثر فى سدادها، متسائلين: «عاوزين نعرف إيه اللى حصل، كانوا عندنا إمبارح بالليل، ومفيش حاجة؟!»، لافتين إلى أن الزوج من محافظة قنا، وأنه كان متزوجًا قبل زوجته الضحية، فيما قالت «أم جنى»، زوجة حارس العقار، محل الواقعة، ل«المصرى اليوم»: «(أشرف) زوجته وعياله كانوا لسة جايين امبارح بالليل من السفر، وفوجئنا باللى حصل، وتقريبًا هو انتحر وقتل زوجته». وقال صبرى محمد، جار المقاول، بالشقة المقابلة: «فى الفجر سمعت أصوات خبط جامدة قوى، طلعت أشوف فى إيه، وأخويا الكبير بص لقى اتنين واقفين، فقال لهم: فى حاجة ولا إيه؟!، وبعد كده نزلوا على طول، بعدها بنص ساعة سمعنا صوت ارتطام قوى فى المنور، ولقينا (أشرف) وبنته الرضيعة مرميين وغرقانين فى دمهم، وفوجئنا ب(أدهم)، ابنه، بيقول: (إلحقوا.. إلحقوا.. مات.. ماتت)، فتوجهنا معه إلى الشقة، ولقينا جثة والدته بالبلكونة». رجال الشرطة تحفظوا على «أدهم»، نجل صاحب شركة المقاولات، واصطحبوه إلى ديوان عام قسم شرطة الهرم لسماع أقواله، فيما بدا الطفل هادئًا للغاية، وقال لجيرانه: «مش عارف مين عمل كده، أنا كنت نايم». وفرضت قوات الشرطة كردونًا أمنيًا بمسرح الجريمة، واستمعت إلى أقوال شهود العيان من الجيران، وتحفظت على كاميرات المراقبة. مصدر أمنى أفاد بأنه لا أحد يستطيع الجزم بماهية الحادث، موضحًا: «ماحدش يقدر يجزم بالحقيقة، الجريمة حصلت من كام ساعة، المباحث شغالة مع الأدلة الجنائية والنيابة»، مؤكدًا: «مافيش رواية كاملة لحد دلوقتى». وأفادت المعاينة بأن الزوجة تعرضت للخنق داخل الشقة، وعثرت قوات الشرطة على جثتى الأب ورضيعته فى المنور مهشمتى الرأس وبهما كسور وكدمات متفرقة بالجسم.
