أعلن الجيش الليبى، أمس، سيطرته الكاملة على منطقة العزيزية، جنوب العاصمة طرابلس، بعد يومين من إسقاط عدة طائرات تركية مسيرة تستخدمها ميليشيات حكومة الوفاق، التى تسيطر على العاصمة، فيما طالب مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، أمس، بالعودة إلى وقت إطلاق النار، الذى دخل حيز التنفيذ، الشهر الماضى، فى الوقت التى تسعى فيه الأممالمتحدة لاستئناف المحادثات السياسية بين طرفى الصراع الليبى فى جنيف. وأعلن الجيش الوطنى الليبى أن منصة صواريخ «جراد» تستخدمها الميليشيات فى قصف المدنيين والأحياء السكنية، واتهم الجيش الليبى، ميليشيات حكومة الوفاق، بتجنيد السجناء للقتال فى صفوفهم، ومساومتهم على حريتهم، وأكد المتحدث باسم الجيش الليبى، اللواء أحمد المسمارى، فى بيان، أنه: «رصد قيام الإرهابى أسامة جويلى، آمر المنطقة العسكرية الغربية بميليشيات طرابلس، بتجنيد السجناء والمحكومين فى قضايا جنائية، منها القتل والسرقة، للقتال ضد الجيش الليبى، مع تقديمه وعوداً بالإعفاء عنهم وتخفيف العقوبات عنهم». وقال اللواء المبروك الغزوى، قائد مجموعة عمليات المنطقة الغربية، أمس، إن الجيش الليبى وجه رسالة قاسية للأتراك باستهداف العديد من الطائرات التركية المسيرة، وأضاف: «رسالتنا واضحة وهى أن الأتراك مرتزقة لا وزن لهم، بعد أن فقدوا أسلحتهم وقادتهم على أرض أحفاد المختار». وفى المقابل، قال وزير الداخلية بحكومة طرابلس، فتحى باشاغا، إن حكومته ستسعى قريبا إلى طرد قوات الجيش الوطنى الليبى من طرابلس، وأضاف «أن قوات العاصمة ستبدأ التحول من الدفاع إلى الهجوم قريبا، لأنه ليس هناك أمل فى وقف إطلاق النار»، وحذر من أن ليبيا ستواجه أزمة إنسانية كبيرة إذا لم يتدخل المجتمع الدولى، بينما اتهم المتحدث باسم المجلس الرئاسى بطرابلس، مهند يونس، المبعوث الدولى بأنه يتعامل كأنه الحاكم الفعلى للبلاد، ودعا إلى طرده. وحول مسار مفاوضات جنيف، قال رئيس مجلس النواب الليبى، المعترف به دوليا، عقيلة صالح، أمس، إن المبعوث الدولى لم يستجب لقرارات مجلس النواب حول تشكيل لجنته للحوار مع حكومة طرابلس، وأضاف: «طلبنا استفسارا، ولم يستجب المبعوث الدولى لمعرفة من هم المشاركون من المستقلين، ولم يوضح جدول أعمال المؤتمر ولا مدته ولا آلية عمله». وجاء ذلك بعد إعلان مجلس النواب أنه سيعقد جلسة خلال أيام لبحث حوار جنيف، فيما بحث المجلس الأعلى للدولة الليبى بطرابلس، أمس، قرار مشاركته فى مفاوضات جنيف السياسية بعد تعليقها. وعلى صعيد متصل، بحث أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، تطورات الوضع الليبى مع وزير خارجية الكونغو جون كلود جاكوسو، خلال زيارته للقاهرة، أمس، وقال مصدر مسؤول بالأمانة العامة للجامعة إن: «اللقاء تناول تعزيز علاقات التعاون المتميزة بين الجامعة العربية وجمهورية الكونغو، والارتقاء بمسيرة الشراكة العربية الإفريقية فى ضوء العلاقات التاريخية وأواصر الصداقة الممتدة التى تجمع بين الجانبين». وعرض أبوالغيط جهود الجامعة لتثبيت الهدنة القائمة فى ليبيا والتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومرافقة الأطراف الليبية فى مسارات التسوية العسكرية والسياسية والاقتصادية، وذكر المصدر أن أبوالغيط وجاكوسو اتفقا على أهمية توسيع التعاون القائمة بين الجامعة واللجنة الإفريقية رفيعة المستوى لتحقيق التكامل بين الجهود العربية والإفريقية لتسوية الأزمة الليبية، وتنفيذ مخرجات قمة برلين.