رفض مجلس النواب الأمريكى، مساء أمس الأول، اقتراحا لإطلاق إجراءات عزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وذلك بعد اشتعال موجة من الغضب العارم بعد أن وجّه ترامب انتقادات عنصرية لأربع نائبات ديمقراطيات، وطالبهن بالعودة إلى بلادهن، وبعد أن ندد المجلس فى بيان بترامب ووصف تصريحاته بحق النائبات بأنها عنصرية. وصوّت 332 نائبا ضد الاقتراح الذى قدّمه النائب الديمقراطى آل جرين، حول ما إذا كان يقتضى إطلاق إجراءات عزل ترامب، فى حين أيده 95 من أعضاء المجلس، وانضم النواب الديمقراطيون البالغ عددهم 235 نائبا والذين يشكلون الغالبية، إلى زملائهم الجمهوريين لإرجاء اقتراح عزل ترامب إلى أجل غير مسمى، على الرغم من إبداء عدد كبير من الديمقراطيين رغبة فى إطلاق إجراءات العزل، وبعد انتهاء التصويت علّق ترامب على «تويتر» قائلا: بأن الجهود الرامية إلى عزله «انتهت»، وقال: «هذا ربما المشروع الأكثر سخافة واستهلاكا للوقت الذى اضطررت للعمل عليه» وأضاف: «لا يجب السماح أبدا بأن يحدث هذا لرئيس أمريكى مجددا». وكان جرين فشل مرتين فى تمرير قرار بمساءلة ترامب، لكن إجراء أمس الأول، كان الأول من نوعه الذى يتناول فيه المجلس بكامل أعضائه المسألة منذ أن انتزع الديمقراطيون الأغلبية هذا العام. وفى الوقت نفسه، واصل ترامب خلال تجمع انتخابى هجماته على الديمقراطيين الذين «يكرهون» أمريكا غداة قرار الكونجرس الذى ندد بتغريداته «العنصرية»، وقال خلال تجمع لأنصاره الجمهوريين فى جرينفيل بكارولاينا الشمالية: «هذه الإيديولوجيات اليسارية تريد تدمير دستورنا والقضاء على القيم التى قامت على أساسها أمتنا الرائعة» وأضاف: «اليوم نجدد تصميمنا ونرفض أن تصبح أمريكا بلدا اشتراكيا» وذكر ترامب مجددا النائبات الديمقراطيات الأربع المتحدرات من أقليات ونصحهن بالعودة من حيث أتين، وهن: الصومالية الأصل إلهان عمر من مينيسوتا، وألكسندريا أوكاسيو- كورتيز من نيويورك والفلسطينية الأصل رشيدة طليب، وأيانا بريسلى، وعندما ذكر ترامب، إلهان عمر، ردد الجمهور هتافات: «اطردوها!»، ووصف النائبات بأنهن «شريرات اشتراكيات، وبأنهم لسن أمريكيات»، ولكنه كثف انتقاداته لألكسندريا أوكازيو- كورتيز، وقال: «ليس لدى الوقت لذكر اسمها الكامل، سنسميها كورتيز»، وكانت كورتيز أثارت جدلا وشبهت مراكز تجميع المهاجرين على الحدود ب«معسكرات الاعتقال». وجدد ترامب دعوته للنائبات بقوله: «بوسعهن مغادرة البلاد إذا كانت سياساته بشأن قضايا مثل الهجرة والدفاع عن إسرائيل لا تعجبهن»، وأضاف: «تصريحات أولئك النائبات، تساعد فى ظهور يسار متطرف متشدد خطير، ولدى اقتراح الليلة للمتطرفات اللائى تملؤهن الكراهية وتحاولن باستمرار تمزيق بلدنا، ليس لديهن أى كلام طيب ليقلنه، لذلك أقول: إذا لم يكن الأمر يعجبهن، فدعوهن يغادرن، دعوهن يغادرن». وتابع: الديمقراطيون حزب الضرائب المرتفعة ومعدلات الجريمة العالية والحدود المفتوحة والإجهاض المتأخر والتعصب والانقسام، الحزب الجمهورى هو حزب كل الأمريكيين وقيم الأمريكيين. وبات ترامب يراهن على تعبئة الناخبين البيض ويسعى لإثارة الانقسامات فى صفوف خصومه الديمقراطيين خلال انتخابات الرئاسة المقررة فى 2020، فى حين يبدو أن تغريداته العنصرية لم تؤثر على شعبيته فى صفوف الجمهوريين التى زادت 5 نقاط إلى 72% بحسب استطلاع ل«رويترز»، ونوه ترامب لفوزه التاريخى فى 2016، قائلا: «علينا أن نعيدها» وردد مناصروه: «4 سنوات إضافية».