تعد السمنة حاليا هي المسبب لأكثر من 4 أنواع سرطانية شائعة في بنسبة أعلى من التدخين، وفقا لمؤسسة أبحاث السرطان في المملكة المتحدة. ووفقا لشبكة «سكاي نيوز» البريطانية، توصلت الأبحاث الطبية إلى إن سرطانات الأمعاء والكلى والمبيض والكبد من المحتمل أن يكون سببها زيادة الوزن أكثر من تدخين التبغ. وتقول الأبحاث إن الملايين معرضين لخطر الإصابة بالسرطان بسبب وزنهم وأن عدد الأشخاص على مستوى العالم الذين يعانون من السمنة المفرطة يفوق عدد المدخنين بنسبة شخصين لشخص واحد. وتحدث نتيجة البحث تغيرا في خريطة العوامل المسببة للسرطانات في العالم، إذ تصنف منظمة الصحة العالمية التدخين بأنه السبب الرئيسي للسرطان بشكل عام، وتليه السمنة في المرتبة الثانية. لكن في الوقت الذي تتناقص فيه معدلات التدخين حول العالم، تزداد السمنة، وهو ما يتفق عليه خبراء الصحة. وفي حين أن العلاقة بين السمنة والسرطان مؤكدة، فإن الآليات البيولوجية التي تقف وراءها لم يتم فهمها بشكل كامل حتى الآن. وتصنع الخلايا الدهنية هرمونات وعوامل نمو إضافية تخبر الخلايا في الجسم بالانقسام أكثر، وهذا يزيد من فرصة صنع خلايا سرطانية. ويقول الخبراء إن النشاط البدني ربما يلعب دورًا كبيرًا أيضًا. كما أن فرط الوزن أو السمنة لا يعني أن الشخص سيصاب بالسرطان بالتأكيد ولكنه يزيد من خطر الإصابة به. وهذا الخطر أعلى كلما زاد وزن الشخص. ووفقًا لأبحاث السرطان في المملكة المتحدة، ترتبط 13 سرطانية مختلفة بالسمنة: الثدي (عند النساء بعد انقطاع الطمث)، والأمعاء، البنكرياس، والمريء (أنبوب الغذاء، والكبد، والكلى، والمعدة، والمرارة، والرحم، والمبيض، والغدة الدرقية المايلوما (سرطان الدم)، والأورام السحائية (سرطان الدماغ). والصلة بين السمنة والسرطان ترتبط بالبالغين فقط، رغم أن الوزن الصحي مهم للأطفال أيضًا. وقالت الجمعية الطبية البريطانية إن الحكومة كانت بطيئة في تقييد الإعلانات غير الصحية للأغذية والمشروبات. وأضافت «رغم أننا ندرك تماما المخاطر الصحية المرتبطة بالتدخين، إلا أنه تم إلقاء جهد أقل لمعالجة السمنة التي أصبحت الآن سببا رئيسيا للسرطان». وتابعت أنه «يتعين على العائلات وشركات المواد الغذائية والحكومات أن تلعب دورها إذا أردنا تجنب نسخ مثال أمريكا الضار والمكلف».