بقلم د. ياسر الدرشابي إن الخبر الذي نُشر مؤخراً عن أن المخلوع و المخلوعة المحبوسين مستعدان للتنازل عن ثرواتهما للشعب المصري هو خبر مستفز جداً و من شأنه أن يثير غضب الشارع الذي لن يقبل أن يضحك عليه أحد. التنازل يكون عن شيء تمتلكه لا عن أشياء تسرقها أو تغتصبها، فكيف نقبل أن يقولون أنهم "مستعدون للتنازل"، أم إنها نفس لغة الغطرسة و التعالي التي كانت و مازالت تستفز الشعب و تحرق دمه؟ و لماذا يتفضلون علينا بالتنازل ؟ الأموال التي سَرقوها سترجع للشعب شاءوا أم أبوا بعد أن تتم محاكمتهم و إدانتهم. فنحن غير قلقين علي الأموال بقدر قلقنا و مطالبتنا بسيادة القانون و سيف العدالة. و ماذا عن الأموال التي هُربت و لا يعلم أحد عنها شيء؟ و الأموال التي بالخارج؟ و هل لمثل هؤلاء أي مصداقية ؟!!! لا و ألف لا لن يخدعنا أحد بعد الأن أبداً. و هل سيعيدون للشعب دماء الشهداء ؟ هل سيعيدون للشعب كرامته التي أهدروها؟ و شخصيته التي محوها؟ هل سيعيدون لنا ثلاثين عاماً من عمرنا نجسوها و أحلام كثيرة وأدوها و زهرة شباب قتلوها؟ هم لا يستحقون أن تطأ أقدامهم النجسة أرض هذا الوطن الذي جاء عليه وقت كان أكبر حلم لملايين المواطنين فيه هو فقط أن يرحل المخلوع و عائلته عن أرضه، و لكن الكبر و الغرور جعله يرفض و جعلنا ننتصر، و لم ننتصر و نجود بالغالي و النفيس و نضحي بالشهداء لنُهزم بعد ذلك أو نُخدع من المحبوسين المدعين المرض في خزي و مزلة. إنه لن يرُد الحياة لمن إستشهد و هو يدافع عن الحرية و لن يعيد لمن فقد ذراعه ذراعاً أخري و لن يعيد البصر لمن فقد عينيه و لن يعيد الصحة لألاف الذين أصبحوا معاقين في شبابهم و هم خيرة أبناء مصر. هل سيشفي مرضي السرطان و الكبد الوبائي أم إنه سيعيد الحق لكل من ظلم في عهده الفاسد. هل سيعيد إلي الحياة شهداء كنيسة القديسين و كل ضحايا الفتنة الزائفة التي كان و مازال يعمل كالشيطان علي إشعالها. هل سيعيد لمصر مكانتها في العالم و هل سيعيد عجلة التاريخ لتلحق مصر بركب الحضارة الذي فاتها و سبقها إليه دويلات لم نكن نسمع عنها أم إنه سيعيد كرامة المصري التي أُهدرت بسببه و أصبحت شبحاً يطاردنا حول العالم؟ ألم يخرج علينا في قناة العربية يكذب و يُهدد و يتوعد؟ لا أبداُ لن ننسي و لن ينسي التاريخ كل هذا، بل إننا نتوعده و يتوعده التاريخ بمكان في مزبلته و سنري فيه حكم الدنيا و الآخرة و سيكون علي مر العصور عبرة لمن يعتبر حتي لا يتولي أمرنا من يفسد و يظلم و يشيع بيننا الفتن و البغضاء. إذا أمكن لأحد أن يطالبنا بالتسامح مع الشيطان فليطالبنا بالتسامح مع المخلوع و أحذروا أن يفلت من أيدي العدالة فتتلقاة أيدي و أرجل الثوار الذين قاموا و لن يسمحوا أن يلتف عليهم أحد. عظيمة يا مصر .