46 عامًا من الخبرة العملية و82 عامًا من الخبرة الحياتية، كانت تجلس على كرسيها المعتاد في النادى الأرمنى بمصر الجديدة. هكذا اعتاد «مسيو أرمان أرزرونى» المصور الفوتوغرافى الأرمنى سويسرى الأصل، والذى يتم عامه الثانى بعد الثمانين في يونيو المقبل، لكنه كالكاميرا يحتفظ بذاكرة فوتوغرافية حديديّة. ولد أرمان في مدينة لوزان السويسرية عام 1937 وأمضى طفولته في منطقة مصر الجديدة، حيث كان والده أرمناك أرزرونى يعمل مصورًا فوتوغرافيًا ذائع الصيت ويمتلك استديو خاصًا في شارع مصطفى كامل بوسط البلد، حتى أغلق الوالد الاستديو في خمسينيات القرن الماضى، وانتقل بعمله إلى شارع طلعت حرب، وهناك الاستديو الذي ورث «أرمان» العمل به بعد وفاة الوالد. يقول «أرمان» ل«أيقونة»، إنه بدأ نشاطه بتصوير الأفراح، فكان العريس والعروس يأتيانه في الاستديو في بدء الأمر، حتى تطور الأمر وأصبحت الأفراح تعقد في فنادق كبرى، وهنا انتقل «أرمان» بعمله خارج الاستديو فيأخذ معداته إلى قاعة الفرح. هكذا إذًا كانت نوعية زبائن «أرمان»، الذي عُرف عنه تصوير الأفراح الراقية، فهو يقول إنه طوال 46 سنة عمل فيها، لم يصادف مواقف خارجة عن المألوف في زبائنه سوى القليل منها مثل ما يحكى عنه، أن أحد العرسان، رفض صور زفافه وطالب باستعادة المقابل، وتمزيق الصور، ليعرف المصور الشهير في النهاية أنه اختلف مع عروسه وطلقها في ذلك الوقت، والأغرب أنه دعا «أرمان» لتصوير زيجته الثانية، . يقول أرمان أرزرونى، إنه صوّر الرئيس الأسبق محمد نجيب،، كما صوّر الرئيس جمال عبدالناصر وزوجته ليلة زفافهما في استديو طلعت حرب، وكذلك زوجته وبناته في مناسبات مختلفة، كما التقط صورًا لأسرة الرئيس السادات وابنتيه من زوجته الأولى، ويضم متحف جمال عبدالناصر في منشية البكرى بعضًا من صوره للرئيس الراحل وأسرته. يرى «أرمان أرزرونى» أن التصوير أصبح سهلًا وبلا حرفية في عصر التطور التكنولوجى حاليًا، فكل من يمتلك هاتفًا محمولًا يمتلك آلية للتصوير، فهو يرى أن مصورى السابق كانت لديهم الحرفة والاحترافية بمعاونة المعدات، لكن الآن المعدات هي السيّد إلا أنها قد تحتاج ربما إلى حس التصوير لدى من يمتلكها فقط.
