المستندات المطلوبة للتصالح على مخالفات البناء في المدن الجديدة    قصواء الخلالي: تهجير الفلسطينيين كان ولا يزال خطا أحمر للدولة المصرية    تفاصيل مشادة علي معلول مع لاعب الزمالك المعار.. مشهد لم ترصده الكاميرات    بعد مصرع 4 أشخاص.. القبض على السائق المتسبب في وقوع حادث مروع على الدائري    «الصحفيين» ترفض قرار «الأوقاف» بمنع تصوير الجنازات.. وتؤكد: مخالف للدستور والقانون    تيسيرًا على الوافدين.. «الإسكندرية الأزهرية» تستحدث نظام الاستمارة الإلكترونية للطلاب    سر الأهلي.. هل ينهي الزمالك خطيئة جوميز مع جروس؟    وزير الشباب: إنشاء حمام سباحة وملعب كرة قدم بمدينة الألعاب الرياضية بجامعة سوهاج    واشنطن بوست: الولايات المتحدة تعرض على إسرائيل دعما استخباراتيا بديلا لاقتحام رفح الفلسطينية    الصور الأولى من حفل زفاف ابنة مصطفى كامل    رمضان عبد المعز: لن يهلك مع الدعاء أحد والله لا يتخلى عن عباده    الرقابة الإدارية تستقبل وفد مفتشية الحكومة الفيتنامية    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية    وكيل صحة الشرقية يتفقد مستشفى العزازي للصحة النفسية وعلاج الإدمان    خنقها برباط حذائه.. الإعدام لعامل بناء قتل ابنة شقيقه بسوهاج    وزير الرياضة يطمئن على لاعبة المشروع القومي بعد إجرائها عملية جراحية    سلوفينيا: ممتنون لمصر لمساعدة مواطنينا في غزة على العودة    فيلم السرب يواصل سيطرته على شباك تذاكر السينما.. وعالماشي يتذيل القائمة    هدى الأتربى تكشف تفاصيل مسلسلها القادم مع حنان مطاوع    بكلمات مؤثرة.. إيمي سمير غانم تواسي يسرا اللوزي في وفاة والدتها    كنيسة يسوع الملك الأسقفية بالرأس السوداء تحتفل بتخرج متدربين حرفيين جدد    في عيد النصر بوريسينكو: مصر عانت مثلنا من الحروب    شراكة بين بنك القاهرة وشركة متلايف لتقديم خدمات التأمين البنكي عبر 150 فرعا    «جوالة جامعة الزقازيق» تُنظم دورة تدريبية عن الإسعافات الأولية    اليوم العالمى للمتاحف.. متحف إيمحتب يُطلق الملتقي العلمي والثقافي "تجارب ملهمة"    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة محملة بطيخ بقنا    وزير الأوقاف يحظر تصوير الجنائز بالمساجد مراعاة لحرمة الموتى    عمرو الورداني للأزواج: "قول كلام حلو لزوجتك زى اللى بتقوله برة"    محافظ القليوبية يناقش تنفيذ عدد من المشروعات البيئة بأبي زعبل والعكرشة بالخانكة    إحالة أوراق طالب هتك عرض طفلة للمفتي    خالد عبدالغفار: وزارة الصحة وضعت خططا متكاملة لتطوير بيئة العمل في كافة المنشأت الصحية    رئيس"المهندسين" بالإسكندرية يشارك في افتتاح الملتقى الهندسي للأعمال والوظائف لعام 2024    «هشمت رأسه وألقته من أعلى السطح».. اعترافات المتهمة بقتل زوجها في قنا    سانت كاترين تستقبل 1300 سائح من مختلف جنسيات العالم    محافظ كفر الشيخ يعلن بدء التشغيل التجريبي لقسم الأطفال بمستشفى الأورام الجديد    أخبار الأهلي : طلبات مفاجئه للشيبي للتنازل عن قضية الشحات    نقيب الأطباء يشكر السيسي لرعايته حفل يوم الطبيب: وجه بتحسين أحوال الأطباء عدة مرات    مواصفات وأسعار سيات إبيزا 2024 بعد انخفاضها 100 ألف جنيه    إلغاء جميع قرارات تعيين مساعدين لرئيس حزب الوفد    آخرها هجوم على الاونروا بالقدس.. حرب الاحتلال على منظمات الإغاثة بفلسطين    نتائج منافسات الرجال في اليوم الثاني من بطولة العالم للإسكواش 2024    جيش الاحتلال الإسرائيلى: نحو 300 ألف شخص نزحوا من شرق رفح الفلسطينية    «الأرصاد» تكشف حقيقة وصول عاصفة بورسعيد الرملية إلى سماء القاهرة    بعد ثبوت هلال ذي القعدة.. موعد بداية أطول إجازة للموظفين بمناسبة عيد الأضحى    قروض للشباب والموظفين وأصحاب المعاشات بدون فوائد.. اعرف التفاصيل    البابا تواضروس يدشن كنيسة "العذراء" بالرحاب    التنمية المحلية: استرداد 2.3 مليون متر مربع بعد إزالة 10.8 ألف مبنى مخالف خلال المراحل الثلاثة من الموجة ال22    إحالة العاملين بمركز طب الأسرة بقرية الروافع بسوهاج إلى التحقيق    منها المهددة بالانقراض.. تفاصيل اليوم العالمي للطيور المهاجرة للبيئة    المشاركة ضرورية.. النني يحلم بتجنب سيناريو صلاح مع تشيلسي للتتويج بالبريميرليج    مباشر مباراة المنصورة وسبورتنج لحسم الترقي إلى الدوري الممتاز    ما حكمُ من مات غنيًّا ولم يؤدِّ فريضةَ الحج؟ الإفتاء تُجيب    المفتي يحسم الجدل بشأن حكم إيداع الأموال في البنوك    آخرهم فرنسا.. دول تدعو الاحتلال لوقف عملياته داخل رفح    سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 11-5-2024    حادثة عصام صاصا على الدائري: تفاصيل الحادث والتطورات القانونية وظهوره الأخير في حفل بدبي    مجلس الأمن يدعو إلى إجراء تحقيق مستقل وفوري في المقابر الجماعية المكتشفة بغزة    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تقصف منزلًا في شارع القصاصيب بجباليا شمال قطاع غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«السويدى».. الدراسة مجانية.. والمصانع تنتظر الطلاب

بحلول العاشرة صباحًا، كانت ساحة أكاديمية السويدى «STA» والتى تبعد مئات الأمتار عن مدخل «1» بمدينة العاشر من رمضان، امتلأت عن آخرها بالطلبة الحاصلين على الشهادة الإعدادية وأولياء أمورهم، للالتحاق بالدراسة فى الأكاديمية التى تتمتع بسمعة جيدة وتوفر لطلابها زياً مدرسياً، وتدريباً عملياً ومكافأة شهرية، ووجبات مدرسية ومواصلات لنقلهم من منازلهم إلى الفصول.
أيمن حسن دياب، أحد أولياء الأمور، كان بصحبة ابنه الحاصل على مجموع 99.5 %، ليس لأنه يريد الاكتفاء بحصول ابنه على مؤهل متوسط، أو فرصة عمل بمصانع السويدى، المعروفة، ولكن لأن المؤسسة التعليمية «مثال فى الالتزام، واحترام آدمية الآباء والطلبة»، كما أنه لا يدفع مصروفات دراسية، فضلاً عن توفير ما كان سينفقه حال التحاق نجله بالثانوية العامة.
بمجرد الدخول إلى مبنى الأكاديمية الموجود وسط المنطقة الصناعية الثالثة بمدينة العاشر، يلاحظ الزائر نظاما لونيا للتفرقة بين الفصول والمختبرات والمعامل، ويشاهد لافتة تعزز فكرة أن نظام الدراسة فى الأكاديمية مختلف عن الصورة النمطية للتعليم الفنى الصناعى، وتتمثل فى لافتة «مختبر الابتكارات» وهو معمل له واجهة زجاجية، خلفها نماذج لمحولات ودوائر كهربائية نفذها طلاب بأيديهم، وهى حسب قول أوفا فيكينبيرج، الألمانى الجنسية مدير البرامج التدريبية بالأكاديمية، «أنشطة خارج المنهج» ولكن تنص عليها السياسة التعليمية للأكاديمية التى تنتمى لما يعرف بمدارس «التعليم المزدوج» حول العالم، وهى ألمانية بالأساس، وتقدم للطلاب تعليماً نظرياً لمدة يومين فى المدرسة، و4 أيام فى المصنع.
لا يتسع أى فصل بالأكاديمية لأكثر من 16 مقعداً بأى حال، وهو العدد القياسى المُطبق فى جميع الفصول، وتم تصميم المقاعد تصميمًا صديقاً للأعمدة الفقرية للطلبة.
فى أحد الفصول كان أحمد نبيل، المدير التنفيذى ل«STA»، يتابع حصة أوضح طبيعتها بقوله: «الحصة دى لتجربة أحد المدرسين الجدد المتقدمين لشغل وظيفة معلم بالأكاديمية، ويحضر الحصة مدرسون آخرون، فضلا عن عدد من طُلاب المدرسة، اللى هيقولوا رأيهم فى الشرح، ولو استوعبوا الدرس، سيتم قبول المدرس».
بدأت علاقة أحمد نبيل، بالأكاديمية، قبل بدايتها عام 2011، عندما كانت مجرد فكرة نابعة من احتياجات المؤسسة فى العمالة الفنية، «كنا بنصرف فلوس كتير أوى لتدريب العمال عشان يشتغلوا وأحيانًا كنا بنضطر لتعيين مهندسين كفنيين لضمان الجودة، وده مُكلف جداً، وتطورت الأكاديمية بمرور الوقت، حتى وصلت لما هى عليه اليوم».
فى واحد من 4 معامل ذكية بالأكاديمية يشرح نبيل، طبيعة أقسام الأكاديمية بقوله: «طول الوقت فيه فجوة بين الدراسة والتطبيق، لكن فى الأكاديمية ما يدرسه الطلاب يطبقونه فى المصنع لأننا لغينا الفجوة دى»، بحسب نبيل، تقدم الأكاديمية المعرفة فى أربعة أقسام هى: ميكانيكا صيانة وإصلاح، ومكونات طاقة، وإلكترونيات صناعية، وخدمات لوجستية، بعضها يؤهل الطُلاب للتدريب داخل مصانع السويدى، والبعض الآخر يؤهلهم للتدريب والعمل فى مصانع أخرى من خلال بروتوكول تعاون، لصالح مصانع أخرى، مثل لوريال للمصاعد ومانتراك للمعدات الثقيلة.
منذ 2014، بدأت أكاديمية السويدى فى تحويل نظام التدريس بها إلى نظام تدريس ذكى يعتمد على السبورات الذكية وتخصيص جهاز تابلت لكُل طالب، مع تحويل المناهج لنسخ إلكترونية، وبحسب نبيل، تمتلك الأكاديمية تجربة متميزة فى استخدام وصيانة أجهزة التابلت «لدينا فى الأكاديمية 200 جهاز تابلت يتناوب على استخدامها 600 طالب هم قوة المدرسة، ولدينا موظف مختص لتنظيم شحن الأجهزة وصيانتها»، لافتاً إلى أن إدارة الأكاديمية قدمت النصح لوزارة التربية والتعليم فيما يخص تجربة التابلت لتعميمه العام الدراسى القادم.
تضم الأكاديمية نوعين من العاملين هشام نبيه، مدير المعامل مدرس منتدب من وزارة التربية والتعليم للأكاديمية لتميزه، والثانى، خريجو كلية الهندسة الذين يمثلون القسم الأكبر من المدرسين. وتقبل الأكاديمية الطُلاب الحاصلين على مجموع فوق 200 درجة، بعد اجتيازهم لعدد من الاختبارات الطبية والإدراكية، وأخيرًا المقابلة الشخصية، والتى تساهم جميعًا فى اختيار الطالب الأنسب للدراسة والعمل بالمجال، بالمقابل، تقدم الأكاديمية للطالب المقبول خطة تدريبية لعام كامل، ويوقع الطالب على لائحة سلوكية داخل الأكاديمية للثواب والعقاب ولا تشمل أى تعنيف.
داخل الأكاديمية، التقت «المصرى اليوم» عدداً من الطُلاب، والذين تبدو عليهم على حداثة أعمارهم نزعة قيادية، يرجعها نبيه لاهتمام الأكاديمية بالجانب النفسى وشخصية الطلاب، فإلى جانب التدريب فى المصنع، والمواد الثقافية كاللغة العربية والإنجليزية، تحرص الإدارة على تقديم حصص للطلاب لدعم ثقتهم فى أنفسهم وقدرتهم على تخطيط مستقبلهم.
يوسف نبيه، أحد طُلاب الأكاديمية ويدرس بصفها الثانى، وتكفلت سنة دراسته الأولى بالأكاديمية بتغيير موقفه الرافض تمامًا لفكرة التعليم الفنى، إلى طالب عاشق لهذا النوع من المعرفة حيث يقضى معظم وقته بين الأكاديمية والمصنع «كنت رافض تمامًا فكرة الصنايع، ولكن دخلتها علشان أهلى، بس لقيت نضافة فى المعاملة واحترام، فبقيت أنا اللى عاوز أكمل»، بمرور عام، أصبح يوسف يدرك مزايا تخرجه من الأكاديمية «الدراسة هنا بتأهلنى للتعيين بالمصنع، وحتى لو ما تعينتش، هروح أى حتة بشهادة من السويدى».
يؤكد يوسف أن تجربته بالأكاديمية غيرت كثيرًا فى قناعاته، فالدراسة ليست تجربة مملة دوماً «عندنا سمارت بورد، وألعاب تعليمية مفيدة وممتعة»، أما الاستيقاظ المبكر «الأول كنا مش بنحب الصحيان بدرى، دلوقتى اتعودنا عليه، وبقينا بنحرص عليه، ثقافتنا اتغيرت فى كل حاجة»، أما الطالب أحمد حسن حفنى، من محافظة الشرقية، فسبق يوسف فى الالتحاق بالدراسة بعامين، وتخرج بمجموع 92%، وتنتظره وظيفة بأحد مصانع السويدى للكابلات، ولم يكن التعليم الفنى على هواه من البداية «كنا بنسمع إن التعليم الفنى ده حصالة، طبعا الاقتراح جه من الأهل وسمعت كلامهم، لكن أنا عمومًا لقيت نفسى فى المصنع».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.