تحولت منطقة «أساكل الغلال» الأثرية، التابعة لحى الجمرك، وتضم جزءاً من سور «الإسكندرية القديمة»، إلى مقلب للقمامة، فى ظل إهمال شديد، أرجعه البعض إلى جدل محتدم بين هيئتى الآثار الإسلامية والقبطية، والآثار المصرية، حول تبعية المنطقة لأى منهما. وانتقد وحيد إبراهيم، مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بالمحافظة، ما آلت إليه «أساكل الغلال» من إهمال مدمر – حسب وصفه – مرجعاً تفاقم المشكلة إلى «سلوكيات المواطنين» الذين يلقون القمامة بها يومياً. وأكد إبراهيم أحقية «الآثار الإسلامية» فى ضم المنطقة والإشراف عليها، مشيراً إلى محاولات جادة لاستصدار قرار من المجلس الأعلى للآثار بهذا المعنى. وقال: «أساكل الغلال هى جزء من سور الإسكندرية القديمة، الذى تم تجديده فى العصر الإسلامى، لكن مع اضمحلال مكانة الإسكندرية فى العصور الماضية تم ضم أساكل الغلال إلى هيئة الآثار المصرية». من جانبه، قال علاء الشحات، مدير عام آثار الإسكندرية والوجه البحرى، إن أساكل الغلال حالياً تعد أثراً مشتركا بين الآثار الإسلامية القبطية، وهيئة الآثار المصرية، مشيراً إلى أن المنطقة بما يحيط بها من صهاريج، «من المفترض أن تتبع الآثار الإسلامية، لكن تم ضمها للآثار المصرية بأمر من المجلس الأعلى للآثار». وحذر الشحات من أن «سلوكيات المواطنين» تهدد بقاء هذا الأثر التاريخى، خاصة بعد فشل كل محاولات مسؤولى الآثار لمنع إلقاء القمامة بها، مشيراً إلى استخراج ما يقرب من 30 طناً من القمامة شهرياً من داخل الأثر. وقال الشحات: «وجّهنا إنذارات مكتوبة إلى قاطنى المساكن المحيطة لمنعهم من تشويه الأثر، لكنها لم تأت بفائدة، ونجرى حالياً دراسات لإعادة بناء سور حول أساكل الغلال لتمكين المحافظة من متابعة النظافة بها يوميا»، وأشار إلى وجود تنسيق بين المجلس الأعلى للآثار والمحافظة لتوفير الميزانية التى تغطى عمليات الحفر والتنقيب، ودراسة أهمية الحفائر بأرض الأثر، وتوفير أماكن بديلة للسكان، تمهيداً لبدء عمليات الحفر والتنقيب بالمنطقة. فى المقابل، أبدى اللواء محمد عيد، رئيس حى الجمرك، استعداد الحى لبدء عمليات تنظيف الأثر، «فى حالة طلب هيئة الآثار أو المحافظة ذلك». وعن تاريخ «أساكل الغلال»، قال أحمد عبدالفتاح، المستشار الثقافى للمجلس الأعلى للآثار: «تعتبر المنطقة اكتشافاً أثرياً مهماً للمحافظة، ترجع إلى العصر الرومانى، لكونها تمثل جزءاً من سور الإسكندرية القديمة، بالإضافة إلى جزء من بوابة ترجع إلى العصر الإسلامى كان يطلق عليها باب الخوجة».