«هنا إمبابة.. جمهورية المناطق الشعبية فى مصر».. وفى أحد أكبر شوارعها، بالقرب من قسم إمبابة، تم تدشين أول حديقة من نوعها فى مصر تحمل الشعار الأهم للسيدات فى المحروسة، «أول منطقة صديقة للنساء والفتيات»، ربما تبدو أنها تميل للعنصرية، لكنها تبحث عن الأمان للنساء والفتيات، بعيداً عن التحرش والمضايقات من جانب الرجال. تتنوع الأنشطة الترفيهية داخل الحديقة المُلحق بها حمام سباحة خاص، إذ تنقسم إلى أكثر من غرفة يتواجد فيها متطوعون باستمرار لمتابعة تعلم النساء المهن والأنشطة الفنية التى يزاولنها، كنشاط ورش تعلم فن «الكورشيه» وناد للكتاب. الفكرة أطلقتها الوكالة الدولية للتنمية الأمريكية، وهيئة الأممالمتحدة، بالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، بحثاً عن «متنفس آمن» للسيدات، خاصة فى المناطق الشعبية. ووفقاً لبرنامج الجهات الثلاث، فستتم إقامة حديقتين مماثلتين فى منشية ناصر وعزبة الهجانة، ضمن برنامج «مدن آمنة خالية من العنف ضد النساء والفتيات»، بتمويل من الوكالة الأمريكية. تقول يسرية عبدالعزيز، 33 عاماً، إحدى السيدات اللاتى شاركن فى هذا المعرض: «كسيدات نحاول أن نجد مساحة بعيدة عن العنف اللفظى والجنسى الذى يُمارس ضدنا، سواء فى البيت أو الشارع أو العمل.. هذه المنطقة تمنحنا المساحة التى لم يمنحنا إياها المجتمع». من جانبها، تؤكد الدكتورة إقبال السمالوطى، رئيسة جمعية حواء المستقبل، إحدى المشاركات فى إطلاق المشروع، أن تأسيس المساحة ليس محاولة لعزل المرأة بقدر السعى لتمكينها فى المجتمع اقتصادياً وثقافياً وسياسياً واجتماعياً فى الأماكن العامة عبر خلق بيئة مناسبة لتنمية مواهبها.
