قالت وزارة الصحة إنه تم اتخاذ إجراءات رادعة ضد الطبيب الذى روّج منشورًا مثيرًا للجدل على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، يدافع فيه عن الختان، ويشرح أهميته للفتاة من منظوره الطبى، ووقفه عن العمل وتحويله للتحقيق. وأوضح الدكتور على محروس، رئيس الإدارة المركزية للعلاج الحر والتراخيص، ل«المصرى اليوم»، أن حديث الطبيب، لا علاقة له بالطب، وهدفه إحداث بلبلة بالمجتمع، ويجب أن يتم التعامل معه بحزم وصرامة. وأضاف أن هذا الطبيب له توجهات واضحة فى حديثه، مؤكدًا أنه سيتم تحويله للجنة التأديبية بنقابة الأطباء، واتخاذ إجراءات لسرعة شطبه من عضوية النقابة ووقف ترخيص مزاولة المهنة له، بموجب القانون الذى يُجرم تلك الظاهرة. «المصرى اليوم» تواصلت مع الطبيب، عبر صفحته على «فيسبوك» التى تحمل اسم مستشفى تبارك الأزهرى، لمعرفة دوافعه لمخالفة القانون الذى يُجرم تلك الظاهرة، وقال الطبيب أحمد عبده الأزهرى، إن الأمر بالنسبة لى محاولة لتدارك الأخطاء والأضرار التى تسبب بها قانون تجريم الختان، ورفع العقوبة عن الأطباء الممارسين لها، فيلجأ الناس للدايات والممرضات لعمل هذه العملية سرا فى البيوت، وهنا القانون يدفع الناس لضرر أكبر. وعقب ساعات قليلة من تدخل وزارة الصحة، قام الطبيب، أمس، بنشر اعتذار على صفحته، قبل أن يقوم بحذفه وتعطيل الصفحة الخاصة به. وأوضح أنه أخطأ فى تقدير المصلحة، قائلا: «كانت نيتى ومضمون كلامى توعية الناس بأضرار العمليات التشويهية وتقليل الضرر الذى انتشر بالمجتمع بسبب عمل هذه العمليات سرا، وإرشادهم للطرق الصحية شرعا وطبا وقانونا فى الحالات الضرورية لعمل الختان لها، والتى لا ينكرها حتى منكرو الختان، لكنى أدركت يقينا أنى أحرقت نفسى ولن يتغير شىء». من جانبه، قال الدكتور إيهاب الطاهر، الأمين العام لنقابة الأطباء، إن هذا الأمر غير مقبول على الإطلاق، فالأمور المجرمة بنص قانونى لا يجوز لطبيب أن يقوم بها تحت أى ظرف. وأضاف ل«المصرى اليوم» أنه فى مثل هذه الحالات ننتظر كنقابة أن تصلنا شكاوى رسمية ونبحثها فى الحال، أو لو كان هذا المنشور على صفحة الطبيب على «فيسبوك نحقق فيها، وبعد التأكد من ارتكاب الطبيب لفعل كالترويج لختان الإناث، تتم إحالته للجنة آداب المهنة بالنقابة للتحقيق معه، مؤكدًا أن النقابة ستحقق فى هذه الواقعة على الفور. وقال الدكتور عبدالحميد عطية، منسق مبادرة أطباء ضد الختان، إن سلوك هذا الطبيب أشبه بمن يدعو لارتكاب جريمة منصوص عليها فى قانون العقوبات بالسجن المشدد، مبديا تعجبه الشديد من هذا التصرف غير المسؤول. وأضاف «عطية»، ل«المصرى اليوم»، أن مبادرة «أطباء ضد الختان» خاطبت وزارة الصحة بضرورة عمل منشورات توعية على شهادات التطعيم الخاصة بالأطفال، بحيث يدون على الشهادة خطورة تلك الجريمة. وأوضح أن المبادرة انتهت مؤخرا من إعداد مادة علمية تدرس فى كليات الطب عن مخاطر الختان نفسيا وجسديا، وخاطبنا المجلس الأعلى للجامعات لإدراجها بالمناهج الدراسية، ومن المقرر أن يتم البدء فى تدريسها لطلاب أقسام النساء والتوليد فى العام الدراسى المقبل. بدورها طالبت منى أمين، مدير البرنامج القومى لمناهضة الختان، بضرورة استغلال الرفض المجتمعى لأمثال هذا الطبيب، فى القيام بحملات توعية أكثر بخطورة الختان، وتكملة خطوات كيفية تطبيق القانون الذى اعتبر تلك الممارسة جناية عقوبتها السجن المشدد. وشددت مدير برنامج الختان أنه فى حالة توقف الجهد الحكومى والمجتمعى لتعقب هؤلاء والتوعية بأضرار الختان، ستحدث «ردة» للخلف، خاصة أننا فى منتصف الطريق الآن، إما أن نستكمله ونصل للنهاية، أو نتوقف ونعود للخلف، ويظهر على الساحة المئات من أمثال هذا الطبيب الذين يتحدثون كذبًا عن الختان، بالمخالفة للشرع والقانون، مطالبة الحكومة ومؤسساتها المعنية بمواصلة الجهد لاستكمال التوعية فى هذا الموضوع الخطير. من ناحية أخرى، استقبل خط نجدة الطفل «16000» التابع للمجلس القومى للطفولة والأمومة بلاغا يفيد بقيام أحد الأطباء بأحد المستشفيات الخاصة، بدعوة الأهالى لختان أطفالهن من الإناث، بقيامه بنشر بيان عن فوائده على صفحة التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، وهو ما أثار حفيظة المتابعين وعلى أثر ذلك قام أحد المتابعين بتحرير بلاغ رسمى على نجدة الطفل والذى يحمل رقم 15356. وقال المجلس، فى بيان أمس، إنه تمت مخاطبة النائب العام لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة، مشيرا إلى أنه تم التوجه للعنوان المذكور، للتأكد من وجود المركز الطبى، وبالفعل تمت معاينة المكان، وتم تحرير بلاغ بالواقعة للإدارة العامة لحقوق الإنسان بمكتب النائب العام، لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
