قال مساعد رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، اللواء دكتور أحمد فودة، الذي قدم عرضا عن مشروع أنفاق قناة السويس، إنه «بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بتنفيذ أنفاق قناة السويس بدأنا العمل الجاد والمتواصل من التخطيط والتنفيذ لإنجاز العمل والتغلب على كافة المصاعب»، موضحا أن مرحلة التخطيط تضمنت اختيار مواقع الأنفاق بدقة لربط المحاور المرورية الطولية شرق وغرب القناة لخدمة مناطق التنمية في سيناء. وأضاف «فودة»، في كلمته خلال افتتاح السيسي عددا من المشروعات القومية بالإسماعيلية، أنه تم اختيار موقع الأنفاق بمدينة جنوب بورسعيد لخلق محور مروري بدأ من مدينة السلوم حتى مدينة رفح شرقا عبر الطريق الدولي الساحلي مرورا بالأنفاق. وأشار إلى أنه تم- أيضا- اختيار موقع الأنفاق بشمال الإسماعيلية لربط مدينة السلوم وجغبوب غربا بالعوجة شرقا، مضيفا أن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة قامت بالتعاقد مع أربعة شركات وطنية مصرية لتنفيذ هذا المشروع العملاق (بيتروجيب وكونكورد لأنفاق شمال الإسماعيلية والمقاولون العرب وأوراسكوم لأنفاق جنوب بورسعيد). ولفت إلى أنه تم تدبير أربع ماكينات حفر أنفاق من شركة (هيرنكنشت) كاملة بالمعدات المساعدة، وهي من أفضل الشركات العالمية في هذا المجال لتكون مملوكة للقوات المسلحة، وذلك لترشيد تكلفة التنفيذ وامتلاك القدرة على تنفيذ مشروعات أخرى في أي وقت وأي مكان. وذكر مساعد رئيس الهيئة الهندسية أنه تم التعاقد مع شركات ومكاتب عالمية لتقديم الاستشارات الهندسية والفنية لتحقيق قيمة مضافة للمشروع، مضيفا أنه تم استلام مواقع العمل بنهاية فبراير 2015، حيث توالى وصول ماكينات حفر الأنفاق اعتبارا من نوفمبر 2015 حتى مايو 2016، كما تم تجميع ماكينات حفر الأنفاق بمواقع العمل بأيدي المهندسين والفنيين والعمال المصريين. وأشار إلى أنه تم البدء في إنشاء وتجهيز المصانع والمحطات المساعدة من موقعي الأنفاق كالآتي: مصنع لإنتاج الحلقات الخرسانية بطاقة إنتاجية 15 حلقة يوميا، ومحطتا فصل وتنقية (البنتونايت) بقدرة 2800 متر مكعب في الساعة، ومحطات لخلط الخرسانة، ومحطتا خلط مادة الحقن حول جسم النفق قدرة 30 متر مكعب في الساعة، ومحطتا توليد الطاقة الكهربائية بقدرة 18 ميجاوات للمحطة الواحدة، ومحطتا هواء مضغوط لدعم اتزان التربة أثناء الحفر بقدرة 11 بارا للمحطة الواحدة، بالاضافة إلى إنشاء 4 خزانات مياه أرضية كل بسعة 6000 متر مكعب. وأشار «فودة» إلى أنه تم بدء العمل في تنفيذ الحفر المكشوف والأعمال المدنية لمداخل ومخارج الأنفاق بالتوازي مع توريد ماكينات الحفر وتركيبها وإنشاء المحطات المساعدة لاختصار الوقت، مضيفا أنه تم بدء أعمال الحفر باستخدام ماكينات حفر الأنفاق في يونيو 2016 بأول مكاينة، وذلك في أنفاق شمال الإسماعيلية ثم الماكينة الثانية في أغسطس 2016، وتم دخول الماكينة الثالثة والرابعة بأنفاق جنوب بورسعيد في نوفمبر وديسمبر 2016 على التوالي. وأوضح أن كل مجموعة انفاق تتكون من نفقي سيارات، كل نفق يخدم اتجاه مروري واحد مكون من حارتين، لافتا إلى أن طول النفق الواحد بشمال الإسماعيلية يبلغ 5820 مترا، حيث تم تنفيذ 4830 منها بأسلوب الحفر النفقي، و990 مترا بأسلوب الحفر المكشوف، بينما يبلغ طول النفق الواحد بجنوب بورسعيد 3920 مترا تم تنفيذ 2851 مترا بأسلوب الحفر النفقي، و1069 مترا بأسلوب الحفر المكشوف. واستطرد اللواء فودة، قائلا: «إن القطر الداخلي للأنفاق يبلغ 11.4 متر فيما يبلغ القطر الخارجي 12.6 متر، ويبلغ الارتفاع الصافي أعلى الحارات المرورية 5 أمتار ونصف، وتبلغ المسافة الفاصلة بين النفقين 12.6 متر، لافتا إلى أن أقصى عمق للأنفاق من سطح الأرض يبلغ 70 مترا، ومن سطح المياه أسفل قناة السويس 44 مترا». وتابع: «يتم تبطين جسم النفق بحلقات خرسانية مسلحة تتكون الحلقة الواحدة من 9 قطع بإجمالي وزن 112 طنا للحقلة الواحدة، ويتم ربط النفقين بممرات عرضية كل ألف متر تستخدم في عمليات الإخلاء للأفراد في حالات الطوارىء»، مشيرا إلى أنه رغم مسار حفر الأنفاق أسفل قناة السويس وتجمعات سكنية قائمة بمدينة الإسماعيلية ومجموعة من الطرق والمحاور والعديد من المرافق أهمها خط غاز طبيعي رئيسي أعلى مسار الأنفاق ببورسعيد، إلا أنه تم تنفيذ أعمال الخط بكفاءة دون التأثير على أي من هذه المنشآت أو إيقاف الحركة المرورية بأي منطقة أو التأثير على حركة الملاحة بقناة السويس. وأوضح أنه تم خروج الماكينة الأولى بأنفاق شمال الإسماعيلية (النفق الجنوبي) في 4 ديسمبر 2017. وعقب ذلك تم عرض فيلم مصور عن كيفية خروج ماكينات الحفر المستخدمة في الأنفاق بأسلوب الحفر النفقي، وكذلك بأسلوب الحفر المكشوف.
