بعد 8 مباريات متتالية بدون تحقيق أي فوز، وبعد تراجع كبير في جدول الترتيب، من قمة الدوري الألماني إلى المركز السابع «مع إمكانية الهبوط بصورة أكبر عقب انتهاء باقي مباريات الجولة ال15 من الدوري الألماني»، انتهى صبر إدارة بوروسيا دورتموند مع المدرب الهولندي بيتر بوش، الذي انتهى مشواره مع النادي الألماني الكبير، وبعد 6 أشهر من توليه قيادة الفريق، بداية الصيف الماضي. لم يكن أحد يتخيل هذا السيناريو للنادي الألماني الكبير ولا للمدرب الهولندي، الذي حقق رقم قياسي في الدوري الألماني «بوندزليجا» هذا الموسم، عندما أصبح أول مدرب في تاريخ المسابقة يتمكن من الخروج بشباك نظيفة في مبارياته الخمسة الأولى في المسابقة، في إنجاز غير مسبوق. وحقق دورتموند رقم قياسي غير مسبوق في تاريخ «بوندزليجا»، عندما وصل رصيد الفريق إلى 16 نقطة بعد 6 جولات من بداية الموسم محققًا فارق تهديفي 18 هدفًا «حيث كان قد سجل وقتها 19 هدفًا واستقبل هدف وحيد في شباكه»، ليكون أعلى فرق تهديفي في تاريخ المسابقة بعد 6 جولات، ومتجاوزًا الرقم السابق «+ 17»، والذي امتلكه بايرن ميونخ بعد 6 جولات من بداية موسم «2015-2016». إلا أن كل هذه الأرقام اختفت تمامًا بمرور الوقت وبالتحديد بداية من الجولة الثامنة من المسابقة عندما تعرض الفريق لأول خسارة في الدوري، والتي جاءت على ملعبه ضد فريق لايبزيج، بنتيجة «3-2»، ومن وقتها والفريق لم يحقق أي فوز، ليس فقط على مستوى الدوري، بل على المستوى القاري أيضًا، في مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث حقق دورتموند نقطتين فقط في مجموعته محتلًا المركز الثالث بفارق الأهداف عن متذيل الترتيب، أبويل نيقوسيا، بطل قبرص، وهو الفريق الذي فشل دورتموند في الفوز عليه ذهابًا أو ايابًا «تعادل بنفس النتيجة (1-1)». دورتموند حقق فوز وحيد في أخر 13 مباراة بمختلف البطولات، وجاء هذا الفوز خلال كأس ألمانيا ضد فريق ماجديبورج، بنتيجة «5-0»، وهو الفريق الذي يلعب في دوري الدرجة الثالثة الألماني، في حين فشل دورتموند في تحقيق أي فوز في الدوري منذ الجولة السابعة «منذ الفوز (2-1) على أوجسبورج»، ومن بعدها أمضى دورتموند 8 جولات متتالية بدون أي انتصار «5 هزائم و3 تعادلات»، وجاءت أخر النتائج، مساء أمس السبت، في مباراة الجولة ال15 من «بوندزليجا»، وبخسارة دورتموند على ملعبه ووسط جماهيره بنتيجة «1-2» ضد فيردر بريمن، الذي دخل هذه المباراة وهو في المركز قبل الأخير في المسابقة. ومع سقوط دورتموند على ملعبه ضد أحد الفرق التي تصارع على الهبوط هذا الموسم، وتراجع الفريق للمركز السابع حاليًا، وهو المركز الذي قد يقل مع انتهاء الجولة، وابتعاده عن الصدارة بفارق 13 نقطة مع تبقي جولتين على نهاية مرحلة الشتاء، انتهى صبر إدارة النادي على المدرب الهولندي، والذي معه حقق دورتموند نتائج سيئة غير مسبوقة في العقد الحالي. ومع إعلان هانز يواخيم فاتزكه، الرئيس التنفيذي لبوروسيا دورتموند، التعاقد مع النمساوي بيتر ستويجر، المدير الفني السابق لفريق كولن الألماني، فإنه يبدو أن هذا القرار جاء لعدم وجود بدائل متوفرة من ناحية، وإيمانًا بمشروع المدرب النمساوي مع كولن، على مدار المواسم الأربعة الماضية من ناحية أخرى. ورغم إقالته من تدريب كولن، الذي يتذيل ترتيب الدوري الألماني، برصيد 3 نقاط فقط، الأسبوع الماضي، إلا أن فشل الموسم الجاري لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يخفي التطور الكبير على أداء كولن، والذي ساهم به «شتويجر» خلال السنوات القليلة الماضية. وتولى «شتويجر» تدريب كولن في صيف 2013، حينما كان الفريق ينافس في دوري الدرجة الثانية الألماني، وقاده بشكل سريع للتأهل ل«بوندزليجا» في الموسم التالي، حيث أنهى الفريق موسم «2014-2015» في المركز ال12. واصل كولن، تحت قيادة «شتويجر»، التقدم بترتيب الدوري الألماني، حيث أنهى موسم «2015-2016» في المركز التاسع، قبل أن يتمكن النادي النمساوي من تحقيق أفضل ترتيب له في العقد الحالي، باحتلاله المركز الخامس في الموسم الماضي، ليتأهل بشكل مباشر للمشاركة في الدوري الأوروبي. ولكن مع رحيل الفرنسي أنطوني موديست، نجم هجوم الفريق في الموسم الماضي، معارًا إلى فريق تيانجين الصيني، عاني كولن هجوميًا إلى حد كبير خلال الموسم الجاري، فاكتفى بتسجيل 6 أهداف، فيما استقبلت شباكه 27 هدف، ليصبح الفريق الأضع هجوميًا ودفاعيًا في «بوندزليجا» خلال الموسم الجاري، ما دفع إدارة النادي لتناسي إنجازات الموسم الماضي وإقالة «شتويجر». ولعل تولي «شتويجر» تدريب دورتموند حتى نهاية الموسم الجاري، قد تمثل له الفرصة المثالية لإعادة صنع إسمه مجددًا على مستوى الكرة الألمانية والأوروبية، خاصة مع امتلاك «أسود فيستفاليا» للمواهب الهجومية والدفاعية الوافية التي افتقدها في كولن خلال الموسم الجاري.
