أمر كاد أن يتسبب في أزمة دبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب بسبب تصريحات وزيرة المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، جيلا جملئيل، إذ قالت إن أفضل مكان يمكن أن يقيم الفلسطينيون فيه دولتهم هو سيناء، حسب تعبير القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى. وذكرت القناة فى تقرير لها أن الوزيرة، التى تزور مصر حالياً للمشاركة فى مؤتمر لتمكين المرأة وتعزيز المساواة بين الجنسين، قالت فى حوار صحفى إنه لا يمكن إقامة دولة فلسطينية إلا فى سيناء. وكشفت أن وزارة الخارجية المصرية طلبت بشكل رسمى من نظيرتها الإسرائيلية توضيحا حول تلك التصريحات، ونقلت عن مسؤول إسرائيلى فى وزارة الخارجية قوله إن تلك التصريحات لا تمثل الموقف الرسمى للحكومة، ولا تعكس سياستها، مشيرا إلى أنه تم امتصاص ردة فعل الغضب المصرية. وتابعت القناة أن تصريحات الوزيرة تسببت فى غضب مصرى عارم، مشيرة إلى أن حازم خيرت، السفير المصرى لدى إسرائيل، اتصل بأكبر عدد من كبار المسؤولين فى وزارة الخارجية الإسرائيلية، وطلب توضيحات حول الأمر، وقد حاولت الخارجية الإسرائيلية القول بأن تصريحات الوزيرة انتزعت من سياقها، وما قالته لا يعبر عن سياسة الحكومة. من ناحية أخرى، نفى المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث باسم وزارة الخارجية، ما تردد عن قيام وزارة الخارجية باستدعاء السفير الإسرائيلي بالقاهرة. وقال أبوزيد في تصريحات ل«المصري اليوم»، إنه لا صحة لما تردد في هذا الشأن، موضحا أن سفير إسرائيل كان في مقر الخارجية اليوم لإجراء لقاء مع إدارة المراسم بناءً على طلبه اتصالا بشؤون مراسمية مرتبطة بعمل السفارة. وكانت الوزيرة الإسرائيلية قالت، فى حوار مع مجلة «ريبونوت» الإسرائيلية، إن ثمة خطة سياسية يمكن أيضا أن تحظى بقبول دول عربية مجاورة لإسرائيل، تقوم على إقامة دولة فلسطينية فى سيناء، وشددت على أنها ضد إقامة دولة فلسطينية على أى أرض فلسطينية، مدعية أن فلسطين التاريخية تخص اليهود فقط، وحماية لأمن مواطنى إسرائيل، ووصفت إقامة دولة فلسطينية بأنها «خطر على دولة إسرائيل». وذكرت أن «الحل الواقعى لا يسمح سوى بإقامة منطق حكم ذاتى للفلسطينيين فى الضفة الغربية وقطاع غزة»، وقالت إن «أى حديث غير ذلك، سيحول المشكلة إلى مشكلة إقليمية، وليست إسرائيلية فقط، ما يعنى أنه ينبغى وضع أجزاء من دول عربية فى الحسبان، مثل شبه جزيرة سيناء، ويمكن فى إطار حل إقليمى للقضية الفلسطينية اقتطاع أجزاء من سيناء، مقابل تقديم مساعدات اقتصادية وأمور أخرى لمصر، وثمة مصلحة مشتركة للجانبين فى هذا الحل، حيث سيتم تقديم الدعم للاقتصاد المصرى المتعثر، وسط تفاقم أزمة تنظيم داعش فى سيناء بما يهدد استقرار مصر»، حسب زعمها. في السياق نفسه، أعلنت السفارة الإسرائيلية في مصر عن حضور وزيرة شؤون المساواة الاجتماعية الإسرائيلية مؤتمر إقليمي للنهوض بمكانة المرأة ولدفع المساواة بين الجنسين إلى الأمام في القاهرة، الاثنين. ونقلت صفحة «إسرائيل في مصر»، التابعة لسفارة تل أبيب في القاهرة، على موقع «فيس بوك» تصريحات الوزيرة الإسرائيلية، لافتة إلى أن حكومة مصر بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي بادرت إلى تنظيم هذا المؤتمر. وقالت الوزيرة الإسرائيلية: «أود أن أعبر عن تعازي العميقة للشعب المصري على الهجوم الإرهابي المروع الذي وقع يوم الجمعة الماضي. باسم حكومة إسرائيل وشعب إسرائيل، صلواتنا وأفكارنا معكم بوجه هذا العمل البربري الشائن، الذي استهدف رجالا نساء وأطفالا أبرياء في بيت للصلاة، ونقف بجانب الشعب المصري في هذه الخسارة». وأضافت: «نحن أيضا ندرك المعاناة التي تواكب الإرهاب. لكن هذا يقترن أيضا بعزيمة لمكافحة الإرهاب، للحيلة دون تحوله إلى اسلوب حياة. حقا، نحن نرى أن هذا الإرهاب لا يعرف الحدود ويستهدف المس باستقرار المنطقة برمتها. يجب إلا يكون الكيل بمكيالين عندما يدور الحديث عن الإرهاب. يجب أن نقول بصوت واضح وصريح: نستنكر الإرهاب وسنحاربه في كل مكان واي مكان. إذا تكلمنا بصوت واحد وعملنا بيد واحدة، فإننا سننتصر». واستكملت الوزيرة الإسرائيلية حديثها: «يشرفني أن أكون معكم اليوم في المؤتمر الوزاري لتعزيز مكانة المرأة في المجتمع، بصفتي أول وزيرة للمساواة الاجتماعية، لكن ايضا بصفتي أم لابنتين صغيرتين. وأود أن اغتنم هذه الفرصة، لأتقدم بالشكر لمضيفتنا حكومة مصر على حسن ضيافتها». وتابعت: «إن وجودي هنا في القاهرة أمر يثير فيّ المشاعر الجياشة، سيما وأنها تتزامن مع الذكرى ال40 للزيارة التاريخية التي قام بها الرئيس الراحل أنور السادات للقدس والتي فتحت الأبواب بوجه السلام بين شعبينا، علاقة تحولت إلى مشعل للاستقرار في المنطقة حتى يومنا هذا بقيادة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي». ونشرت صفحة «إسرائيل في مصر» صورة الوزيرة وهي جالسة إلى جوار سفير تل أبيب في القاهرة، فضلًا عن صورة أخرى وهي جالسة إلى جوار ممثل الوفد الإيطالي. بدورها، قالت مصادر بالمجلس القومي للمرأة، الإثنين، إن الدكتورة مايا مرسي، رئيسة المجلس، تفاجأت بحضور وزيرة شؤون المساواة الاجتماعية الإسرائيلية المؤتمر الإقليمي للنهوض بمكانة المرأة ولدفع المساواة بين الجنسين إلى الأمام في القاهرة. وأضافت المصادر ل«المصري اليوم»، أن «حضور الوزيرة الإسرائيلية تم بشكل مفاجئ، وأن المجلس ليس الجهة الوحيدة المنوط بها تنظيم المؤتمر، وأن الاتحاد من أجل المتوسط والذي يضم أكثر من 43 دولة هو من دعا وشارك في التنظيم». وأشارت إلى أن «الوفد الإسرائيلي انصرف بشكل مفاجئ عقب الجلسة الافتتاحية، ولم يلق وجوده أي ترحيب من أعضاء المجلس». وحاولت «المصري اليوم» الاتصال أكثر من مرة برئيسة المجلس، دون استجابة.
