أعلن الدكتور محمود أبوزيد، رئيس المجلس العربي للمياه، الخميس، عن انطلاق المنتدى العربي الرابع للمياه في القاهرة، الأحد المقبل ولمدة ثلاثة أيام، بحضور الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، وأحمد أبوالغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، وعدد من وزراء الخارجية والمياه والزراعة والطاقة والبيئة بالبلاد العربية، وقيادات المنظمات العربية والإقليمية والدولية التي تساهم وتدعم قطاع المياه في البلاد العربية والجهات الدولية المعنية بشؤون المياه تحت شعار «الشراكة في المياه مشاركة في المصير». وقال «أبوزيد»، في مؤتمر صحفي، الخميس، إن المنتدى يقام تحت رعاية الجامعة العربية ووزارة الري المصرية، وسوف يناقش 5 محاور رئيسية، وهي: المياه والتنمية المستدامة، والترابط بين المياه والغذاء والطاقة والتكيف مع التغيرات المناخية، ونوعية المياه والنظم الإيكولوجية، والحلول المستدامة للموارد المائية المشتركة، والمياه في مجال العلم والتكنولوجيا والابتكار، موضحا أنه من المقرر أن يعقد على هامش المؤتمر معرضا يضم أحدث الابتكارات في مجال المياه، وآخر للفنون التشكيلية والرسوم المتحركة والتصوير والأفلام القصيرة والنحت. وأضاف أن الاجتماعات تركز على مبدأ الشراكة في المياه واستخداماتها والتي تقام على أسس مستدامة لتعميم الاستفادة المشتركة من المياه دون تحقيق الضرر، مشيرا إلى أن هناك نقصا شديدا في نصيب الفرد من المياه في الدول العربية، وهناك ما يقرب من 25٪ تأتي من موارد أخرى غير تقليدية مثل إعادة استخدام مياه الصرف المعالجة ومياه المسوس. وأكد رئيس المجلس أن المنطقة العربية تستورد 300 مليار متر مكعب من المياه الافتراضية في صورة غذاء وغيره من الاحتياجات لسكان العالم العربي، موضحا أن المؤتمر يناقش عددا من مناطق الصراعات في سوريا والعراق والصومال وفلسطين وغزة كذلك المشكلة القائمة في النيل الشرقي بسبب سد النهضة. ولفت إلى أن المجلس يقوم بوضع قواعد استرشادية لتعامل الدول العربية مع المياه المشتركة السطحية والجوفية بما يسهم في خلق آليات تعاون لتصبح المياه طريقا للتنمية بدلا من النزاعات وبهدف الوصول لتوافق يتحول إلى تشريعات لتنظيم استخدامات هذه النوعية من المياه نظرا لطبيعة كل حوض مشترك. من جانبه، ذكر الدكتور حسين العطفي، الأمين العام للمجلس العربي للمياه، أن هناك قوانين واتفاقيات تتعامل مع المياه العابرة للحدود ولكنها تتعرض لانتهاكات من دول المنابع لأن لديها اعتقادا بأن هذه الاتفاقيات تنتقص من سيطرتها على مواردها المائية، كما أنها غير ملزمة علاوة على تغليب البعد السياسي في التعامل مع ملف المياه المشتركة على الأبعاد التنموية المهمة. وأشار «العطفي» إلى نجاح تجربة حوض نهر السنغال بين الدول المشاركة فيه نتيجة لوجود إرادة سياسية ساهمت في وجود كيان مشترك يتولى إدارة المياه وغيرها من المنافع المشتركة فيما وراء النهر، لافتا إلى أنه سيتم استضافة وفد صومالي ليستعرض مشاكله المائية مع إثيوبيا. وأوضح أنه سيتم إعداد خريطة طريق للمشاركة العربية في المنتدى العالمي للمياه الذي يعقد مارس المقبل في البرازيل، كما يعتبر منبرا للخبراء والعاملين والمهتمين بالمياه في المنطقة العربية لمناقشة قضايا المياه التي تؤثر على حياتهم اليومية ولتدارس التجارب السابقة والوقوف على الموقف الراهن والتخطيط للمستقبل، مؤكدا اهتمام المجلس الدائم بوضع حلول لمشكلات المياه والغذاء التي تزداد تعقيدا في المنطقة العربية يوما بعد آخر، وأصبحت الحلول المستدامة لهذه المشكلات حتمية لمواجهة المستقبل. وبدوره، قال الدكتور صفوت عبدالدايم، رئيس اللجنة المنظمة للمنتدى في إجابة حول الأزمة الحالية في ملف سد النهضة، إن الوضع حرج ومتشابك وأي تصريحات تخرج عن السياق من الممكن أن تؤدي إلى تصعيد الأزمة وليس حلها. وأضاف «عبدالدايم» أن القيادة السياسية ترى أن هناك خبراء يعملون على هذا الملف ولهم الثقة بما لديهم من علم ودراية بالإضافة إلى وجود العديد من الأجهزة، محذرا من تناول الأزمة بشكل مستمر في الإعلام وتقوم الأطراف الأخرى برصد كل ما يتم نشره وتحليله وهو ما قد يؤدي إلى صعوبة الوصول إلى حل، مشيرا إلى أنه سيعقد جلسة خاصة في المنتدى عن مشكلات المياه العربية تحت الإحتلال الإسرائيلي، لافتا إلى أنه تم توجيه الدعوة لقطر لحضور المنتدى، لكنها اعتذرت عن الحضور.
