حالة من الفرح عاشها أقباط المنيا، الأحد، فى آخر أيام العام القبطى «عيد النيروز»، عقب إعادة الصلاة بكنيسة «عزبة الفرن»، وحرص العشرات على حضور أول القداسات بعد افتتاحها. وكان عشرات الأقباط قد بعثوا باستغاثات للرئيس عبدالفتاح السيسى، يتضررون فيها من الصلاة فى الشارع عقب إغلاق الكنيسة، وقضت «المصرى اليوم» 5 ساعات خلال القداس وسط الأهالى، الذين غمرتهم مشاعر الفرحة وسط إخوانهم المسلمين. أول قداس لكنيسة عزبة الفرن بالمنيا، بعد إعادة افتتاحها، 10سبتمبر 2017. وتظلل مبنى كنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل «تكعيبة عنب» فى شارع ضيق بعزبة الفرن بأبوقرقاص، والتى تبعد عن طريق مصر- أسوان الزراعى نحو 5 كيلومترات، وتقع على بعد 20 كيلو جنوب مدينة المنيا العاصمة، وداخل الكنيسة البسيطة كان هناك نحو 300 قبطى يبكون فرحاً عقب إعادة فتح الكنيسة، بعد أن صلوا فى الشارع نحو أسبوعين، وبعثوا باستغاثتين للرئيس، أملاً فى الصلاة وسط جدرانها المتهالكة وأسقف العروق الخشبية التى تحملها والأرض المفروشة بالحصير وبعض قطع الموكيت التى تبرع بها رواد الكنيسة. ووسط كل هذا المشهد وقف المصلون بوجوه خاشعة شاكرة لأداء قداس الأحد، وهو آخر قداسات الآحاد للعام القبطى وأول قداس بالكنيسة بعد إعادة افتتاحها. واكتملت الصورة بقدوم وفد من رجال القرية المسلمين، بقيادة عمدة قرية شرارة «ضاحى عبدالسلام»، يباركون لإخوانهم الأقباط ويعاونونهم فى الترتيبات منذ الخامسة من فجر الأحد قبل بدء القداس. أول قداس لكنيسة عزبة الفرن بالمنيا، بعد إعادة افتتاحها، 10سبتمبر 2017. وبدأ القس دانيال بباوى، الذى ترأس صلاة القداس، العظة بالشكر لله، الذى سمح لهم بأن يصلوا فى هذا المكان، الذى وصفه ب«المبارك»، ثم وجّه الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، قائلاً: «نشكر من كل قلوبنا بلا أى افتعال ولا تمثيل الرئيس السيسى والقيادات المحلية والأمنية على تفهمهم احتياجنا للمكان لتأدية الصلوات وتأمينهم منذ الساعات الأولى منذ فجر اليوم للعزبة». وأضاف: «نيابة عن الأنبا مكاريوس، الأسقف العام للمنيا، وعن كل أقباط القرية، أشكر من عمق قلبى محبة إخواننا المسلمين فى القرية، الذين أظهروا محبة فياضة، ممنونين لهم لأنهم أظهروا المواطنة المصرية بشكل فعال وليس بكلام يُقال، وربنا يقدرنا ونرد لهم فى الأفراح». أول قداس لكنيسة عزبة الفرن بالمنيا، بعد إعادة افتتاحها، 10سبتمبر 2017. وتابع: «كل صلاة تُرفع فى كنيسة هى خير لمصر والمصريين، لأننا فى القداس نصلى من أجل أن يحل بمصر الخير والبركة فى كل شبر من أرضها، ونصلى للقيادات والجنود وحدودنا ومداخلنا ومخارجنا ومياه النهر». وبعيون دامعة من الفرح، قالت سيدة ثلاثينية تُدعى «حنان- أم يوسف»: «إحنا فرحانين قوى، وأنا ماكنتش بقدر أودى أولادى يوسف وتوماس كنيسة القرية المجاورة لنا، لكن أنا فرحانة دلوقت إنهم هايلبسوا شمامسة، وهانعمل اجتماعات للصلاة، ونصلى لمصر كلها، وكتّر خير كل اللى قال كلمة حلوة تساعد فى فتح الكنيسة، ربنا يخلِّيكم». أول قداس لكنيسة عزبة الفرن بالمنيا، بعد إعادة افتتاحها، 10سبتمبر 2017. وقالت ماريان موسى، الحاصلة على بكالوريوس معهد السياحة والفنادق، إحدى خادمات الكنيسة من أبناء القرية، إنها استقبلت خبر إعادة فتح الكنيسة بفرحة كبيرة عندما ذهب وفد من أهالى العزبة لمطرانية المنيا، وأخبرهم الأنبا مكاريوس، أسقف عام المنيا، بالخبر الذى وصفته ب«المفرح». وتضيف «ماريان»: «قضينا ليلة الأحد فى تجهيز الكنيسة لأنها كانت مغلقة وكان لزاما علينا تجهيزها استعداداً للقداس، وقام كل بيت بالتبرع بما يقدر عليه، فهذا بحصيرة وآخر بكنبة وآخر بقطعة موكيت، وآخرون بمروحة أو زجاجات مياه وغيرها». وأصرت «أم كرم»، السيدة الخمسينية، التى تسكن أمام الكنيسة، على إعداد إفطار ريفى عقب القداس لعدد من الضيوف الحاضرين، وقالت: «شكرا سيادة الرئيس.. رسمتَ البهجة على وجوه الكثيرين والفرحة فى قلوبنا». وقال عمدة قرية «شرارة»، التى تتبعها عزبة الفرن، إنه لم يكن هناك أى شكل من أشكال الاعتراض من البداية من قِبَل مسلمى القرية أو من السلطات على إعادة فتح الكنيسة، ولكن تم فتحها من قِبَل الأقباط بشكل مفاجئ، ومعروف أن المكان كان مغلقا، لذا كانت تتطلب إعادة فتحه إعلامنا بالأمر للتنسيق. أول قداس لكنيسة عزبة الفرن بالمنيا، بعد إعادة افتتاحها، 10سبتمبر 2017. وأضاف: «شكّلنا وفدا من مسلمى القرية، وذهبنا إلى القيادات الأمنية وقيادات قطاع المباحث والقيادات المحلية، وأكدنا تقديرنا حاجة أشقاء فى القرية لمكان للصلاة، فنحن نصلى فى أى مكان، ونرى أن أشقاءنا الأقباط من حقهم الصلاة»، لافتاً إلى أن قرية شرارة التى تتبعها عزبة «الفرن» بها كنيستان، إحداهما أرثوذكسية والثانية إنجيلية، وتمت توسعتهما دون اعتراض أو تعطيل. وأُقيمت صلاة القداس الإلهى، صباح الأحد، بعد الترخيص بالصلاة فيها ككنيسة، وتسميتها من قِبَل مطرانية المنيا باسم كنيسة «السيدة العذراء والملاك ميخائيل». قبطيات يحملن خبز القربان بعد القداس وتزامنت مع قداس كنيسة «عزبة الفرن» إقامة قداس مماثل فى كنيسة «القديس الأنبا بولا» فى قرية «كدوان»، التابعة لمركز المنيا، والتى شهدت مشكلة سابقة ومماثلة لأزمة كنيسة «عزبة الفرن»، عندما أصدرت مطرانية المنيا بيانا، 13 أغسطس الماضى، تندد فيه بإغلاق سلطات الأمن كنيسة «الأنبا بولا» بالقرية، والتى أُغلقت قبل شهر من البيان، وتقدمت المطرانية بالتماسات وطلبات إعادة فتحها طيلة شهر، انتهى بتحرير البيان، الذى انتقد تأخر التصريحات الأمنية. ورافقت إقامة القداسين تدابير أمنية رفيعة لتأمين أول قداسين مصرح بهما فى الكنيستين، وشاركت فى إجراءات التأمين قطاعات الأمن العام والوطنى، بجانب قوات من الأمن المركزى وعناصر البحث الجنائى وأفراد الأمن النظاميين.
