افتتح الدكتور خالد العنانى، وزير الآثار، واللواء علاء أبوزيد، محافظ مطروح، أمس، متحف كهف روميل بعد الانتهاء من عمليات ترميمه، بتكلفة 2.5 مليون جنيه، وذلك فى إطار احتفالات المحافظة بعيدها القومى ال102 لذكرى معركة وادى ماجد. ويأتى الافتتاح بعد 7 سنوات من إغلاق المتحف، عقب الانتهاء من أعمال التطوير والترميم الخاصة به، والتى تمت بالتعاون بين وزارة الآثار ومحافظة مطروح. وقال محافظ مطروح إنه كان من الضرورى العمل على إعادة تطوير المتحف وافتتاحه، خاصة فى ظل سعى المحافظة لجذب السياح من مختلف دول العالم، وإعادة معدل الحركة السياحية وزيادتها. وأكد أن متحف روميل أحد أهم معالم مطروح، والذى يتردد عليه الآلاف من السياح، الذين يتوافدون على مطروح خلال موسم الصيف السياحى، بالإضافة إلى المصطافين من المصريين والعرب. وأضاف أن مطروح تمتلك العديد من المناطق الأثرية المهمة، خاصة منذ العصر الفرعونى والرومانى، حيث يوجد بها معبد لرمسيس الثانى بمنطقة عجيبة والمقابر الرومانية بمنطقة أم الرخم غرب مدينة مرسى مطروح والآثار الرومانية بمنطقة مارينا العلمين، بالإضافة إلى العديد من المناطق الأثرية بواحة سيوة. وأشار إلى أنه توجد خطط لتطوير جميع المناطق الأثرية بمصر على وجه العموم وتعظيم دور المناطق الأثرية لاستعادة حركة السياحة الوافدة. وأعرب وزير الآثار عن تقديره للمجهود الكبير الذى قامت به محافظة مطروح من أجل إتمام مشروع تطوير المتحف وتقديم الدعم المالى الكامل له، وكذلك مساهمتها فى إنشاء متحف أثرى آخر بالتعاون مع وزارة الآثار داخل مكتبة مصر العامة بمطروح، حيث أهدت المحافظة جزءا من المكتبة للوزارة لإنشاء متحف أثرى يعرض جميع القطع الأثرية التى اكتُشفت بالمحافظة على مدار السنوات الماضية، ومن المقرر افتتاحه قبل نهاية العام الجارى. وأوضح «العنانى» ثقته فى أن يُدِرّ متحف كهف روميل دخلا ماديا جيدا، خاصة أن افتتاحه يأتى خلال شهور الصيف، بحيث تتسنى لمصطافى مرسى مطروح والساحل الشمالى زيارته، ومن المقرر أن تمتد مواعيد الزيارة للمتحف حتى الليل. ولفت وزير الآثار إلى أنه تم السماح بدخول المتاحف لتلاميذ المرحلة الابتدائية ومَن تجاوزوا 60 عاماً بالمجان، وأنه تم السماح بإرسال 9 قطع أثرية إلى إيطاليا، فى إطار اتفاقيات عرض الآثار المصرية بالخارج. وتابع أن المجلس الأعلى للآثار وافق بالإجماع على الطلب الإيطالى لعرض 9 قطع أثرية بها، خاصة بعد عودة السفير الإيطالى إلى مصر. وكشف أنه بالرغم من أن المقابل المادى لعرض القطع المصرية فى إيطاليا ليس كبيرا، ويقدر بنحو 35 ألف يورو، فإنه تمت الموافقة عليه بالإجماع من أجل ضمان التواجد المصرى بالخارج. وأضاف، خلال اجتماعه مع عدد من رؤساء تحرير الصحف والكتاب على هامش الافتتاح، أن المجلس الأعلى للآثار وافق مؤخرا على 4 طلبات لعرض القطع الأثرية بالخارج. ولفت إلى أن الآثار تنتهج حاليا سياسة جديدة فى التعامل مع المتاحف المصرية، حيث تقوم بعمل شراكة مع المحافظات من أجل تطوير المتاحف، وتم الاتفاق مع محافظاتكفر الشيخ والقليوبية وبنى سويف، إضافة إلى مطروح، التى تُعد أول محافظة تنتهج «الشراكة» مع الوزارة. وأشار إلى أن إبريل المقبل سيشهد افتتاح متحف سوهاج، الذى أُغلق منذ التسعينيات، وأن الدولة تدرس حاليا القضاء على العشوائية الموجودة فى منطقة الأهرامات من خلال مشروع تطوير الأهرامات، فهناك مخطط لإنشاء ممشى وتخصيص مكان لخيول نزلة السمان. وأوضح أنه لا يمكن اتخاذ قرار بإلغاء تصاريح دخول الخيول إلى الهرم حاليا بشكل خاص، حيث يعمل عليها أكثر من 10 آلاف مواطن لهم أسر. ولفت إلى أن المتحف الكبير سوف يتم استكمال المرحلة الثانية منه بقرض من جايكا اليابانية، وأن الدولة دخلت فى تحدٍّ كبير بتجديد متحف ملوى، حيث تم تدمير المتحف عقب أحداث فض رابعة، وقامت الدولة بصرف 11 مليون جنيه لتجديده، رغم أن دخله الشهرى يقدر بنحو 1000 جنيه، لكن التجديد يهدف لإيصال تأكيد أن الدولة موجودة. وشدد على أن الدولة ملتزمة بتطوير طريق الكباش فى الأقصر، بناء على توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة تسلمت المشروع، وهناك اتفاق على الانتهاء منه بشكل عاجل. وقالت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف بالوزارة، إن متحف روميل يضم مجموعة من الأسلحة الحربية التى استُخدمت خلال الحرب العالمية الثانية وخريطة للمواقع العسكرية، حيث اتخذ القائد الألمانى الكهف ليكون مقرا للقيادة أثناء الحرب. وأضافت أنه تم إغلاق المتحف منذ 2010 لترميمه وتطويره، إلا أن قيام 25 يناير 2011 وما مرت به البلاد من ظروف حالت دون البدء فى ترميمه، ومع بداية هذا العام- وفى إطار السياسة التى تتبعها الوزارة لافتتاح أكبر عدد من المتاحف والمواقع الأثرية- تم البدء فى أعمال ترميم المتحف، والتى قام بها فريق من مرممى الوزارة، برئاسة سامح المصرى. وأشارت «صلاح» إلى أن أعمال الترميم اشتملت على تنفيذ سيناريو عرض متحفى جديد، وتغيير منظومتى الإضاءة والتأمين، ووضع كاميرات جديدة للمراقبة، بالإضافة إلى استبدال قميص خرسانى جديد بالآخر القديم المتهالك. ويأتى افتتاح المتحف- بعد سبع سنوات من إغلاقه- تأكيدا لحرص الوزارة على افتتاح أكبر عدد من المتاحف، خاصة الإقليمية، حيث إن هذه المتاحف تضم عددا كبيرا من القطع الأثرية، التى تلقى الضوء على تاريخ المحافظة الموجودة بها عبر العصور المختلفة.
