تحظى الشركات الصغيرة والمتوسطة بأولوية كبيرة على أجندة دول الشرق الأوسط وأفريقيا، وفي مقدمتها مصر والمملكة العربية السعودية اللتين تطوران مبادرات وطنية قوية لدعم نمو هذه الشركات. ففي مصر، تمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة الدعامة الأساسية للاقتصاد، فوفقًا لإحصائيات «مجموعة أكسفورد للأعمال» تساهم هذه الشركات بنسبة 80% من الناتج المحلي الإجمالي المصري، وتشكل مصدر التوظيف الأكبر للقوى العاملة في البلاد. وفي خطوة طموحة لدعم نموها، اتخذ البنك المركزي المصري خطوات جادة لزيادة حجم القروض التجارية الممنوحة للشركات الصغيرة والمتوسطة في جميع أنحاء مصر، ومؤخرًا تم تأسيس صندوق برأسمال 10 مليارات جنيه لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة في مجالات الصناعة، والزراعة، وقطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة. وانطلاقًا من الحاجة إلى تعزيز المنظومة الإقليمية لقطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، أعلنت شركة «جنرال إلكتريك» عن إطلاق الحل الرقمي المبتكر SourceNow لتقدم من خلاله وجهة واحدة للخدمات الصناعية المتكاملة عبر تأسيس سوق رقمية من نوعها يمكن للمشترين فيها تقديم الطلبات الإلكترونية للاطلاع على أسعار الخدمات الصناعية المعقدة- في قطاعات مثل توليد الطاقة، والنفط والغاز وغيرها- من قبل مزودين رفيعي المستوى، ويمكن لأي شركة التسجيل لاستخدام هذا الحل الرقمي بصفة بائع أو مشترٍ للخدمات الصناعية. وتتضمن هذه الجهود تحدي «جنرال إلكتريك» مصر في مجال الابتكار الرقمي المصري لعام 2016-2017، حيث تقدم رواد الأعمال الشباب، وطلبة الجامعات، ومطوري البرمجيات بحلول رقمية تخاطب التحديات التي تواجهها مصر في قطاعات الطاقة، والصحة، والنقل، وهو التحدي الذي أُطلق تحت رعاية وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وبالتعاون مع مركز الإبداع التكنولوجي وريادة الأعمال «TIEC» التابع لهيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات «ITIDA»، ويهدف التحدي بالدرجة الأولى إلى دفع التحول الرقمي في مصر وتعزيز مفهوم ريادة الأعمال. وقالت ميشيل وو، الرئيس التنفيذي للمعلومات ونائب الرئيس للتقنيات الرقمية في وحدة أعمال خدمات الطاقة بالشرق الأوسط وأفريقيا إنه «سيعمل SourceNow على تلبية الطلب الحقيقي في السوق بتوفير حل مبتكر تفاعلي وسهل الاستخدام يساهم بشكل فعال في مواجهة التحديات المتعلقة بتوريد الخدمات الصناعية المتخصصة والدقيقة». وأضافت «وو»: «من المنظور العام، يشكل SourceNow امتدادًا لإلتزامنا بمساعدة مزودي الخدمات الصناعية والشركات الصغيرة والمتوسطة على النمو بشكل ومن خلال تحقيق وتسهيل التواصل بين كافة المعنيين، يستطيع هذه الحل الرقمي دعم الشركات لتحقيق أهدافها واتخاذ قراراتها بشكل أسرع». ويقوم هذا الحل، الذي تم تطويره باعتماد أسلوب المشاريع الناشئة من قبل فريق صغير يضم عددًا من خبراء وحدة أعمال خدمات الطاقة لدى «جنرال إلكتريك» في الشرق الأوسط وأفريقيا- باستخدام برمجيات «بريديكس Predix» السحابية، وهي منصة «جنرال إلكتريك» للإنترنت الصناعي والمطورة خصيصًا لتكون قادرة على مواكبة معايير الحجم والتعقيد والسرعة والأمن التي يتطلبها القطاع. وتشير دراسة أعدتها مؤسسة «ماكينزي الرقمية» نهاية عام 2016، أن الاقتصاد الرقمي يسهم بنحو 4.4% من إجمال الناتج المحلي المصري، بالإضافة إلى أن 7% من الشركات الصغيرة والمتوسطة في مصر تمتلك حضورًا رقميًا قويًا، ومع أن قطاعات السلع الاستهلاكية في مصر توظف بطبيعة الحال الحلول الرقمية لتزويد المنتجات المختلفة بدءًا من الكتب الإلكترونية وحتى خدمة توصيل الطعام إلى المنازل، إلا أن SourceNow ينفرد عن غيره بسهولة الوصول إلى خدمات متطورة ومعقدة على نطاق صناعي أكبر. من جانبه، أكد أيمن خطاب، الرئيس التنفيذي لجنرال إلكتريك الشرق الأوسط وشمال شرق أفريقيا، أن SourceNow يعد مفيد خصوصًا للشركات الصغيرة والمتوسطة التي تعمل في تزويد الخدمات أو كعملاء محتملين يبحثون عن خدمات عالية الجودة بأسعار تنافسية. وأضاف «كما هو الحال في الكثير من المناطق في العالم، فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة وخاصة الجديدة في السوق قد تفتقد أحيانًا للشبكات اللازمة للوصول إلى العملاء الجدد أو التعرف على أفضل ما يناسب إحتياجاتهم عبر مقدمي الخدمات، فمن الصعب الوثوق في شخص بشكل كافٍ لبدء علاقة عمل، كما أن القدرة على استيعاب ضعف القوة الشرائية تكون أيضًا محدودة للغاية». كما يتيح SourceNow للشركات الصناعية الصغيرة والمتوسطة إمكانية الوصول إلى شبكة أكبر من مزودي الخدمات والعملاء في 4 أسواق مختلفة هي مصر، والمملكة العربية السعودية، والكويت، ودولة الإمارات العربية المتحدة، والأهم من ذلك أن العدد الكبير من البائعين المعتمدين والتقييمات التي ينشرها العملاء عنهم يمكن أن تسهم في تعزيز تنافسية الأسعار. ومن شأن SourceNow أن يدعم مساعي مصر لتدعيم الشركات المحلية الصغيرة والمتوسطة في القطاعات التي تضمن تحقيق قيمة مضافة- مثل الخدمات الصناعية- ودعمها لتصبح جزءًا من سلاسل التوريد العالمية.
