تناولت معظم قصائده شؤونا وهموما تخص المرأة وعلى الرغم من ذلك ظلت قصائده السياسية أهم وأقوى من قصائده العاطفية هذا هو الشاعر السورى الكبير نزار قبانى الذى قدر له أن يتنقل ما بين العمل الدبلوماسى ودوحة الشعر، وحينما كتب قصيدة (خبز وحشيش وقمر) أثارت رجال الدين السوريين وطالبوا بطرده من السلك الدبلوماسى، وانتقلت المعركة إلى البرلمان السورى وكان أول شاعر تناقش قصائده فى البرلمان، وعلى أثر نكسة 1967 كتب قصيدته «هوامش على دفتر النكسة» والتى يقول فى موضع منها: «إذا خسرنا الحربَ لا غرابهْ.. لأننا ندخُلها.. بكلِّ ما يملكُ الشرقىُّ من مواهبِ الخطابهْ .. بالعنترياتِ التى ما قتلت ذبابهْ.. لأننا ندخلها.. بمنطقِ الطبلةِ والربابهْ» فأثارت عاصفة فى العالم العربى، وأخذ المثقفون يتداولونها سرا حيث تم منع كل قصائده التى تغنى بها مطربون ومطربات عرب سواء فى الإذاعة أو التليفزيون إلى أن كتب هو لعبدالناصر الذى رفع الحصار الإعلامى عنه، وعندما قتلت زوجته بلقيس حمّل نزار الوطن العربى كله مسؤولية قتلها فى قصيدته الرائعة بلقيس والتى جاء فى موضع منها: «سأقول فى التحقيق.. أنى قد عرفت القاتلين.. بلقيس.. يافرسى الجميلة.. إننى من كل تاريخى خجول.. هذى بلاد يقتلون بها الخيول.. هل موت بلقيس هو النصر الوحيد فى كل تاريخ العرب؟» وفى 1990 صدر قرار من وزارة التعليم المصرية بحذف قصيدته «عند الجدار» من مناهج الدراسة بالصف الأول الإعدادى لما تتضمنه من معان غير لائقة، وقد أثار القرار ضجة فى حينها واعترض عليه كثير من الشعراء. كان تيم حسن الذى لعب شخصية الملك فاروق قد جسد شخصية نزار فى مسلسل سورى عن حياته، ونزار مولود فى 21 مارس 1923 فى دمشق لعائلة من أصول تركية وحصل على البكالوريا من الكلية فى دمشق، والتحق بكلية الحقوق وتخرج فى 1945 وعمل فى وزارة الخارجية السورية كدبلوماسى بين القاهرة، ومدريد، ولندن وبيروت. وفى 1959 أثناء الوحدة بين مصر وسوريا، عُين سكرتيراً ثانياً للجمهورية المتحدة فى سفارتها بالصين إلى أن استقال فى 1966، ثم انتقل إلى بيروت وأسس دار نشر باسم «منشورات نزار قبانى» إلى أن توفى فى مثل هذا اليوم 30 أبريل 1998.