تعد جزيرة «الجفتون» أول محمية طبيعية فى البحر الأحمر وأحد أهم وأجمل مواقع الغطس والرحلات البحرية، وقد استعدت الجزيرة بشواطئها الرملية المميزة لاستقبال آلاف المصريين من أبناء الغردقة وباقى المحافظات لقضاء إجازة عيد الفطر على شواطئها وداخل مياهها الصافية المميزة بالشعاب المرجانية، حيث تقل العشرات من اللنشات البحرية الزائرين من مراين القرى السياحية، حيث تبدأ الرحلات فى الثامنة صباحا وتنتهى عند الرابعة مساء، وتتراوح تكلفة الرحلة للمصريين ما بين 100 و150 جنيها للفرد، حسب إمكانيات الرحلة واللنش السياحى. وتعد محمية جزيرة الجفتون من أهم مناطق تعشيش وتواجد طيور النورس، حيث يسكنها نحو 50 % من طيور النورس فى العالم، إضافة لأنواع أخرى من الطيور والزواحف والأسماك الملونة والدلافين، فالجزر الساحلية التى تقع قريبة من الساحل الغربى مثل جزر سفاجا والجفتون وشدوان، وقد انفصلت جزيرة الجفتون بفعل عمليات التصدع إلى جزيرة الجفتون الكبرى وهى أكبر جزر مجموعة الجفتون تبلغ مساحتها 18 كم2، وتمتد فى شكل طولى على مسافة نحو 11 كم من ساحل الغردقة ويبلغ طول سواحلها 344 كم بمعدل 1.9 لكل كم22 من جملة مساحتها. جزيرة الجفتون الصغيرة وتبلغ مساحتها 3كم2، وتقع إلى الجنوب الشرقى من جزيرة الجفتون الكبيرة، ويبلغ طول سواحلها 8 كم وتزداد اتساعاً فى الجنوب عنه فى الشمال وتعد من أقرب الجزر لشاطئ الغردقة. وأكد بشار أبوطالب، نقيب المرشدين السياحيين، أنها تعتبر «الجفتون» الأولى من حيث الأهمية للقطاع السياحى، حيث إنها الجزيرة الوحيدة المسموح بالنزول عليها فقط، وتتميز بموقعها القريب من مدينة الغردقة وبرمالها الناعمة وما يحيط بها من مواقع غوص. وتضم «الجفتون» 14 موقعاً من أجمل وأهم مواقع الغوص بالغردقة إضافة إلى تعدد مواردها الطبيعية بداية من الرمال الناعمة والشواطئ الجميلة، ونظراً لأهميتها السياحية الكبيرة فإن جزيرة الجفتون تشكل إحدى دعائم اقتصاد البحر الأحمر والاقتصاد القومى لما تتمتع به من قيمة اقتصادية عالية تدر بدورها تدفقات نقدية كبيرة. وتشير إحصائيات رسمية إلى أن «الجفتون» الكبرى تحظى بأهمية اقتصادياً وسياحياً، حيث يتزايد اهتمام السائحين فى العالم كله بزيارة الأماكن الأقل تنمية والأكثر عذرية، حيث يفضلون الاستمتاع بها وبمواردها ومناظرها الطبيعية بحالتها الأولية. وبالتالى زادت المساحة المعلنة كمحميات طبيعية إلى أكثر من 40 ألف كم2 بمحافظة البحر الأحمر بجانب إعلان 22 جزيرة محمية من إجمالى 40 جزيرة، كما حدد القانون عدداً من المحظورات التى لا يجب ممارستها داخل نطاق هذه الجزر، فيحظر صيد أو نقل أو قتل أو إزعاج الكائنات البحرية والبرية أو القيام بأعمال من شأنها القضاء عليها. ويعتمد عدد كبير من المشتغلين بالقطاع السياحى على جزيرة «الجفتون» كمصدر رزق أساسى، حيث يزور الجزيرة حوالى 40-60 عائمة يومياً وتستقبل أكثر من نصف مليون زائر سنوياً يمثلون 32% من ممارسى الأنشطة البحرية بمدينة الغردقة. وتجتذب الجفتون حوالى 15% من إجمالى زائرى البحر الأحمر. كما تحقق الجفتون وأخواتها من جزر البحر الأحمر إيرادات مرتفعة، مثلما حققت العديد من الدول التى تمتلك محميات طبيعية تشبه محميات مصر، وذلك من خلال إيرادات رسوم الدخول للزائرين. فيما ترفع محميات البحر الأحمر شعار «لا تأخذ شيئا معك ولا تترك شيئا خلفك» لإرشاد الزائرين حول تعليمات زيارة الجزر والمحميات، حيث تتواجد مراكب محميات البحر الأحمر حتى مغادرة المراكب لمناطق الجزر البحرية ومناطق الغطس وظهور الدلافين. وأكد مسؤولو محميات البحر الأحمر أن أيام إجازة العيد تشهد كثافة غير عادية حيث يستمتع الزائرون بمياه البحر والسباحة والسنور كلينج ومشاهدة مناطق المحميات الطبيعية والشعاب المرجانية، كما ظهرت مجموعات من الدلافين البحرية بين منطقة الجفتون، مما أدى إلى مزيد من السعادة بين الزائرين. وأكد الباحث البيئى الدكتور أحمد غلاب، مدير محميات البحر الأحمر، أن محميات البحر الأحمر تسمح بزيارة الجزر والمحميات أمام شواطى الغردقة، حيث تعود أهالى مدينة الغردقة على قضاء الإجازات على هذه المحمية وأضاف غلاب أنه يتم توجيه الزائرين للمحمية بشعار «لا تأخذ شيئا معك ولا تترك شيئا خلفك»، وأضاف غلاب أن البحر الأحمر ومدينة الغردقة أصبحت قبلة لمحافظات الجمهورية، نظرا لما تتمتع به من خدمات ومناطق بحرية وشعاب مرجانية وطقس معتدل طوال العام.
