دفع الأقباط ثمنا غاليا لمشاركتهم بقوة فى ثورة 30 يونيو، من خلال حرق جماعة الإخوان للكنائس والاعتداء على أكثر من 84 كنيسة ومؤسسة دينية مسيحية. مشاركة الأقباط لم تتوقف عند المشاركة فى المظاهرات الحاشدة التى خرجت فى كل ربوع مصر وتجلت فى ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية، أو مشاركة البابا التاريخية فى اجتماع 3 يوليو لوضع خارطة الطريق وتحديد المصير بعزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى، بل امتد هذا الدور إلى إقناع العالم بأن ما حدث فى مصر ثورة شعبية وليس انقلابا كما حاولت الجماعة الإرهابية تصويره فى الخارج. ويرى الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عضو مجلس النواب، أن الدور الذى لعبه الأقباط والكنيسة فى 30 يونيو كان وطنيا بامتياز، وكان نتيجة غضبهم من تصرفات جماعة الإخوان ضد المواطنة. وقال عادل عجيب، رئيس الهيئة القبطية الأمريكية، إن الأقباط فى الداخل والخارج لعبوا دورا مهما فى ثورة 30 يونيو، وإن المشاركة كانت ضرورة ضد جماعة الإخوان التى أرادت خطف الوطن. وقال القمص بولس حليم، المتحدث الرسمى باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية: «ثورة 30 يونيو استدعت الكنيسة، متمثلة فى البابا تواضروس الثانى، للمشاركة فى صناعة المشهد التاريخى يوم 30 يونيو 2013، وجاءت استجابة قداسته للنداء، مدعومةً بإرادة شعبية كاسحة هبت لتستعيد وطنًا كاد يُختطف». وفيما يتعلق بدور الأزهر، فله تاريخ حافل من المشاركة فى الثورات والوقوف فى وجه الظلم والاستبداد، بدءا من خروج الثورة ضد حكم المماليك، مرورا بالثورة ضد الاحتلال الفرنسى، ووصولا إلى مشاركة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، فى ثورة 30 يونيو، ومشاركته عقب ذلك فى 3 يوليو فى إعلان خارطة الطريق، معتبراً مشاركته واجباً شرعياً. ووقّعت عدة قوى وتيارات سياسية برعاية الأزهر، فى 31 يناير 2013، على 4 مبادئ لحماية الدولة المصرية، تضمنت الالتزام بقداسة وحرمة الدم والعِرض والمال. وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، أن مشاركة الأزهر الشريف فى ثورة 30 يونيو وما تبعها من أحداث جاءت استجابة لنبض الشارع المصرى فى مواجهة نظام لم يحقق آمال وتطلعات الشعب. وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن ما أقدم عليه الشعب المصرى فى 30 يونيو كان حقا له، فى ظل ما شهدته البلاد فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى من فشل ذريع قاد البلاد إلى حافة الهاوية.