وصفت وسائل الإعلام العالمية الضربة الصاروخية التى وجهتها الولاياتالمتحدةلسوريا بأنها «تحذيرية لما هو مقبل على روسيا وإيران والنظام السورى وأيضًا كوريا الشمالية»، لافتة إلى أن ذلك تحول دراماتيكى لترامب الذى محا الخطوط الحمراء التى وضعها الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما من قبل فى إدارة الملف السورى. وعبرت الصحافة الأمريكية عن رضاها بالضربة، معتبرين أن الرئيس دونالد ترامب لديه فرصة لتصحيح أخطاء سلفه أوباما تجاه سوريا، ووصفت شبكة «فوكس نيوز» الأمريكية، الضربة، بأنها مفاجئة وعادلة، وأن المجتمع الدولى يتفاعل مع الغارات التى شنها ترامب. قال الكاتب ديفد إجناشيوس بصحيفة «واشنطن بوست» إن ترامب اتخذ خطوة «حاسمة» ظل سلفه أوباما يقاومها، وأضاف أن المفارقة تكمن فى أن ترامب يقف أمام خيارات عسكرية سيئة دفعته لشن الهجوم فى غرب سوريا، فى حين ظل القادة العسكريون الأمريكيون يركزون على القتال ضد تنظيم «داعش» شرقى البلاد. وتطرقت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية للتحول الذى طرأ على مواقف إدارة ترامب إزاء النظام السورى، قائلة إن نبرة خطابها تجاه الأسد سرعان ما تبدلت عقب الهجوم الكيماوى. وقال الجنرال المتقاعد مارك هيرتلينج، محلل الشؤون الأمنية بشبكة «سى. إن. إن» الأمريكية، إن إطلاق 59 صاروخا من طراز توماهوك ضد هدف واحد يعتبر ردا انتقاميا قويا، ويرسل رسالة قوية إلى أصدقاء واشنطن قبل أعدائها، خصوصا روسيا وإيران. ورأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن ضربة ترامب جاءت لتغيير تصور الفوضى المأخوذ عن إدارته، لكنها قالت إن هناك أيضا مخاطر كبيرة لترامب خلال الأسابيع القليلة. وفى بريطانيا، وصفت صحيفة «تيليجراف» البريطانية، قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بال«حاسم»، وقالت إنه «استغل الأزمة ليظهر لسوريا والعالم أن هناك قائدا واحدا فى الساحة». وتحت عنوان «هل يسقط ترامب فى مستنقع سوريا؟»، قالت شبكة «بى.بى.سى» البريطانية: «إنه خلافا للرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، أرسل ترامب ردا سريعا مفاده أن استخدام الأسلحة الکيميائية فى سوريا تترتب عليه عواقب وخيمة». وتحت عنوان «ضربة ترامب تكشف عقائده العاطفية»، قالت صحيفة «التايمز» البريطانية، إن قرار ترامب يعطينا نظرة ثاقبة على «عقيدته» بأنه لا يمكن التنبؤ بها وتدفعها العواطف، وأن القرار جاء سريعا ولم يضر كثيرا نظام الأسد. ووصفت «إندبندنت» البريطانية، القرار بال«منعطف السريع والمتطرف» فى سياسات الرئيس السابقة، مشيرة إلى أن العديد من مؤيدى ترامب تخلوا عنه بعد القرار نتيجة لوقوع ضحايا مدنيين. وفى فرنسا، قالت صحيفة «لوموند» الفرنسية، إنه بالرغم من أن واشنطن تقود التحالف الدولى لضرب تنظيم «داعش» فى سوريا، إلا أن تحولها لضرب النظام سيترتب عليه حرب بلا هوادة بين واشنطن وحلفاء النظام السورى، مشيرة إلى أن الضربات تحذير أمريكى للثلاثى «روسيا وإيران وسوريا»، لافتة إلى أن هذا التحذير مقامرة حقيقية للدبلوماسية الأمريكية. وقال المحلل السياسى الفرنسى، ألين فراتشون، إن كوريا الشمالية يجب أن تتخذ حذرها، لأن ترامب أظهر غضبه للقضاء على أسلحة الدمار الشامل. فيما تضاربت تصريحات المرشحين الرئاسيين فى فرنسا بعد الضربة، حيث أكد المرشح اليسارى بنوا هامون، أن الأسد يتحمل وحده المسؤولية، لأنه تحدى الإنسانية وارتكب مجزرة بحق أطفال سوريا، مطالبا بتقديمه للمحكمة الجنائية الدولية. فيما حذر المرشح اليمينى فرانسوا فيون من تصعيد العملية العسكرية الأمريكية خوفا من اندلاع مواجهة مباشرة بين الغرب وروسيا، موضحا أن الأسلحة الكيميائية مرفوضة دوليا إلا أن قرار أمريكا من جانب واحد مرفوض أيضًا. أما المرشح الوسطى إيمانويل ماكرون، فطالب بالانتقام من الأسد والتدخل العسكرى بتنسيق دولى.