صدر حديثًا عن المركز القومي للترجمة، الطبعة العربية من كتاب «الحجاب.. بين الحشمة والخصوصية والمقاومة» من تأليف فدوى الجندي وترجمة سهام عبدالسلام. ويحمل الكتاب إهداءً خاصًا لكل النساء في صفحاته الأولى من كاتبته يقول «آمل أن يصل هذا الكتاب لمن قررن ارتداء الحجاب، ولمن رفضن خلعه، ومن رفضن ارتداءه، ولمن ارتدينه دائمًا بحكم التقاليد ولمن لن يتحجبن أبدًا». يتناول الكتاب القضية الشائكة مثار الجدل الدائم، الحجاب، ولكنه لا يهاجمه أو يهاجم من تضعه، كثيرًا ما ارتدت نساء عربيات تقدميات الحجاب في سبعينيات القرن العشرين خوفًا من أهلهن وأشقائهن أو احترامًا لهم، وسرعان ما اتسعت هذه الحركة واكتسبت قوة دفع وأشعلت شرارة جدل خلافى في الثقافة الاسلامية، كما أثارت ردود فعل لمن هم خارجها، تراوحت ما بين الحيرة والغضب. وارتفع صوت معلقى ومعلقات النسوية الغربية على وجه الخصوص بشجب الحجاب، الذي فسروه وفسرنه ارتجالًا على أنه مظهر ملموس للقهر الأبوي للنساء. يعتمد الكتاب على عمل ميدانى أصلى واسع النطاق، وعلى مصادر من الكتابات الأنثروبولوجية والتاريخية، علاوة على مصادر إسلامية أصلية، وذلك ليتحدى الافتراض التبسيطى القائل إن الحجاب يُعنى في معظم الأحوال بالاحتشام، وعزل النساء، والشرف والعار. العمل الميداني تم إجراؤه على الحركة الإسلامية المعاصرة، وهى عبارة عن تحليل وإعادة تحليل لبيانات ضمنتها بحثًا مركبًا عن الأنثوغرافيا والتاريخ، النص القرآنى، الحديث والتفسير، كما أن الدراسة ليست وصفًا أنثوغرافيًا للتحجب ولا دراسة لمجتمع محلي ترتدي نساؤه الحجاب، مع التركيز على النساء. المؤلفة الدكتورة فدوى الجندي تخرجت في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، حصلت على درجة الدكتوراة في الأنثربولوجي من جامعة تكساس بالولايات المتحدة في العام 1972، أستاذة علم الأنثربولوجي بجامعة قطر، ورئيسة قسم العلوم الاجتماعية بكلية الآداب بنفس الجامعة، عملت كأستاذ زائر بجامعة سوذرن بكاليفورنيا، ولها عدد كبير من الكتب والأبحاث. سهام عبدالسلام، مترجمة الكتاب، طبيبة، باحثة أنثروبولوجية، مترجمة، وناقدة سينمائية، حصلت على الماجستير في الأنثروبولوجيا من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، ومن أهم أعمالها في الترجمة «حين يكون الداء في الدواء»، «أنثروبولوجيا الطعام والدواء»، «الأدب والنسوية» و«صور ما بعد الكولونيالية».